كتاب يمني يوثق انتهاكات الحوثيين بحق الأقليات.. ماذا جاء فيه؟

كتاب يمني يوثق انتهاكات الانقلاب بحق الأقليات

كتاب يمني يوثق انتهاكات الحوثيين بحق الأقليات.. ماذا جاء فيه؟


13/11/2022

"الممارسات الطائفية لعصابة الحوثي المدعومة من إيران تسببت في إحداث تصدع كبير في المجتمع اليمني، كونها استهدفت التعايش المجتمعي القائم منذ مئات الأعوام"، حيث لم يعرف اليمن في تاريخه جريمة تطهير عرقي وإقصاء ديني "إلا في عهد عصابة الحوثي"، لأنّها جماعة عنصرية تقوم على التمييز بكل أشكاله، وتترجم هذه الفكرة في تعاملها مع الأقليات.

هذا ما جاء في مقدمة كتاب أصدره مجلس يمني يُعنى بشؤون الأقليات، وثق فيه التنكيل الذي تعرضت له الأقليات الدينية في اليمن منذ عام 2015 على يد ميليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن.

الميليشيات الحوثية مارست بحق الأقليات الدينية "أبشع الانتهاكات والجرائم"

واستعرض الكتاب الصادر عن "المجلس الوطني للأقليات"، بحسب ما نقله موقع "نيوز يمن" اليمني، تاريخ وجود الأقليات الدينية والتعايش بين مكونات المجتمع اليمني قبل اجتياح الميليشيات للعاصمة، وما تبع ذلك من أحداث دفعت برموز هذه الأقليات وكثير من أفرادها إلى الفرار خارج البلاد، أو الانتقال إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.

انتهاكات جسيمة وعمليات تطهير

الكتاب يستعرض الانتهاكات الجسيمة وعمليات التطهير التي مورست في حق الأقليات، لا سيّما أتباع الديانة اليهودية، وأتباع الديانة المسيحية، وأفراد الطائفة البهائية، بالإضافة إلى الأقلية ذات الأصول الأفريقية المعروفة باسم المهمَّشين.

معدّو الكتاب، وهم مجموعة غير حكومية، أكدوا أنّ الهدف هو "التعريف بجملة الانتهاكات التي تعرضت لها هذه الفئات الاجتماعية، ونقل معاناتهم إلى كافة المحافل الإنسانية من أجل حمايتهم"، على أمل أن يسهم ذلك في تغيير بعض السياسات والإجراءات التي أثرت على مستويات معيشتهم وأمنهم وكرامتهم.

الكتاب وثق التنكيل الذي تعرضت له الأقليات الدينية في اليمن منذ عام 2015 على يد ميليشيات الحوثي

وذكروا أنّ الأقليات في اليمن عاشت بسلام مع الأغلبية المسلمة، وأنّ التاريخ الحديث لم يسجل أيّ انتهاكات جسيمة بحق مجتمع الأقليات الدينية والعرقية "مثلما يحدث حالياً في مناطق سيطرة عصابة الحوثي".

تنكيل واعتقالات

وبحسب ما جاء في الكتاب، فإنّ أيام حكم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح شهدت "تقدماً ملحوظاً" في مجال حقوق الإنسان، لكنّ هذا التقدم أصيب بانتكاسة كبيرة منذ ما بعد 2011، وصولاً إلى انقلاب ميليشيات الحوثي على السلطة الشرعية في عام 2014.

الكتاب يؤكد أنّ الأقلية التي رفضت الهجرة عاشت حياة كريمة وآمنة في اليمن، وكانوا يمارسون أعمالهم الحرفية ويؤدون شعائرهم الدينية دون أيّ اضطهاد، وحصلوا على حقوقهم مثل بقية السكان، غير أنّ الميليشيات الحوثية مارست بحقهم "أبشع الانتهاكات والجرائم".

ومنذ اقتحام ميليشيات الحوثي للعاصمة صنعاء، قُيّدت حركتهم داخل الحي الذي كانوا يسكنونه، وتعرضوا للمضايقات، ومنع عليهم استقبال الزوار، وتعرضت منازلهم للتفتيش عدة مرات، واعتقل حاخام الطائفة وأحد أقاربه، والأخير ما يزال في السجن للعام السابع، وأخيراً تلقوا تهديدات من "عصابة الحوثي بمغادرة صنعاء، وهو ما تم بالفعل"، بحسب ما جاء في الكتاب.

بلغ عدد القتلى منهم (368) فرداً، من بينهم (102) من الأطفال، وتم تجنيد (15) فتاة

المصدر ذاته ذكر أنّ البهائيين تعرضوا للتنكيل، حتى أنّه تم نفي وجهاء هذه الطائفة من البلاد والحجز على مؤسسات الطائفة وأموال أتباعها، بالتزامن مع حملة اعتقالات طالت الذكور والإناث وحتى الأطفال، إلا أنّه، ونتيجة للضغط الدولي، تراجعت ميليشيات الحوثي عن تنفيذ حكم الإعدام الذي صدر بحق أبرز وجهائها؛ حامد بن حيدرة، وأصرت على ترحيلهم ونهب ممتلكاتهم، "في سابقة هي الأولى من نوعها في اليمن".

ويشهد اليمن "منذ سيطرة عصابة الحوثي على العاصمة أسوأ وضع إنساني على الإطلاق"، وما يزال هناك المئات من البهائيين يعانون بصورة شبه يومية من الاضطهاد والإرهاب الذي يُمارس عليهم، بما في ذلك المضايقات المالية والتسريح من الوظائف.

المسيحيون أيضاً

يذكر الكتاب أيضاً أنّ الأقلية المسيحية التي يُقدَّر عدد أفرادها بنحو (40) ألف شخص، تعرّض أفرادها لانتهاكات عدة، مثل القتل والاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب والمصادرة والتهجير، ويقول إنّ أفراد هذه الأقلية أُجبروا على الصمت وعدم الإفصاح عن معتقدهم خوفاً على حياتهم، ويورد وقائع للجرائم التي تعرضوا لها، ممّا اضطر القادرين منهم على مغادرة مناطق سيطرة الحوثيين إلى الخارج أو مناطق أخرى هرباً من القمع.

وبحسب ما جاء في الكتاب، فإنّه منذ اندلاع الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي تعرّض المهمشون في مناطق سيطرة تلك الميليشيات للتهديد والضرب والزج بهم في جبهات القتال، وقد بلغ عدد القتلى منهم (368) فرداً، من بينهم (102) من الأطفال، وتم تجنيد (15) فتاة، وذكر أنّ مسلحي الميليشيات منعوا المهمشين من دفن امرأة في حي مذبح، غرب صنعاء، لأسباب عنصرية.

 

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية