في ذكرى الاستقلال... التونسيون يساندون سعيد ويطالبون بتطهير البلاد من الإخوان

بالتزامن مع إحياء الذكرى الـ (67) لاستقلال تونس عن الاستعمار الفرنسي، نظم التونسيون أمس الإثنين مسيرة حاشدة للتعبير عن مساندتهم للرئيس التونسي قيس سعيّد في مسار "تطهير البلاد" من الإخوان ومشاريعهم الهدامة، والمضي في مسار المحاسبة.

وخلال التجمع جرى رفع شعارات داعمة للرئيس سعيّد ومطالبة للمحاسبة، في إشارة لدعم المتظاهرين لحملة التوقيفات التي بدأتها تونس واستهدفت المتآمرين على أمن الدولة، بحسب ما قال الرئيس قيس سعيّد.

مجموعة متعددة الأطراف في تونس حاولت في 27 كانون الثاني الماضي الانقلاب على الحكم عن طريق تأجيج الوضع الاجتماعي وإثارة الفوضى ليلاً

ومن بين الشعارات أيضاً تم رفع شعار رفض التدخل الخارجي، ومطالبة الرئيس التونسي بالمضي أكثر في مسار المحاسبة لكلّ الفاسدين والمتآمرين على أمن الدولة.

وقد اعتقلت السلطات التونسية عدداً من القيادات الإخوانية، في مقدمتهم عبد الحميد الجلاصي القيادي الإخواني والبرلماني السابق، وكمال لطيف رجل الأعمال التونسي، بالإضافة إلى فوزي الفقيه، في قضية التآمر على أمن الدولة ومحاولة الانقلاب على الحكم.

وكانت مجموعة متعددة الأطراف في تونس قد حاولت في 27 كانون الثاني (يناير) الماضي الانقلاب على الحكم، عن طريق تأجيج الوضع الاجتماعي وإثارة الفوضى ليلاً، مستغلة بعض الأطراف داخل القصر الرئاسي، إلا أنّ قوات الأمن والاستخبارات التونسية تمكنت من إفشال هذا المخطط عن طريق تتبع مكالماتهم واتصالاتهم وخطواتهم.

يحيي التونسيون ذكرى الاستقلال لهذا العام دون حركة النهضة، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان، بعد إزاحتها من المشهد السياسي

ويحيي التونسيون ذكرى الاستقلال لهذا العام دون حركة النهضة، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان، بعد إزاحتها من المشهد السياسي، بعد "العشرية السوداء" التي كان عنوانها الإرهاب وعمليات الاغتيال والفساد وتدمير المجتمع.

ومن أبرز مظاهر خروج الجماعة من المشهد السياسي عدم مشاركتها في الانتخابات البرلمانية الاستثنائية، التي قاطعتها ورفضت الاعتراف بنتائجها، وانطلاق عمل البرلمان الجديد دونها لأول مرّة منذ عام 2011.

وكانت تونس قد وقّعت بروتوكول الاستقلال مع فرنسا في 20 آذار (مارس) 1956، بعد مسيرة من الكفاح المسلح والنضال السياسي كللت بالحصول على الاستقلال الداخلي، في الأول من حزيران (يونيو) 1955، ليوقع البلدان بعدها بأشهر قليلة بروتوكول الاستقلال الذي اعترفت بموجبه فرنسا علانية باستقلال تونس.

اعتبر الرئيس سعيّد في كلمة له من محافظة القيروان (وسط تونس) أنّ ما تحقق في تونس بعد 25 تموز 2021 هو من قبيل المعجزات

بالمناسبة، اعتبر الرئيس سعيّد في كلمة له من محافظة القيروان (وسط تونس) أنّ ما تحقق في تونس بعد 25 تموز (يوليو) 2021 هو من قبيل المعجزات، مشدّداً على أنّ الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها جاءت لتصحيح المسار وتحقيق أهداف الشعب التونسي في الشغل والحرية والكرامة.

وتحدث سعيّد عن الكشف عن مستودع في القيروان وحجز سلع بقيمة مليار و(300) ألف دينار، تضم في أغلبها الحليب المخصص للرضّع، معتبراً أنّ الهدف من هذه العمليات هو تجويع الشعب وحتى الرضّع، وأنّ جميع المشتركين في مثل هذه العمليات متورطون في التآمر على أمن الدولة، وأنّ الأمر لا يتعلق بالاحتكار والمضاربة، بل بتجويع الشعب التونسي والتنكيل به.

يُذكر أنّه في 25 تموز (يوليو) 2021 أعلن سعيّد تدابير استثنائية، ووضع خارطة طريق كان آخرها إجراء انتخابات برلمانية، بهدف مكافحة الفساد وتصحيح مسار الثورة ومكافحة جرائم الإخوان السياسية التي ارتكبوها منذ 2011.