مؤتمر الدعوة الإسلامية في البرازيل يواجه الكراهية.. هذا أبرز ما ناقشه

مؤتمر الدعوة الإسلامية في البرازيل يواجه الكراهية

مؤتمر الدعوة الإسلامية في البرازيل يواجه الكراهية.. هذا أبرز ما ناقشه


21/11/2022

عقدت مؤسسة الدعوة الإسلامية بالبرازيل المؤتمر الـ (35) لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، في مدينة ساو باولو البرازيلية، بمشاركة وزراء وسفراء ووفود رسمية من (30) دولة، وباحثين ومختصين من (100) دولة حول العالم، تحت عنوان "مسلمو أمريكا اللاتينية في مواجهة ظاهرة الكراهية".

حضور برازيلي وعربي

وقد حضرت دولة البرازيل ممثلة في ممثل رئيس الجمهورية النائب الفيدرالي لويس مارينيو، وممثلين آخرين عن الطوائف الدينية الإنجيلية والكاثوليكية، وأكدوا جميعاً أنّ الجالية المسلمة هي من أكثر الجاليات اندماجاً في المجتمع.

ومن خلال الرعاية التي توليها دولة البرازيل للأقليات الدينية، والحرية التي تمنحها للجميع في ممارسة شعائرهم الدينية، أصبح للمسلمين دور كبير داخل الدولة، تعدى الدور الثقافي والاجتماعي، إلى الدور السياسي المشهود له بالاعتدال والحكمة، ومن هنا جاء هذا المؤتمر من تنظيم الحاج أحمد الصيفي، ومنظمة الدعوة الإسلامية، وبرعاية وزارة الشؤون والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية، وبحضور إمام الحرم المكي ورئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، الذي ألقى كلمة قال فيها: إنّ الفئات المستهدفة من خطاب الكراهية غالباً ما تكون من الضعفاء أو الأقليات، ومن المهم التفريق بين حرية الرأي المكفولة للجميع، وحرية التعبير عن الرأي التي يجب أن تخضع لضوابط عدة؛ من أهمها احترام حقوق الآخرين، وحماية الأمن العام، مشدداً على أنّ خطاب الكراهية يتعارض تعارضاً تاماً مع قيم التسامح والعيش المشترك بين أبناء البشر جميعاً.

جانب من المؤتمر

وألقى كلمة المملكة العربية السعودية نيابة عن وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية عواد بن سبتي العنزي، أشار فيها إلى أنّ التحولات السريعة التي تعصف بالعالم أدت إلى تصاعد حدة الخطابات المتطرفة والدعوة إلى الكراهية والعنف.

وقال وكيل وزارة الشؤون الإسلامية: إنّ خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا يتطلب تعاطياً جدياً أكثر مرونة يتناسب وحجم المشكلة، ويرتكز إلى الشراكة الفاعلة وتضافر الجهود الدولية إزاء التحديات العالمية التي لا ترتبط بدين أو عرق أو ثقافة أو مكان، مشدداً على المسؤولية العظيمة الملقاة على كاهل حملة الرسالة الإسلامية، والجهات والهيئات والمراكز وغيرها من المؤسسات التعليمية، في التعريف بالإسلام الصافي البعيد كل البعد عن الغلو والتطرف والانحلال والإفراط.

المجلس العالمي للمجتمعات يُحذّر من التطرف

وألقى كلمة الهيئة العامة للمجتمعات المسلمة الدكتور محمد البشاري، الذي دعا الحضور إلى مواجهة التطرف لكي يقضوا على خطاب الكراهية، وقال: إنّ التنامي الملحوظ خلال الأعوام الأخيرة لخطاب الكراهية وما نتج عنه من جرائم إبادة جماعية، وهذه الظاهرة الخطيرة تفرض على العالم تضافر الجهود والعمل على تعزيز الحوار بين مختلف الأديان، مؤكداً أنّ التطرف والغلو والجهل بالعلوم الشرعية من أهم العوامل التي تؤدي إلى نشوء خطاب الكراهية، لذلك فإنّ العلماء والمفكرين والدعاة المسلمين يتحملون مسؤولية عظيمة في تبيان وسطية الإسلام وتسامحه وإنصافه ورحمته، ودعوته إلى الأخلاق الفاضلة وإرساء قيم المحبة والمودة، مشيراً إلى أنّ خطاب الكراهية يُعدّ هجوماً على التنوع والتعددية والتسامح، والقيم التي يقوم على أساسها العيش المشترك والوئام الوطني، مشدداً على أنّ التطرف الديني والتعصب المذهبي يقودان إلى الكراهية.

من خلال الرعاية التي توليها دولة البرازيل للأقليات الدينية، والحرية التي تمنحها للجميع في ممارسة شعائرهم الدينية، أصبح للمسلمين دور كبير داخل الدولة، تعدى الدور الثقافي والاجتماعي، إلى الدور السياسي المشهود له بالاعتدال والحكمة

ودعا البشاري إلى مناقشة سبل التصدي لظاهرة الكراهية ومنع آثارها المدمرة عن المجتمعات والدول، ووضع استراتيجيات وآليات علمية وعملية لاحتوائها والقضاء على أسبابها، من خلال تصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر قيم ومبادئ الدين الإسلامي الصحيحة في الاعتدال والوسطية، التي تدعو إلى الألفة والتسامح والتعايش بين جميع شعوب العالم دون تفريق أو تمييز.

معرض الكتاب الذي أقيم على هامش فعاليات المؤتمر، حيث شهدت الإصدارات إقبالاً من زوار المعرض

وعرض المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة عدداً من إصداراته المتنوعة التي تتناول مختلف العناوين والدراسات البحثية المختصة في المجتمعات المسلمة، وذلك في معرض الكتاب الذي أقيم على هامش فعاليات المؤتمر، حيث شهدت الإصدارات إقبالاً من زوار المعرض.

هذا، ويتهم العديد من الإعلاميين مركز الدعوة الإسلامية في البرازيل بأنّ جماعة الإخوان هيمنت على بنيته التحتية ومؤسساته، وانتظمت داخل المنظمة في مجموعة من الأنشطة الدعوية والاجتماعية والاقتصادية، إلا أنّه في تصريخ خاص لـ "حفريات" نفى المدير التنفيذي لمنظمة الدعوة الإسلامية علي أحمد الصيفي أيّ دور لجماعة الإخوان بمنظمتهم، مؤكداً على رفضهم للتطرف والإرهاب باسم الدين، ومحذراً من تفشي ظاهرة الكراهية وآثارها السلبية على مسلمي أمريكا اللاتينية والعالم بشكل عام، وأنّ أيّ اتهامات مماثلة ستؤدي إلى تخريب متعمد للدعوة الإسلامية بالكامل في أمريكا اللاتينية.

وفي الختام، شدد رئيس المؤتمر الحاج أحمد الصيفي على أنّ السبيل لمواجهة الكراهية يكمن في مواجهة أصلها، وتطوير وسائل لتصحيح المفاهيم المغلوطة، والسعي لكشف الفهم الخاطئ.

مواضيع ذات صلة:

قوة ناعمة لتحقيق التعايش ونبذ التعصب.. الإمارات بيتاً للفلسفة

ما مدى تأثير الإعلام الرقمي في نشر ثقافة التسامح والتعايش؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية