كيف يؤثر مزاج الأم على قدرة الطفل على الكلام؟.. دراسة تجيب

كيف يؤثر مزاج الأم على قدرة الطفل على الكلام؟.. دراسة تجيب

كيف يؤثر مزاج الأم على قدرة الطفل على الكلام؟.. دراسة تجيب


10/10/2022

تعاني معظم الأمهات الحديثات من "اكتئاب ما بعد الولادة"، والذي يشتمل في العادة على تقلُّبات في المزاج ونوبات من البكاء والقلق وصعوبة في النوم.

ويمكن أن تؤثر حالة الأم هذه على نمو أطفالهنّ، وقدرتهم على الكلام، غير أنّه حتى الآن لم يتضح كيف يظهر هذا الضعف في التطور اللغوي المبكر عند الرضع.

وفي هذا السياق، قام فريق علماء بمعهد ماكس بلانك للعلوم الإدراكية والدماغية في لايبزيغ بألمانيا بدراسة تشير إلى مدى قدرة الأطفال على تمييز أصوات الكلام عن بعضها بعضاً، ومدى تأثر تلك القدرة بتغير الحالة المزاجية لأمهاتهم.

تمييز الأصوات شرط أساسي مهم للخطوات الإضافية نحو اكتساب لغة متطورة، فإذا أمكن تمييز الأصوات عن بعضها بعضاً، يمكن أيضاً تمييز الكلمات الفردية

وتعتبر القدرة على تمييز الأصوات شرطاً أساسياً مهماً للخطوات الإضافية نحو اكتساب لغة متطورة حسب ما أورده موقع "العربية"، فإذا أمكن تمييز الأصوات عن بعضها بعضاً، يمكن أيضاً تمييز الكلمات الفردية، ومن ثم يبدأ الطفل مع مرور الوقت في تطوير مهاراته اللغوية.

وإذا أفادت الأمهات بمعاناتهن من حالة مزاجية أكثر سلبية بعد شهرين من الولادة، فإنّ أطفالهن يظهرون في المتوسط معالجة أقل نضجاً لأصوات الكلام في سن الـ6 أشهر.

كما يجد الأطفال صعوبة خاصة في التمييز بين نغمات المقطع، وعلى وجه التحديد، أظهرت نتائج الدراسة أنّ تطوير ما يُسمّى بـ"رد فعل عدم التطابق" يتأخر بين المواليد الذين تعاني أمهاتهم من اكتئاب أو حالات مزاجية سلبية، بالمقارنة مع المواليد الجدد، الذين كانت أمهاتهم في حالة مزاجية أكثر إيجابية. ويتم استخدام أسلوب القياس بـ "ردّ فعل عدم التطابق"، أو "عدم التوافق"، لاختبار مدى قدرة شخص ما على فصل الأصوات عن بعضها بعضاً.

إذا تأخر الطفل نحو تحقيق رد فعل واضح، وكان هناك نتائج أكثر لعدم التطابق في تمييز الأصوات التي يتم ترديدها على مسامعه، فهذا مؤشر على زيادة خطر المعاناة من اضطراب الكلام

وكشف أنّه إذا تأخر تطور قدرة الطفل نحو تحقيق رد فعل واضح، وكان هناك نتائج أكثر لعدم التطابق في تمييز الأصوات التي يتم ترديدها على مسامعه، فهذا يُعتبر مؤشراً على زيادة خطر المعاناة من اضطراب الكلام في وقت لاحق.

كذلك يتم استخدام ما يُسمّى باختبار "ردّ فعل عدم التطابق"، إلى جانب أجهزة رسم تخطيط كهربي للدماغ، حيث تُظهر إشارة محددة مدى جودة عمليات الدماغ والتمييز بين أصوات الكلام المختلفة. وسجل الباحثون ردّ فعل عدم التطابق لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهرين و(6) أشهر، بينما تم ترديد مقاطع مختلفة مثل "بوو" و"غا" و"با" على أسماعهم.

من جهتها، تقول الباحثة غيسا شادت، وهي أستاذة تنمية الطفولة والمراهقة في جامعة برلين الحرة والباحثة الأولى في الدراسة: إنّ "هناك شكوكاً في أنّ الأمهات المصابات يستخدمن قدراً أقل من الكلام الموجه للرضع، وربما يستخدمن تنوعاً أقل في طبقة الصوت عند توجيه الكلام إلى أطفالهن".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية