كتاب يعيد النظر في الإسلاموية وما وراء العنف الجهادي

إعادة النظر في الإسلاموية ما وراء العنف الجهادي... كتاب حول الجماعات غير العنيفة

كتاب يعيد النظر في الإسلاموية وما وراء العنف الجهادي


23/09/2023

رغم أنّ الإسلاموية كإيديولوجية احتجاج تطالب بالحرية ضد الاستعمار الغربي للعالم الإسلامي قد ظهرت في جميع أنحاء العالم منذ أوائل القرن الـ (20)، إلا أنّ التعامل مع الإسلاموية الجهادية بشكل منهجي بدأ بالتزامن مع هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، وهو اتجاه بسّط تدريجياً الطبيعة المعقدة والمتعددة الأوجه لهذه (المجموعة) من الإيديولوجيات.

الإسلاموية كإيديولوجية احتجاج والعنف الجهادي، والتعامل معهما، طرحته الدكتورة إليسا أوروفينو، المشرفة الأكاديمية لبرنامج التطرف ومكافحة الإرهاب في معهد الدراسات الأمنية للمناطق الشرقية (PIER) في جامعة أنجليا روسكين، في كتابها الجديد الذي ناقضت فيه العلاقة بين الإسلاموية والعنف الجهادي.

الكتاب يهدف، بحسب عرض تلخيصي نشرته منصة "عين أوروبية على التطرف"، إلى "إعادة النظر في الإسلاموية ما وراء العنف الجهادي" وإعادة تركيز البحوث حول الإسلاموية خارج الجهادية من خلال جمع المساهمات ذات الصلة حول المنظمات الإسلاموية ولكن غير العنيفة.

ويتتبع الكتاب تطوّر الإسلاموية بمرور الوقت، ويدقق في الدور الذي تؤديه المنظمات الإسلاموية غير "الجهادية" الأكثر نفوذاً، النشطة اليوم كجهات فاعلة قوية غير حكومية.

تقدّم الدكتورة أوروفينو في عدة مواضع من الكتاب تفسيرات شاملة لمفهوم الإسلاموية، وتشير المنصة بحسب قراءتها للكتاب إلى أنّ مصطلح "إسلاموي" بات يشير اليوم إلى كلٍّ من المنظمات والأفراد الذين يقدمون مجموعة محددة من الأفكار التي تنطوي على رفض الحداثة والقيم الغربية والرأسمالية وفضح فساد القادة.

غلاف الكتاب

ويدعو الإسلامويون إلى إحياء الإسلام في جميع المجالات (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية)، مشددين على ضرورة العودة إلى جذور الدين.

ويعترف الكتاب بالروابط القوية بين الإسلاموية والجهادية، ويعالجها كعوالم متشابكة بعمق، لكنّه يوضح في الوقت نفسه الإسلاموية والجهادية كمفهومين مختلفين، من خلال تقديم مجموعة واسعة من وجهات النظر الدقيقة والمتغايرة.

التعامل مع الإسلاموية الجهادية بشكل منهجي بدأ بالتزامن مع هجمات 11 أيلول 

الفصول المختلفة، والكتاب ككل، يحلل السمات الدينية والتاريخية للإسلاموية غير العنيفة، متحدية المفاهيم الخاطئة الشائعة التي تضعها دائماً على مقربة شديدة من العنف الجهادي.

وفي مقدمته للكتاب، يشير الدكتور لورنزو فيدينو إلى أنّ فصولاً عدة تركز على عدد من الجوانب النظرية الحاسمة للإسلاموية، بدءاً من كيف يمكن اعتبارها ثقافة مضادة غربية، إلى كيفية رؤية المثقفين الإسلامويين أنفسهم للحركة، وتقدّم فصول أخرى نظرة متعمقة على كيفية عمل الإسلامويين في دول متباينة مثل؛ طاجيكستان وإسبانيا وإيران والمملكة المتحدة.

وبحسب العرض التلخيصي للمنصة، فإنّ الكتاب ينقسم إلى (4) أقسام و(16) فصلاً، ويتناول كل قسم هدفاً محدداً، ويحتوي القسم الأول على استكشاف الإسلاموية، عبر الزمان والمكان ويتألف من فصلين: الفصل الأوّل: مناقشة الإسلاموية كتعبير عن الإسلام السياسي للدكتور ميلاد دوخانشي، والفصل الثاني: الإسلاموية وبناء نظام اجتماعي عالمي جديد بقلم جان أ. علي.

الكتاب يهدف إلى "إعادة النظر في الإسلاموية ما وراء العنف الجهادي"، وإعادة تركيز البحوث حول الإسلاموية خارج الجهادية

وتستكشف الفصول الـ (4) في القسم الثاني دور الإسلاموية كشكل من أشكال المقاومة غير العنيفة، ويهتم الفصل الثالث بعنوان أسطورة الجهادية، صعود الإسلام السلفي في إيران، كتبه أغيل دغاغله، أمّا الفصل الرابع، فيهتم بدور الاحتلال البريطاني لمصر في إحياء وتطور الحركة الإسلاموية، من تأليف الدكتورة فاطمة زهرة.

ويهتم الفصل الخامس بسياسة التمثيل حول صعود الديمقراطيين المسلمين في سريلانكا كمقاومة غير عنيفة للصراع العرقي، بقلم الدكتور أمجد محمد سليم. والفصل السادس: المقاربات الألمانية للإخوان المسلمين بين السياسة الداخلية والخارجية، بقلم الدكتور يوليوس ديستلهوف.

 الدكتورة إليسا أوروفينو

وتشير المنصة إلى أنّ هذا القسم تناول على نحو مقنع دور الإسلاموية كإيديولوجية توحِّد المسلمين في جميع أنحاء العالم من أجل محاربة الظالم، وكيف عملت الإسلاموية، من مصر إلى سريلانكا والهند، كمحفّز قوي للعمل الإسلامي المنظم، ومن ثم ظهور الجماعات الإسلاموية.

ويقدّم القسم الثالث من الكتاب "الجماعات الإسلاموية غير العنيفة كفاعلين"، دراسات حول مجموعة متنوعة من المجموعات، بما في ذلك الإسلامويون التقدميون في تونس، والحركة الإسلاموية في إسبانيا، والحركة النسوية الإسلامية العابرة للحدود.

هذا القسم يستكشف مختلف الجهات الفاعلة الإسلاموية الجماعية في جميع أنحاء العالم، مع التركيز في الوقت نفسه على الاختلافات والخصوصيات الوطنية.

الكتاب ككل يُحلل السمات الدينية والتاريخية للإسلاموية غير العنيفة

ويحمل القسم الأخير من الكتاب عنوان "مناقشات حول دور الجماعات الإسلامية غير العنيفة كحزام ناقل للجهاد العنيف"، يتناول بعمق النقاش المعقد والساخن حول هذا الدور، فيما ترجح القراءة التلخيصية لمنصة "عين أوروبية على التطرف" أن يسهم الكتاب في إحداث نقلة نوعية في كيفية التعامل مع التطرف الديني.

العرض التلخيصي خلص إلى أنّه لا يمكن تجاهل حقيقة أنّ الأمور تصبح أكثر تعقيداً وضبابية عندما يتعلق الأمر برسم حدود واضحة، في الحياة الواقعية، بين الأعمال العنيفة وغير العنيفة. على سبيل المثال، أليست الدعوة إلى العنف عملاً (عنيفاً) بحدّ ذاته؟ لأنّ هذا النقاش لم يُحسم بعد.

هذا وتهتم الفصول المدرجة في القسم الرابع بالإصلاح مقابل الجهاد/التكفير، ومسارات متقاربة أم متباينة داخل جماعة الإخوان المسلمين المبكرة؟ بقلم دكتور بانوس كورجيوتيس، واهتم الفصل الـ (13) بـ "حزب النهضة الإسلامية في طاجيكستان"، الدكتور جوناثان ك. زارتمان، أمّا الفصل الـ (14)، فقد تناول الحدود المتميزة للدين والسياسة في الخطابات الإسلاموية الحديثة، بقلم د. أحمد ميلود، واهتم الفصل الـ (15) بـ "الإخوان المسلمين المصريين من سيد قطب إلى 2013: الاستمرارية والتصدعات، بقلم د. سارة تونسي، أمّا الفصل الـ (16)، فكان بعنوان: إعادة النظر في أهمية الدين في التطرف العنيف المعاصر، بقلم سارة نايت ولويز بارتون.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية