للتوصل لاتفاق نووي.. إيران تطالب برفع العقوبات عن "الحرس الثوري والبنوك والنفط"

للتوصل لاتفاق نووي.. إيران تطالب برفع العقوبات عن "الحرس الثوري والبنوك والنفط"


26/02/2022

تشير الأنباء الواردة من العاصمة النمساوية فيينا إلى أنّ الاتفاق النووي أصبح على وشك الحسم، وذلك وفق تصريحات أطراف متعددة، وهو الأمر الذي أكده الجانب الإيراني، إذ قال المتحدث باسم الحكومة علي بهادري: إنّ المفاوضات النووية أحرزت تقدّماً ملحوظاً، رغم وجود بعض القضايا المهمّة التي بقيت عالقة بانتظار قرار الطرف الآخر رفع العقوبات، إلا أنّه على الرغم من التصريحات المتفائلة، جددت طهران مرة أخرى مطلبها برفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأمريكية، ورفع العقوبات المفروضة على البنوك وتجارة النفط، كأهمّ شرطين لإنجاح المفاوضات.

وقال رجل دين إيراني بارز أمس: إنّ "إنهاء العزلة الاقتصادية لإيران" برفع العقوبات المفروضة على البنوك وتجارة النفط هي أهمّ مطالب طهران في محادثات إحياء اتفاقها النووي المبرم عام 2015 مع الدول الكبرى.

طهران تجدّد مطلبها برفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأمريكية، ورفع العقوبات المفروضة على البنوك وتجارة النفط

وقال آية الله أحمد خاتمي في خطبة الجمعة في طهران: "مفاوضونا يبذلون قصارى جهدهم لضمان مصالح الشعب، ويعرفون أنّ النقطة الأخيرة هي رفع جميع العقوبات، خاصة على البنوك والتجارة"، وفق ما نقلت وكالة فارس للأنباء.

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عنه قوله: "إذا لم تُرفع هذه العقوبات، فكأنّما لم تكن هناك محادثات".

ويحدّد مكتب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي المحتوى العام لخطب صلاة الجمعة في إيران، وله الكلمة الأخيرة في السياسة النووية وجميع شؤون الدولة الأخرى.

وقد جدّد الجانب الإيراني طلبه رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب كشرط لنجاح المفاوضات، وذلك وفق ما نقله  موقع "أكسيوس" الأمريكي عن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي قال إنّ إيران تطالب خلال المحادثات النووية في فيينا برفع الحرس الثوري عن قائمة الإرهاب الأمريكية كشرط للتوصل إلى اتفاق نووي.

آية الله أحمد خاتمي: إنهاء العزلة الاقتصادية لإيران، ورفع العقوبات المفروضة على البنوك وتجارة النفط، هي أهمّ مطالب طهران في محادثات فيينا

وأشار الموقع إلى أنّ كلام بينيت هذا جاء أمام ممثلي المنظمات اليهودية الأمريكية في القدس، في إطار تسليط الضوء على الفجوات المتبقية بين واشنطن وطهران مع اقتراب المحادثات من خط النهاية، ووفق هذه التصريحات فإنّ إيران تمارس الآن أقصى ضغوطها لتعظيم مكاسبها، وتحقيق أكبر قدر من الاستفادة من المفاوضات الجارية التي تقترب من الحسم.

المطلب الإيراني برفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأمريكية ليس جديداً، فقد رفعت طهران الطلب نفسه في تموز (يوليو) 2021، قبل توقف المفاوضات بسبب الانتخابات الرئاسية في إيران، وهو الطلب الذي ربطته واشنطن بإدراج بند حول الأمن الإقليمي والمحادثات الصاروخية.

وتصرّ إيران على الإلغاء الفوري لجميع العقوبات المفروضة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بموجب تدابير مكافحة الإرهاب، أو الدفاع عن حقوق الإنسان.

وهدّدت طهران أمس بالعودة سريعاً لتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء عالية، في حال انسحبت واشنطن مجدداً من الاتفاق النووي الذي يجري التفاوض بشأنه في فيينا.

طهران تهدّد بالعودة سريعاً لتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء عالية في حال انسحبت واشنطن مجدداً من الاتفاق النووي الذي يجري التفاوض بشأنه في فيينا

وأكد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي في تصريح نشر عبر الموقع الإلكتروني للمنظمة أنّ بلاده تملك القدرة على استئناف إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب "في أيّ لحظة"، في حال الانسحاب الأمريكي مجدداً من الاتفاق الذي بلغت المفاوضات الهادفة لإحيائه مراحل حاسمة.

وحدّد اتفاق فيينا عام 2015، أو ما يُعرف بخطة العمل المشتركة، سقف التخصيب عند 3.67%، ولكن بعد انسحاب الولايات المتحدة منه بدأت إيران بالتراجع تدريجياً عن التزاماتها.

ومطلع العام الماضي رفعت إيران من مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 20%، ولاحقاً إلى 60%، في خطوة أثارت قلق الدول الغربية، وخصوصاً أنّ طهران باتت أقرب إلى مستوى 90%، وهي النسبة التي تتيح استخدام اليورانيوم لأغراض عسكرية.

في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية على عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها في الاتفاق.

وتجمع الأطراف المعنية على أنّ المفاوضات بلغت مراحل حاسمة، مع بقاء عدة نقاط تباين تحتاج على الأرجح إلى قرارات "سياسية" من الطرفين الأساسيين، إيران والولايات المتحدة.

واعتبر كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري الذي، عاد إلى طهران هذا الأسبوع للتشاور، أنّ عبور "خط النهاية" في المباحثات يتطلب قرارات غربية.

وكتب عبر تويتر اول من أمس: "بغضّ النظر عن مدى قربنا من خط النهاية، ليست هناك بالضرورة ضمانة لعبوره"، معتبراً أنّه "لاستكمال العمل هناك قرارات معيّنة يجب على الأطراف الغربية اتخاذها".

من جهته، كرّر وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان التأكيد على أنّ طهران لن تتخلى عن "خطوطها الحمر"، وذلك خلال اتصال مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أمس، وفق الخارجية الإيرانية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية