لماذا ينتحر شباب الإخوان في الخارج؟

لماذا ينتحر شباب الإخوان في الخارج؟

لماذا ينتحر شباب الإخوان في الخارج؟


21/11/2022

بينما يعيش قيادات جماعة الإخوان، الهاربون في الخارج، حياة البذخ والرفاهية، ويمتلكون هم وأبناؤهم قصوراً وفيلات بأرقى المناطق، إضافة إلى امتلاكهم حسابات طائلة بمختلف البنوك، يلجأ عدد غير قليل من شباب التنظيم الهاربين في الخارج، إلى الانتحار هرباً من الظروف المعيشية القاسية، بعد تخلي قيادات الجماعة عنهم ورفض مساعدتهم.

وقد أعاد حادث انتحار شاب إخواني يدعى، عبد الرحمن هيثم زهران، يوم الجمعة الماضي، في منطقة شيرين إيلفر بتركيا، الجدل حول دوافع انتحار شباب الجماعة، خاصة أنّ أصدقاء زهران تحدثوا عن مروره بضائقة مالية دفعته للانتحار بعدما رفض قيادات التنظيم مساعدته.

وحالة عبد الرحمن ليست الأولى فقد سبقه عدد من الشباب إلى الموت عمداً، هرباً من الظروف الاقتصادية التي يمرون بها، ولتعنت قيادات التنظيم ورفضهم مساعدة هؤلاء الشباب، سواء بالدعم المادي أو في استخراج أوراق ثبوتية لاستكمال إقامتهم.

ما دوافع الانتحار؟

ووفق حسابات مواقع لشباب إخوان، رفضت قيادات الجماعة مراراً تقديم يد العون للشباب الهاربين في الخارج، كما رفضت تقديم أي دعم مادي لهم بسبب أزمة الصراع الداخلي ومحاولة قيادات التنظيم معاقبة هؤلاء الشباب على تأييدهم لجبهة دون الأخرى.

وقالت تلك الحسابات إنّ عدداً قليلاً من زملاء الشاب زهران هم من شيّع جثمانه الجمعة، وسط غياب قيادات الإخوان في إسطنبول، فيما طالب أحد أصدقائه عبر وسائل التواصل معرفة الديون المستحقة عليه، تمهيداً لجمعها بسرعة عن طريق التبرعات وسدادها.

طارق أبو السعد: شباب الإخوان يعانون من أزمة طاحنة وشديدة وقوية

وكان شاب مصري يدعى عمر مجدي كشف عبر تدوينة على صفحته على "فيسبوك" في 2019، عن انتحار 3 من شباب الإخوان، مضيفاً أنّ شاباً رابعاً حاول الانتحار ولكن تم نقله إلى المستشفى وإنقاذه، وفق ما أوردته "العربية".

وتساءل الشاب في تدوينته عن سبب إقدام الجماعة على إنفاق 50 ألف دولار على مخيم لإحياء ذكرى فض اعتصام رابعة العدوية، فيما تتخلى عن الإنفاق على عناصرها الفارين الذين هربوا من مصر بعد إدانتهم في قضايا عنف؛ بسبب مشاركتهم في تظاهرات وعمليات عنف وتخريب لحساب الجماعة.

وكشف الشاب في تدوينة أخرى أنّ عدد المقيمين في إسطنبول من المصريين يبلغ 20 ألفاً، ويعاني أغلبهم من أوضاع سيئة مادية ومعيشية مما يعرضهم لأذى نفسي وقبولهم لإهانات وحياة لا إنسانية مقابل البقاء في تركيا وعدم تسليمهم لمصر.

وهم الجماعة الأم يتلاشى

وخلال السنوات الماضية أثار شباب الإخوان مراراً أزمة تخلي قيادات التنظيم عنهم وتركهم لمواجهة مصيرهم، ونكث الكثير من الوعود والتعهدات، وقبل عدة أشهر ناقش عشرات من شباب التنظيم، عبر غرفة دردشة على منصة "كلوب هاوس"، الأوضاع المزرية التي وصلوا إليها والأزمات الاقتصادية والسياسية المتفاقمة التي يعيشونها في الخارج.

وبحسب المناقشة التي اطلعت عليها "حفريات"، اتهم شباب الإخوان قيادات التنظيم، خاصة المقيمين في إسطنبول بالمسؤولية الكاملة عن تردي أوضاعهم في الخارج، وقد ذكر حساب يحمل اسم "مؤمن المصري"، أثناء المناقشة، أنّ العشرات من شباب التنظيم طلبوا مقابلة محمود حسين وقيادات جبهة إسطنبول، بعد أن فقدوا وظائفهم خلال الأشهر الماضية، في القنوات الفضائية التي كانت تبث من تركيا وتم إغلاقها في آذار (مارس) الماضي، لكنه رفض لقاءهم.

أبو السعد: يحدث ذلك للشباب الذين تم استغلالهم من جانب القيادات وتورطوا في عمليات إرهاب وعنف داخل بلادهم، تحت تأثير الأوهام والخداع الإخواني

ويقول مؤمن المصري، إنّ الشباب لم يجدوا حلاً أمام تعنت قيادات التنظيم وتفاقم أزمتهم، خاصة بعد انتهاء مدة إقامتهم ورفض السلطات التركية التجديد لهم أو منحهم أوراقاً ثبوتية، لم يجدوا سوى اللجوء لبعض حلفاء التنظيم في الخارج، وبالفعل التقوا بالسياسي المصري الهارب في تركيا أيمن نور، المسؤول عن إدارة المنظومة الإعلامية للإخوان، والذي وعدهم بمحاولة إيجاد حل لمشكلتهم، لكن دون جدوى.

ضحايا قيادات التنظيم

الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب، طارق أبو السعد، قال في تصريح لـ"حفريات"، إنّ شباب الإخوان يعانون من أزمة طاحنة وشديدة وقوية؛ نتيجة السياسات الخاطئة التي مارسها قيادات الجماعة على الأفراد مما جعل من الصعب عليهم إدراك الحياة بشكل صحيح.

ويرجع أبو السعد السبب في حالة الفشل والإحباط التي يمر بها هؤلاء الشباب إلى الطموحات التي خدع بها قيادات التنظيم هؤلاء الشباب في إطار عمليات "غسل دماغ" ممنهجة، هدفها رفع سقف التوقعات، فظن هؤلاء الشباب أنه ذاهب لدول الفاتحين وأنهم سوف يحملون على الأعناق بعد هروبهم من بلادهم، لكنهم وجدوا أنفسهم أمام الكثير من الأزمات أبرزها إدانتهم بالإرهاب، فضلاً عن كونهم ضيوفاً غير مرحب بهم نهائياً.

إضافة إلى ذلك وجد شباب الإخوان أنفسهم فريسة الظروف الاقتصادية الصعبة، فبعد أن تلاشى وهم "القيادة الربانية "التي رفضت مساعدتهم، وجدوا أنفسهم يتسولون في الشوارع ويمتهنون أدنى المهن من أجل كسب قوت يوم واحد، بحسب أبو السعد، الذي يشير إلى أنّ بعض التقارير رصدت وجود بعض شباب الإخوان يفترشون الرصيف بعد أن فقدوا أعمالهم ومساكنهم.

ويتابع الباحث المصري: "يحدث ذلك للشباب الذين تم استغلالهم من جانب القيادات وتورطوا في عمليات إرهاب وعنف داخل بلادهم، تحت تأثير الأوهام والخداع الإخواني، بينما يعيش قيادات التنظيم وأبناؤهم حياة رغد ورفاهية مستفزة تدفع هؤلاء الشباب لإنهاء حياتهم".

تجدر الإشارة إلى أنّ انتحار الشاب الإخواني يوم الجمعة الماضي، جاء تزامناً مع اشتعال حرب جديدة بين قيادات التنظيم، على منصب المرشد العام، وأعلنت جبهة اسطنبول الأربعاء الماضي تعيين قائدها محمود حسين قائماً بأعمال المرشد، بينما تتمسك جبهة لندن بمحيي الدين الزايط قائماً بأعمال المرشد لحين انتخاب خليفة لإبراهيم منير.

مواضيع ذات صلة:

هكذا وظف الإخوان الإعلام الرقمي لتنفيذ أجندة الجماعة

هل يوجد إخوان في الداخل المصري؟

لماذا فشل رهان تنظيم الإخوان على الإعلام؟ وما بدائله المستقبلية؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية