للتخلص من أفكار داعش.. العراق يستعد لمعركة جديدة لتحرير العقول

للتخلص من أفكار داعش.. العراق يستعد لمعركة جديدة لتحرير العقول


03/02/2022

بعد أكثر من (3) أعوام من دحر تنظيم داعش، ما يزال العراق يعاني ندوباً روحية وفكرية تركتها جرائم داعش البشعة في أذهان الكبار قبل الصغار، ولمداواة تلك الجروح أعدت وزارة الهجرة والمهجّرين العراقية سلسلة من البرامج التي تهدف إلى مواجهة أفكار تنظيم داعش الإرهابي داخل مخيمات النازحين، فضلاً عن التأهيل النفسي وتقديم الدعم لفائدة النساء والأطفال.

إقرأ أيضاً: سجن غويران ومعضلة فلول داعش بشمال سوريا.. ما علاقة تركيا؟

وقال المتحدث باسم وزارة الهجرة في العراق عباس جهاكير، في تصريحات لصحيفة "الصباح" العراقية: إنّ "الوزارة أعدّت برامج مكثفة تتضمن تحرير فكر الأطفال من مظاهر العنف التي شهدتها المناطق المحررة من دنس إرهابيي داعش، فضلاً عن توعية النساء في المخيمات بالآثار السلبية للزواج المبكر".

بعد أكثر من (3) أعوام على دحره، العراق ينتقل من الحرب مع مقاتلي تنظيم داعش إلى الحرب على أفكاره والصورة الذهنية التي تركها

وأضاف جهاكير، في تصريح لصحيفة "الصباح"، أنّ "الوزارة تبذل جهوداً حثيثة لتقديم الدعم المعنوي للنساء والأطفال في المخيمات، من أجل النهوض بواقعهم لما عانته هاتان الشريحتان من أضرار جرّاء النزوح نتيجة العمليات الإرهابية التي أقدم عليها ظلاميو داعش ضدهم على مدى عامين خلال سطوتهم على مناطقهم".

  العراقيون بين شبح داعش وصقيع المخيمات 

على الرغم من مرور أعوام على تحرير الأراضي التي استولت عليها عصابات داعش، وطرد التنظيم من آخر معاقله في مدينة الموصل شمالي البلاد، ما زال هناك أكثر من مليون نازح عراقي منذ منتصف عام 2014 لأسباب مختلفة.

وقد حاول رئيس الحكومة الحالية مصطفى الكاظمي، منذ توليه منصبه في أيار (مايو) 2020، إنهاء ملف النزوح في البلاد، عبر تسوية ملفات المهجّرين، وإعادتهم "طوعاً" إلى منازلهم، وسط تركيز للجهود المحلية على تلك المجتمعات المنسية، لتحسين واقعها المعيشي .

 كريم النوري وكيل وزارة الهجرة العراقية يدعو الحكومة الجديدة إلى إيلاء مسألة المهاجرين والنازحين الأولوية وتنفيذ ما يتطلب منها من دعم مالي

ونقل موقع "صوت العراق" عن كريم النوري وكيل وزارة الهجرة والمهجّرين دعوته لـ"الحكومة الجديدة الى إيلاء مسألة المهجّرين والنازحين الأولوية وتنفيذ ما يتطلب منها من دعم مالي"، مشيراً إلى أنّ "أعداد المتواجدين في المخيمات (37) ألف عائلة في مخيمات إقليم كردستان، إضافة الى مخيم الجدعة في الموصل".

من جهته، يقول عضو مفوضية حقوق الإنسان فاضل الغراوي: إنّ "مأساة النازحين ما زالت مستمرة بوضع لا يتناسب مع الوضع الإنساني، وهناك انتهاكات صارخة بحقهم"، منبهاً إلى أنّ "أغلب النازحين يعيشون في مخيمات لا تتوفر فيها متطلبات التدفئة؛ ممّا أدى إلى إصابة العديد من الأطفال وكبار السنّ في المخيمات بنزلات البرد".

 عودة 75% من النازحين وإغلاق (50) مخيماً

أعلن جهاكير، متحدث وزارة الهجرة، أنّ وزارته أعدّت خطة لتنفيذ مشروع البرنامج الحكومي لإعادة النازحين وإغلاق المخيمات، مشيراً إلى أنّ سيارات "الوزارة باشرت بإعادة العائلات، ممّن يسكنون في مخيمات كركوك وديالى وصلاح الدين ونينوى والأنبار وبغداد وكربلاء."

وكشف جهاكير أنّ عدد المخيمات التي تمّ إغلاقها بلغ (50) مخيماً، مشيراً إلى أنّ "مخيمات إقليم كردستان، ومخيم الجدعة جنوب الموصل، ما زالت مفتوحة وتسكنها عوائل"، موضحاً أنّ "أعداد النازحين بعد حزيران (يونيو) 2014 بلغت (900) ألف عائلة، وقد تمّت إعادة (600) ألف عائلة حتى الآن، أي أنّ نسبة العائدين بلغت 75% رسمياً."

متحدث وزارة الهجرة عباس جهاكير يعلن عودة 75% من النازحين وإغلاق نحو (50) مخيماً للنازحين

ونبّه جهاكير إلى أنّ "عملية العودة مرتبطة ببرنامج تأهيل الدور، وسيتمّ خلال الأيام القليلة المقبلة العمل على إغلاق مخيم الجدعة"، وقد حذّر عضو مفوضية حقوق الإنسان أنّ "بقاء النازحين في المخيمات سيؤدي إلى استمرار تفاقم أوضاعهم الإنسانية"، داعياً وزارة الهجرة والمهجّرين الى "إكمال متطلبات إغلاق باقي المخيمات في إقليم كردستان، وإعادة النازحين الراغبين طوعاً."

إقرأ أيضاً: بعد أحداث سجن غويران... علاقة تركيا مع داعش تعود إلى الواجهة

 وكانت الحكومة  العراقية قد نفّذت العام الماضي أولى عمليات استرجاع عائلات أفراد تنظيم داعش، عبر استعادة (150) عائلة من مخيم الهول، وإعادة توطينهم في مخيم الجدعة بالقرب من بلدة القيارة، جنوب مدينة الموصل بحوالي (40) كيلو متراً، وأفراد هذه العائلات يُقدّرون بحوالي (700) فرد، يُشكّلون جزءاً يسيراً من قرابة (30) ألف شخص من أبناء أفراد التنظيم، المُتحفظ عليهم في مخيم الهول، تحت إدارة قوات سوريا الديمقراطية، حيث تتعاون الحكومة العراقية معهم في هذا الملف.

 ومنذ عودة تلك العائلات أكدت الحكومة العراقية حينها أنّها ستطلق برامج توعية، وتأهيل فكرة، مع دورات مكثفة، لتأهيل هؤلاء النازحين، وتحصينهم ضدّ الأفكار المتطرفة لدى تنظيم داعش، خاصة أنّ الكثير من الأطفال الذين كانوا في المخيم أصبحوا فتياناً، ويمكنهم الآن تلقي المعلومات، بشكل جيّد.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية