قناة السّويس تضرب "الإخوان"!

قناة السّويس تضرب "الإخوان"!

قناة السّويس تضرب "الإخوان"!


08/02/2023

محمد صلاح

 مؤكد أن المشاريع الضخمة على جانبي قناة السويس، وتلك التي توزعت على مدن شبه جزيرة سيناء وصحاريها، ومعها الأنفاق الأربعة الجديدة التي تمر تحت القناة، حققت فوائد اقتصادية مهمة وأفادت مشاريع أخرى جرى التخطيط لها في شبه الجزيرة المصرية، كما أسست لأنماط جديدة من التعامل مع سيناء من جانب الإدارة المركزية، إضافة بالطبع إلى ما أضافته من إيجابيات على صعيد تنمية تلك المناطق التي ظلت مهملة لعقود، ما انعكس على حياة الناس هناك وظروفهم المعيشية وتطوير أساليب العمل وكسب الرزق.

لكن الفائدة الأكبر التي يعتقد المصريون أن التنمية حققتها في محور القناة، سواء في المناطق القريبة من القناة نفسها أم داخل سيناء، فهي تلك الضربة القوية التي وُجّهت إلى تنظيم "الإخوان المسلمين" الإرهابي والجهات المتحالفة مع ذلك التنظيم الذي سعى ومعه تنظيمات وجماعات دموية أخرى، كـ"التوحيد" و"الجهاد" و"القاعدة" ثم "داعش"، إلى عزل سيناء عن مصر وتحويلها إلى إمارة إسلامية ومركز لتجميع الإرهابيين وإيوائهم وتدريبهم والانطلاق من هناك لأجل القتل والتدمير ونشر الخراب، سواء في مصر أم في  الدول الأخرى التي لم تخضع للتهديدات الإخوانية.

ومنذ ضرب الربيع العربي مصر ودولاً أخرى في المنطقة، سعى "الإخوان" دائماً إلى التأثير في حركة الملاحة في القناة ووقفها لتحريض الغرب ضد مصر من جهة، والتأثير في اقتصاد البلاد من جهة أخرى، وهم استغلوا، ومعهم الجماعات الإرهابية الأخرى، الظروف الأمنية والمساحات الفارغة وتباعد المدن على طول شريط القناة وداخل سيناء وغياب التنمية فيها لسنوات طويلة والتماس مع قطاع غزة وحركة "حماس" هناك، من أجل ممارسة الضغوط على كل الأطراف ذات الصلة والمؤثرة في تحديد شكل الحكم في مصر بعد مرحلة الربيع العربي، وحتى بعد ثورة الشعب المصري ضد حكم "الإخوان" وإطاحة محمد مرسي وحرمان تنظيمه الإرهابي النفوذ الرئاسي، حاولت المنصات الإعلامية الإخوانية، بكل الوسائل، تعطيل سعي الجيش المصري إلى القضاء على الإرهاب على الضفة الشرقية لقناة السويس، وخصوصاً في شمال شبه الجزيرة، حتى أن أموالاً ضخمة أُنفقت من أجل فبركة أفلام ومشاهد مصورة مزيفة بهدف الإساءة إلى الجيش المصري وتحريض أهالي سيناء ضده من دون جدوى، وحين نفذت السلطات المصرية خطة تنظيف سيناء من الإرهابيين وفلول "الإخوان"، تبنّى إعلام التنظيم مخططاً للترويج لحملة تزعم الوقوف ضد تهجير الأهالي هناك.

عموماً، فإن المشاريع الكبرى في سيناء، والأنفاق بقدر ما شقت الأرض، فإنها ضربت قلب "الإخوان" والمتحالفين مع الجماعة وعصفت بأكاذيب ظل التنظيم يرددها على مدى السنوات الماضية، مفادها أن الحكم في مصر سيفرّط في ملكية الدولة لقناة السويس. ورغم النفي الرسمي المصري المتكرر وغياب المنطق وصعوبة تصديق تلك الأكاذيب حول دولة ظلت تناضل في المحافل القانونية الدولية من أجل كيلومتر مربع من أرض سيناء، ونالت حكماً دولياً تاريخياً بحقها في منطقة طابا، إلا أن "الإخوان" وآلتهم الإعلامية التي أدمنت الكذب ظلوا على حالهم من دون خجل أو حياء!

صحيح أن الناس أدركوا ألاعيب "الإخوان"، لكن كثافة النشر وإلحاح منصات الجماعة وانضمام المتحالفين معها إلى حملة زعمت طوال الأسبوع أن الصندوق السيادي للقناة تعاقد مع شركة إسرائيلية لإدارة القناة، وتزوير عقود مزعومة بين الطرفين ونشرها بمنتهى "البجاحة"، دفعت رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع إلى توضيح أن قناة السويس "مملوكة لمصر وشعبها"، مؤكداً أن كل العاملين في القناة "مصريون وستظل كما هي بإدارتها"، بعدما ناشد المصريين "عدم الانسياق وراء الشائعات التي يروج لها أعداء الوطن، والتي تريد ضرب المصريين وتشكيكهم بقيادتهم ودولتهم". ورداً على تشكيك منصات "الإخوان" في إيرادات القناة، أشار الفريق ربيع إلى "زيادة 47 في المئة في معدل إيرادات القناة بالدولار الأميركي"، معتبراً أن "مروّجي الشائعات يريدون إفساد فرحة المواطنين بالقناة".

يدرك المصريون أنها ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها "الإخوان" القناة، فهم قبل 9 سنوات شنوا حملة ضد مشروع قناة السويس الجديدة، وقبل شهور روّجوا أن مصر قررت سراً بيع أسهم القناة. 

المدهش، أو ما يثير الشفقة، أن أنهار الأكاذيب لم تتوقف و"جهاد" عناصر التنظيم لإفساد المشاريع حول القناة لم يمتنع وحبل المؤامرات لم ينقطع، حتى أن حلفاء الشر عندما وجدوا القناة تتطور وتربح وسيناء تتغير والمشاريع فيها تنتشر والأنفاق المؤدية إليها انتهت، لم يخجلوا وهم الذين اتهموا السيسي بإهمالها من أجل بيعها، وادّعوا أن الرجل يعمرها كي يتخلى عنها بعد تشطيبها!

عن "النهار" العربي



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية