لعنة الوثائق تطارد بايدن.. هل ينجح الجمهوريون في عزله؟

لعنة الوثائق تطارد بايدن.. هل ينجح الجمهوريون في عزله؟

لعنة الوثائق تطارد بايدن.. هل ينجح الجمهوريون في عزله؟


17/01/2023

فيما يبدو إعادة درامية لما حدث مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نهاية فترة حكمه، يواجه الرئيس الحالي جو بايدن السيناريو نفسه، بعد إعلان النواب الجمهوريين داخل الكونغرس الأمريكي محاسبة الرئيس بايدن في جملة من الاتهامات يتعلق بعضها بوثائق تم العثور عليها في مكتبه وسيارته، وأخرى تتعلق بما توصلت إليه لجان التحقيق المُشكّلة في الكونغرس لتقصي بعض الحقائق حول تورط بايدن وعائلته بأنشطة غير قانونية، أثناء تولّيه وزارة الخارجية، إبّان فترة حكم الرئيس الأسبق باراك أوباما.

ويصف مراقبون الاتهامات الموجهة لبايدن جميعها بالخطيرة، وفي حين لا يتوقعون أن تفضي التحقيقات إلى عزل الرئيس، لأمور تتعلق بمدة إجراءات التقاضي، إلا أنّهم يجمعون على أنّها ستكون عائقاً أمام ترشحه لرئاسة البلاد في الانتخابات المزمع إجراؤها العام 2024.

7 ملفات رئيسية

يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن (7) ملفات رئيسية، يستعد الجمهوريون لطرحها أمام التحقيق في الكونغرس ولجنة التحقيق الفيدرالية، وصفتها صحيفة "نيويورك تايمز" جميعها بالخطيرة، وقالت إنّ عدداً لا يستهان به من تلك الملفات يتعلق بالأمن القومي الأمريكي، ممّا يضع الرئيس بايدن أمام ضغط قانوني وسياسي كبير للغاية.

وبحسب الصحيفة، ستتابع لجنة خاصة التحقيقات الخاصة بملف "تسليح الحكومة"، ومن حق هذه اللجنة الحصول على كافة المعلومات السرّية المتاحة فقط لأجهزة الاستخبارات، كما ستتولى اللجنة أيضاً التحقيق في الاتهامات الخاصة بالتعاون بين بعض المؤسسات لجمع معلومات شخصية عن المواطنين بهدف توظيفها لأغراض سياسية.

 يواجه بايدن وحكومته اتهامات تتعلق بتنامي النفوذ التجاري والاقتصادي للصين مقابل تراجع الولايات المتحدة

الملف الثاني الذي يواجه بايدن يتعلق بالأنشطة التجارية لعائلته، وخاصة الشركات التي يديرها نجله البالغ من العمر (52) عاماً، والمتهم باستغلال نفوذ والده لتحقيق مكاسب تجارية.

وثالثاً ستحقق لجنة خاصة فيما يتعلق بمنشأ وانتشار فيروس كورونا، ويتهم نواب جمهوريون مراكز بحثية ومؤسسات علمية أمريكية بالتقصير في تقديم معلومات كافية كان من شأنها كبح جماح الجائحة وتقليل أعداد المصابين والضحايا.

يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن 7 ملفات رئيسية، يستعد الجمهوريون لطرحها أمام التحقيق في الكونغرس ولجنة التحقيق الفيدرالية، وصفتها صحيفة "نيويورك تايمز" جميعها بالخطيرة

كما يواجه بايدن وحكومته اتهامات تتعلق بتنامي النفوذ التجاري والاقتصادي للصين مقابل تراجع الولايات المتحدة، ومن المرتقب أن تحقق لجنة برئاسة النائب الجمهوري مايك جالاجر في الأمر.

وخامساً، يواجه بايدن اتهامات من النواب الجمهوريين حول طريقة الانسحاب من أفغانستان، والتي يصفها بعضهم بأنّها كانت عشوائية وخاطئة، وتتولى (3) لجان أمر التحقيق في هذا الملف.

وتشمل الاتهامات الموجهة لبايدن وحكومته أيضاً سوء إدارة ملف الهجرة إلى الولايات المتحدة، وعدم ضبط الحدود، بما يهدد أمن البلاد.

وأخيراً، تتوقع "نيويورك تايمز" أن تخضع رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وعدد من المسؤولين بإدارة بايدن لتحقيق موسع، حول المعاملة السيئة التي تعرّض لها منفذو هجوم اقتحام الكابيتول في 6 كانون الثاني (يناير) عام 2021. 

زوار الرئيس أيضاً على قوائم الاتهام

الاتهامات وصلت إلى حدّ المطالبة من جانب النائب الجمهوري جيمس كومر رئيس لجنة الرقابة بمجلس النواب بالحصول على سجلات زوار منزل الرئيس جو بايدن في ويلمنغتون بولاية ديلاوير.

وقال كومر الذي ينتمي للحزب الجمهوري في رسالة إلى رون كلين كبير موظفي البيت الأبيض تحمل تاريخ الأحد: "من دون قائمة بالأفراد الذين زاروا مقر إقامته، لن يعرف الشعب الأمريكي مطلقاً من أمكنه الوصول إلى هذه الوثائق شديدة الحساسية"، وفق ما أوردته "العربية".

يتمسك الجمهوريون بعزل جو بايدن إلى أبعد حد، وتعكف كافة اللجان المُشكّلة داخل مجلس النواب في الوقت الراهن على جمع الأدلة والمعلومات لتنفيذ قرار العزل، بعد انتهاء التحقيقات الفيدرالية مع الرئيس ومسؤوليه

وفي حين أنّه لا يوجد من الناحية القانونية ما يلزم رؤساء الولايات المتحدة بالكشف عن زوارهم في منازلهم أو البيت الأبيض، إلا أنّ إدارة بايدن قد أعادت تقليد الكشف عن الضيوف الرسميين للبيت الأبيض، وأصدرت أول مجموعة من السجلات الخاصة بذلك في أيار (مايو) عام 2021، بعدما أوقف الرئيس السابق ترامب العمل بذلك التقليد بعد فترة وجيزة من توليه المنصب في 2017.

ما المصير المتوقع لبايدن؟

يتمسك النواب الجمهوريون بعزل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أبعد حد، وتعكف كافة اللجان المُشكلة داخل مجلس النواب في الوقت الراهن على جمع كافة الأدلة والمعلومات لتنفيذ قرار العزل، بعد انتهاء التحقيقات الفيدرالية مع الرئيس ومسؤوليه.

الزغول: الكشف عن الوثائق يشير إلى أنّ هناك مرحلة صعبة وجديدة ستخيم على أروقة الكونغرس

ولا تستبعد "نيورك تايمز" في تقريرها المنشور حول القضية أن تنجح مساعي الجمهوريين في اقتناص قرار بعزل الرئيس الديمقراطي، لكنّ مراقبين يعولون على مدة التقاضي باعتبارها فترة طويلة قد تسمح للرئيس الأمريكي بإنهاء مدة ولايته الراهنة دون تنفيذ قرار العزل، لكنّه بالتأكيد لن يكن قادراً على خوض الانتخابات الرئاسية مجدداً كما كان ينوي.

وفي هذا السياق، يرى الخبير المختص بالشأن الأمريكي الدكتور كمال الزغول أنّ الإجراءات القانونية المُعلن عنها، والتي ستنظم عملية التحقيق مع بايدن، ستستغرق وقتاً طويلاً جداً، من شأنه تأجيل قرار العزل إذا كانت النتيجة ضد بايدن، وأيضاً ستؤخر نتائج التحقيقات بشكل عام، حتى لو كانت النتائج في صالحه.   

كمال الزغول: تبرئة بايدن تستوجب إثبات أنّه وضعها في مكتبه عن غير قصد؛ لأنّ القانون الأمريكي يدين المسؤول إذا كانت لديه النية والقصد لتسريب هذه المعلومات، وهذه الإدانة بعيدة عن التحقق

وفي تصريح لـ "سكاي نيوز عربية"، يقول الزغول: إنّ الكشف عن وثائق مصنفة بالسرّية لدى مكتب بايدن إبّان فترة رئاسة أوباما تشير إلى أنّ هناك مرحلة صعبة وجديدة ستخيم على أروقة الكونغرس الأمريكي، خاصة ونحن نقترب من خطاب الاتحاد لعام 2023 خلال الشهرين المقبلين، والذي قد يصاحب إعلان الرئيس الحالي بايدن ترشحة للانتخابات الرئاسية لعام 2024.

وما إجراءات التحقيق المتوقعة؟

في هذا الصدد، يشير الزغول إلى أنّ ظهور هذه الوثائق خلق مواجهة بين وزارة العدل والإدارة الديمقراطية، فقد اعتمدت وزارة العدل منهجية قد تُطيل وتؤخر نتائج التحقيق لأطول فترة ممكنة، ذلك لأنّ وزير العدل الأمريكي قام بتعيين مستشار خاص للتحقيق بقضية الوثائق وهو روبرت هار.

 هذا الإجراء يعني أنّ التحقيقات ستكون بشكل مستقل بعيداً عن المحكمة العليا وحلقات الكونغرس، بشقّيه مجلس النواب ومجلس الشيوخ؛ ممّا يؤخر نتائح التحقيق، ويؤخر طرحها على مجلس النواب.

الرئيس السابق دونالد ترامب ما يزال يحتفظ ببعض الوثائق

ووفق الزغول، ستسهم هذه الخطوة في المماطلة القضائية وإجراءات العزل، هذا إذا كانت النتيجة ليست لصالح بايدن، أمّا إذا كانت النتيجة لصالح بايدن، فسوف يتم بشكل سريع .

هل التبرئة أمر وارد؟

يشير الزغول إلى أنّ تبرئة بايدن تستوجب إثبات أنّه وضعها في مكتبه عن "غير قصد "؛ لأنّ القانون الأمريكي يدين المسؤول إذا كانت لديه "النية والقصد" لتسريب هذه المعلومات، وهذه الإدانة بعيدة عن التحقق؛ بسبب أنّ بايدن أعلن التعاون مع التحقيق، على عكس ما فعله الرئيس السابق دونالد ترامب، حيث ما يزال يحتفظ ببعض الوثائق.

ويرى الزغول أنّ تعيين مستشار خاص هو لصالح بايدن، ويطيل القضية لتصل إلى أعتاب عام 2024، ويبني حاجزاً بينها وبين الكونغرس الذي سيحاول إجراء التحقيقات من خلال لجانه بطلب الشهود ومن خلال جلسات الاستماع، وفي المقابل، إذا كانت لدينا نتيجة سريعة في التحقيقات، فستكون لصالح بايدن دون الحاجة لجلسات الكونغرس.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية