فشل أمريكي أم إهمال؟ الولايات المتحدة تساهم في صناعة الطائرات المسيرة الإيرانية!

فشل أمريكي أم إهمال؟ الولايات المتحدة تساهم في صناعة الطائرات المسيرة الإيرانية!

فشل أمريكي أم إهمال؟ الولايات المتحدة تساهم في صناعة الطائرات المسيرة الإيرانية!


05/01/2023

مفاجأة كبرى فجّرتها وسائل إعلام أمريكية، كشبكة "سي إن إن، وول ستريت جورنال"، تتعلق بإنتاج الكثير من أجزاء الطائرات المسيّرة الإيرانية داخل الولايات المتحدة، ممّا يشكك في جدية أمريكا بمواجهة برامج إيران لإنتاج الطائرات المسيّرة المزعزعة للاستقرار العالمي، رغم أنّ خطورة تلك الطائرات لا تتوقف عند منطقة الشرق الأوسط، بعد أن أصبحت بضائع رائجة عالمياً، بإقرار جاء على لسان الحرس الثوري الإيراني منتصف شهر آب (أغسطس) الماضي، حول بدء تصدير تلك الطائرات إلى خارج إيران.

ووفق شبكة "سي إن إن" التي استندت إلى تقييم استخباراتي أوكراني، فقد عُثر على أجزاء ومكونات صنعتها أكثر من (12) شركة أمريكية وغربية، في طائرة إيرانية بدون طيار  أُسقطت في أوكرانيا الخريف الماضي.

ويوضح التقييم، الذي تمّت مشاركته مع مسؤولين بالحكومة الأمريكية أواخر العام الماضي، حجم المشكلة التي تواجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي كانت تعهدت بوقف إنتاج إيران للطائرات بدون طيار "الدرون".

وذكرت شبكة CNN الشهر الماضي أنّ البيت الأبيض شكّل فريق عمل على مستوى الإدارة، للتحقيق في كيفية وصول التكنولوجيا الأمريكية والغربية -بدءاً من المعدات الأصغر، مثل أشباه الموصلات ووحدات GPS إلى أجزاء أكبر مثل المحركات- إلى الطائرات الإيرانية بدون طيار.

هذه مشكلة تواجه إدارة الرئيس الأمريكي بايدن، التي تعهدت بوقف إنتاج إيران للطائرات بدون طيار "الدرون"

هذا، وتوصل تحقيق منفصل متعلق بطائرات إيرانية بدون طيار أُسقطت في أوكرانيا، أجرته شركة Conflict Armament Research الاستقصائية التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، توصل إلى أنّ 82% من مكونات الطائرات المسيّرة تم تصنيعها من قبل شركات مقرها الولايات المتحدة.

ولا يوجد دليل يشير إلى أنّ أيّاً من هذه الشركات تمارس نشاطها بما يتعارض مع قوانين العقوبات الأمريكية، أو تقوم بتصدير تقنياتها عن قصد لاستخدامها في صناعة الطائرات بدون طيار.

وقال الخبراء للشبكة ذاتها: إنّه حتى مع وعود العديد من الشركات بتعزيز المراقبة، فإنّ التحكم في مكان وجود هذه الأجزاء في كل مكان في السوق العالمية غالباً ما يكون أمراً صعباً للغاية بالنسبة إلى المصنّعين. وقد لا تعرف الشركات ما الذي تبحث عنه، إذا لم تلاحق الحكومة الأمريكية وتعاقب الجهات التي تشتري وتبيع تلك المنتجات لأهداف غير مشروعة.

ويبدو أنّ الشركات الإيرانية الخاضعة للعقوبات نجحت في الالتفاف على الجهود المبذولة لقطع إمداداتها من المكونات والإلكترونيات الحيوية، فعلى سبيل المثال، فإنّ الشركة التي صنّعت الطائرة بدون طيار، وهي شركة صناعة الطائرات الإيرانية (HESA)، تخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2008.

إنتاج الكثير من أجزاء الطائرات المسيّرة الإيرانية داخل الولايات المتحدة، يشكك في جدية أمريكا بمواجهة برامج إيران لإنتاج الطائرات المسيّرة

وقد أكد عدد من الشركات المصنعة لتلك الأجزاء، في بيانات نقلتها وكالة رويترز خلال الفترة الماضية، أنّها تدين أيّ استخدام غير مصرّح به لمنتجاتها، وأنّها لا تبيع أيّ منتجات لروسيا أو بيلاروسيا أو إيران، مؤكدة التزامها بالقوانين واللوائح المعمول بها في البلدان التي تعمل فيها، وأنّها ستحقق في طريق وصول تلك الأجزاء إلى إيران.

ووفقاً لتقييم المخابرات الأوكرانية، فإنّه من بين (52) مكوّناً تم جمعها من الطائرة الإيرانية بدون طيار طراز شاهد -136، اتضح أنّ (40) مكوّناً منها تم تصنيعها بوساطة (13) شركة أمريكية مختلفة، في حين تم تصنيع المكونات الـ (12) الأخرى بوساطة شركات في كندا وسويسرا واليابان وتايوان والصين.

بالمقابل، قال البيت الأبيض: إنّ الولايات المتحدة تبحث وسائل لاستهداف إنتاج الطائرات المُسيّرة الإيرانية من خلال فرض عقوبات وضوابط على التصدير، وتتواصل مع شركات خاصة تُستخدم أجزاء من إنتاجها في إنتاج تلك الطائرات.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أدريان واتسون، في بيان أوردته فرانس برس: "نقيّم الخطوات الإضافية التي يمكننا اتخاذها فيما يتعلق بضوابط التصدير لتقويض وصول إيران إلى التكنولوجيا المستخدمة في الطائرات المُسيّرة"، وفقاً لوكالة "رويترز".

بدورها، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنّها "ستنظر في اتخاذ خطوات إضافية، بما في ذلك فرض قيود على التصدير"، لمعالجة مسألة وجود مكونات من دول غربية بما في ذلك الولايات المتحدة مستخدمة في الطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع التي تم بيعها لروسيا لتستخدمها في غزو أوكرانيا.

الشركات الإيرانية الخاضعة للعقوبات نجحت في الالتفاف على الجهود المبذولة لقطع إمداداتها من المكونات والإلكترونيات الحيوية

وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس لـ "بي بي سي": "يُعدّ أمن سلسلة التوريد أمراً مهمّاً بشكل خاص في مثل هذه الحالة، لضمان أنّ البائعين يعرفون إلى أين تتجه منتجاتهم، للتأكد من أنّنا نشارك المعلومات بالشكل المناسب وذات الصلة مع القطاع الخاص أيضاً".

هذا، وتطرح هذه المعلومات والتقارير تساؤلات عدة حول مدى تأمين الدول الغربية لتكنولوجياتها الدفاعية، وضبط علاقات شركات تصنيعها بأطراف تعتبرهم تلك الدول معادية لها. وهو ما أكده مؤسس معهد العلوم والأمن الدولي ومقره واشنطن ديفيد أولبرايت،  قائلاً: إنّ "الأولوية هي فهم كيف ينتهي الأمر بالأجزاء الأجنبية في الطائرات الإيرانية بدون طيار"، حسبما نقلت قناة تي آر تي.

عُثر على أجزاء ومكونات صنعتها أكثر من (12) شركة أمريكية وغربية في طائرة إيرانية بدون طيار أُسقطت في أوكرانيا

وكانت الولايات المتحدة قد أقرّت مرات متعددة بفشل الإجراءات والعقوبات التي اتخذتها ضد إيران في الفترة الماضية، حيث تواصل طهران عبر وسطائها بيع النفط وتحصد المليارات التي تمول بها ميليشياتها في اليمن ولبنان وسوريا والعراق، لتبقى العقوبات للاستهلاك الإعلامي بعيداً عن التطبيق على أرض الواقع.

وجاءت فضيحة القطع الأمريكية في الطائرات المسيّرة الإيرانية الضربة القاصمة التي تعكس فشل الولايات المتحدة في كبح جماع نظام الملالي، وفي ضبط أسواقها وصناعاتها، خاصة تلك التي تدخل في الصناعات العسكرية. 

مواضيع ذات صلة:

إيران تدرب ميليشياتها بسوريا على استخدام الطائرات المسيرة... ما الجديد؟

حرب الطائرات المسيّرة بين إسرائيل وإيران: حان وقت التصعيد

الطائرات المسيرة تهدد أمن أفريقيا.. لماذا؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية