كيف نجحت الإمارات دبلوماسياً؟

كيف نجحت الإمارات دبلوماسياً؟


05/04/2022

سلطان حميد الجسمي

تقاس نجاحات الدول بعدة عوامل، ولعل أبرزها الحد من الفقر وتقليص عدد الجرائم ومكافحة المخدرات وارتفاع مستوى دخل الفرد والخدمات العامة التي تقدمها في المجتمع، وكذلك تقدمها في المؤشرات والتقارير الدولية.

ولعل علاقتها الخارجية وسمعتها العامة دبلوماسياً تعد من أهم العوامل التي تقودها إلى الريادة وسط المجتمع الدولي، وتحقق لها النمو في عدة مجالات سواء الاقتصادية أو الصحية أو التكنولوجية أو الأمنية وغيرها. فدولة الإمارات تعتبر اليوم نموذجاً رائداً في العلاقات الخارجية الدبلوماسية التي حققت من خلالها إنجازات عظيمة طوال السنوات الماضية، فكان لها تأثير كبير على استقرار المجتمعات.

 اعتمدت دولة الإمارات منذ تأسيسها على الانفتاح في علاقتها الخارجية، فقد أسس الحجر الأساسي للعلاقات الإماراتية القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه والذي عمل على مبدأ الانفتاح على العالم والسعي إلى السلام وإقامة علاقات واسعة، والتواصل مع المجتمع الدولي لتحقيق الأمن والاستقرار. ولقد كان القائد المؤسس حريصاً على بناء جسور السلام والتسامح بين دول العالم، وقد قال رحمه الله في إحدى المناسبات: «إننا نسعى إلى السلام ونحترم حق الجوار ونرعى الصديق»، فكان نهج العلاقات الخارجية وتعميقها منبعاً لتعزيز السلام بين المجتمعات في العالم، ومن هذا النهج الدبلوماسي العظيم أكملت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، مسيرة العلاقات الخارجية ودفعتها إلى مزيد من التقدم والازدهار والانفتاح والذي يشكل اليوم نجاحاً كبيراً وبارزاً في المحافل الدولية، وهذه من أهم عوامل نجاح دولة الإمارات في العلاقات الخارجية بفضل قيادتها الرشيدة.

 ومن العوامل الأخرى التي تتخذها دولة الإمارات في تطوير وتحسين علاقاتها الخارجية هي احتضان أكثر من 200 جنسية؛ حيث يعيش ويقيم في دولة الإمارات ملايين من المقيمين يحملون رسائلهم وتجاربهم من المجتمع الإماراتي إلى أوطانهم وإلى المجتمع الدولي. وتعد دولة الإمارات بالنسبة لهم موطناً كريماً للعيش مع أسرهم ومكاناً للاستثمار والعمل والحياة الكريمة والعيش برفاهية، ويحظون بمميزات كبيرة تؤهلهم للاستقرار على المدى الطويل في دولة الإمارات. 
كما تسهم القوانين المحدثة باستمرار في تسهيل حياتهم اليومية في تأقلم وانسجام مع المجتمع الإماراتي والذي يعد عاملاً ناجحاً ومهماً لمختلف الجنسيات في دولة الإمارات، فالمقيمون والزوار يحملون رسائل إيجابية لمجتمعاتهم والمجتمع الدولي الذي يأخذ بعين الاعتبار هذه النتائج الإيجابية لعيشهم باستقرار في دولة الإمارات.
 ومن العوامل الرئيسية التي عمل عليها القائد المؤسس الشيخ زايد، رحمه الله، وأكملت مسيرتها القيادة الرشيدة هي الريادة في الأعمال الإنسانية حول العالم، فاليوم تعتبر دولة الإمارات من الدول الرائدة في العمل الإنساني، لاسيما أنها تتربع على عرش الأعمال الإنسانية، وقد احتلت المركز الأول كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية في العالم لسنوات خلت، وقد أسهمت بشكل كبير في مكافحة الجوع ومحاربة الفقر والمساهمة في دعم المجتمعات الفقيرة والمحافظة على استقرارها، واليوم ترسل دولة الإمارات مساعدتها إلى أكثر من 178 دولة حول العالم بمليارات الدولارات، وقد أسهمت هذه الأعمال الإنسانية في تقوية العلاقات الخارجية لدولة الإمارات ومنحها الثقة الكبيرة من قبل المجتمع الدولي.
 إلى غير ذلك من العوامل، التي أسهمت في نجاح علاقات دولة الإمارات خارجياً ودبلوماسياً، ولا يستطيع مقال واحد سردها، فإن الإمارات تلعب دوراً مهماً في مجلس الأمن الذي يواجه صعوبات وتحديات في الأزمة الروسية - الأوكرانية، وقد لاقت مواقف دولة الإمارات في هذا الشأن إشادة دولية وأيضاً إشادة من الجانبين الروسي والأوكراني، اللذين أعربا عن تقديرهما لما تبذله دولة الإمارات من دور في بناء السلام الحقيقي في هذه الظروف الصعبة التي تواجه العالم.

عن "الخليج" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية