مات.. لم يمت: مرض خامنئي يشعل معركة "التوريث"؟

مات.. لم يمت: مرض خامنئي يشعل معركة "التوريث"؟

مات.. لم يمت: مرض خامنئي يشعل معركة "التوريث"؟


25/09/2022

الأنباء التي تردّدت حول تدهور صحّة المرشد الإيراني، علي خامنئي، واحتمالية وفاته، بينما جاء ظهوره العلني في مراسم أربعينية الحسين ليتبين زيفها، قد أثارت سؤالاً ملحّاً بخصوص خليفة المرشد في طهران.

سؤال المرشد الإيراني القادم والمحتمل يفرض نفسه بصورة متزايدة منذ فترة بإيران، لا سيما في ظلّ جملة تطورات سياسية، محلية وخارجية، فضلاً عن التحولات التي تجري داخل نظام "الولي الفقيه"، ومنها سيطرة العناصر القريبة من الحرس الثوري على مؤسسات وأجهزة الدولة، التشريعية والتنفيذية والقضائية.

قلق في مستقبل نظام الملالي

ويضاف إلى ذلك، ما تعانيه إيران من أوضاع سياسية ملتبسة ومعقدة، سواء ما يرتبط بالتظاهرات الفئوية والاحتجاجات المطلبية والحقوقية، أو أزمة النظام مع الغرب والولايات المتحدة، وأبرزها مفاوضات إحياء الاتفاق النووي.

وكان وصول الرئيس الإيراني المتشدّد، إبراهيم رئيسي، إلى منصبه الحالي، قد أكّد أنّ العقل السياسي الإيراني عازم على إتمام مهمته لعسكرة النظام، بغية حماية ذاته في ما هو أبعد من ذلك، أي تأمين منصب الولي الفقيه.

الباحث عبد السلام القصاص: مؤهلات خامنئي الابن الدينية لا تسمح له بأن يكون مرجعية

ويرى الباحث المصري في العلوم السياسية، الدكتور عبد السلام القصاص، أنّ الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران كانت تؤشر إلى نهاية عهد الإصلاحيين بإيران، موضحاً لـ "حفريات"؛ أنّ حذف المرشّحين من هذا التيار، مثل مصطفى تاج زاده وكذا محمد جواد آدري هرمي، كان مقصوداً ومتعمداً؛ حيث إنّ مجلس صيانة الدستور قد شدّد على جملة شروط تجعل المرشح القادم من داخل دائرة بعينها داخل النظام.

كان وصول الرئيس الإيراني المتشدّد، إبراهيم رئيسي، إلى منصبه الحالي، قد أكد أنّ العقل السياسي الإيراني عازم على إتمام مهمته لعسكرة النظام، لتأمين منصب الولي الفقيه

ويشير القصاص إلى أنّ النظام، في ظلّ الأعباء الأمنية والمشكلات السياسية الإقليمية التي يقع تحت وطأتها يسعى إلى التفكير، بصفة دائمة، في تأمين نفسه من أيّة لحظة فراغ محتملة إثر وفاة المرشد (83 عاماً) والذي يعاني من سرطان البروستاتا.

ويتابع: "سبق لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، عندما كان المرشد في عقده الخامس، أن ألمحت إلى توريث أو نقل منصب الولي الفقيه لابنه مجتبى والذي يتردّد اسمه حتى اللحظة بخصوص الأمر ذاته".

ما بعد خامنئي

نهاية الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"؛ أنّ خامنئي "ألغى جميع أنشطته العلنية، الأسبوع الماضي، بعد إصابته بمرض خطير وهو يخضع للمراقبة من قبل فريق من الأطباء"، كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن أربعة مصادر، لم تفصح عن هويتهم؛ أنّ "صحة خامنئي تدهورت الأسبوع الماضي عندما بدأ يعاني من آلام شديدة في المعدة ما أدّى إلى خضوعه لعملية جراحية لانسداد الأمعاء".

ووفق الصحيفة الأمريكية؛ فإنّ "حالة المرشد اعتُبرت حرجة الأسبوع الماضي، لكنّها تحسّنت، وهو الآن يستريح. يراقبه أطباؤه على مدار الساعة ويظلّون قلقين من أنّه ما يزال ضعيفاً لدرجة أنه لا يستطيع الجلوس في السرير".

لكن وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية التابعة للحرس الثوري، أكّدت أنّ خامنئي سيحضر حفلاً دينياً مع طلاب الجامعة (يوم السبت). وقال عضو مجلس الخبراء، هاشم هاشم زاده حريسي؛ إنّه "في هذه الجولة، على عكس الجولات السابقة، لم يلتقِ أعضاء مجلس الخبراء بالمرشد الأعلى لأنّ ذلك سيكون عبئاً ثقيلاً عليه".

وبغضّ النظر عن حقيقة مرض خامنئي من عدمها، فإنّه من الواضح أنّ خلافة المرشد الإيراني تواجه تعقيدات جمّة، وتصطدم ترتيباتها بالغموض والسرّية، بما يجعل للشائعات المتكررة راهنية وتأثيراً كلّ مرة.

المحلل السياسي الإيراني حيدر فارس لـ "حفريات": ثمّة معوقات جمّة تحول دون وصول مجتبى خامنئي إلى موقع الولي الفقيه، منها عدم حصوله على الدراسة الدينية المناسبة  

بحسب المادة 110 من الدستور الإيراني، فإنّ المرشد الأعلى في إيران هو من "يرسم السياسات العامة للنظام بعد التشاور مع مجمع تشخيص مصلحة النظام"، كما تشير المادة ذاتها إلى أنّ المرشد "يقود القوات المسلحة، ويعدّ قائدها الأعلى، ويعيِّن رئيس السلطة القضائية، ورئيس الإذاعة والتلفزيون، ورئيس أركان القيادة المشتركة للجيش، والقائد العام لقوات حرس الثورة".

ويتولّى الأعضاء المنتخبون في مجلس خبراء القيادة، الذي تأسّس في صيف عام 1983، مهمة تعيين المرشد.

توريث الولي الفقيه

وفي حديثه لـ "حفريات"، يوضح المحلل السياسي الإيراني، حيدر فارس؛ أنّ المرشد الإيراني، علي خامنئي، يعاني من سرطان البروستاتا الآخذ في التقدم، بينما عانى كذلك، بحسب معلومات صحفية، من انسداد معوي وآلام شديدة في المعدة وارتفاع في درجة الحرارة، مما يشير إلى تقدم مرض السرطان لديه.

ووفق فارس، فإنّ المرض الذي ظهر على خامنئي، منذ سنوات، قد بدأ يتفاقم ويشتد عليه، في الآونة الأخيرة، مع تقدمه في العمر، بالتالي، تجري محاولات تنصيب ابنه في موقع الولي الفقيه. ويتابع: "يتم تجهيز مبنى طبي كامل لتحقيق الرعاية الصحية الكاملة لخامنئي في مكان إقامته حتى يتم التحكم في الأخبار المسربة".

وحول تنصيب مجتبي خامنئي، يقول المحلل السياسي الإيراني، إنّ نظام الملالي يقع تحت وطأة مخاوف عديدة، خاصة في ظلّ تنامي الاحتجاجات ضدّه من قبل قطاعات وفئات عديدة بالمجتمع، وقد أصبح (النظام) "مكروهاً أكثر فأكثر بمرور الوقت، بالتالي، فهو يعتمد على أدوات القمع الممنهجة لمواصلة الحكم".

ويردف: "مجتبى خامنئي هو الشخص الوحيد الذي يسيطر بوضوح على الجزء الرئيس من الحرس الثوري، وعلى وجه الخصوص قسم الاستخبارات في الحرس الثوري، والذي غالباً ما يعمل فوق وزارة الاستخبارات في النظام. كما أنّه (مجتبى خامنئي) يعدّ المتحكّم الرئيس في الأجهزة الاقتصادية الرئيسة في البلاد، مثل "مقر قيادة الإمام" المكون من ثمانية عنصر، والذي يصل رأسماله الإجمالي إلى أكثر من ألف مليار دولار".

لكن ثمّة معوقات جمّة تحول دون وصول مجتبى خامنئي إلى موقع الولي الفقيه، منها عدم حصوله على الدراسة الدينية المناسبة، فضلاً عن معارضة مرجعيات مهمة داخل الحوزة الدينية، وهناك "ما يقرب من 50٪ من مجلس الخبراء ضدّه"، إضافة إلى وجوه عديدة من الإصلاحيين، مثل مهدي كروبي ومير حسين موسوي. يقول فارس.

ومن بين المراجع التي تقف ضد مجتبى "مكارم شيرازي، وهو مرجع ديني في قم، ومن أبرز الداعمين للمرشد الإيراني علي خامنئي، ويسيطر على جزء كبير من حوزة قم، لكنّه من أكثر المعارضين لمجتبى خامنئي".

مواضيع ذات صلة:

إيران... النظام والثورة والمرأة

قتلى وجرحى... الاحتجاجات الإيرانية تتوسع والنظام يهدد ويواجه الشارع بهذه الطرق

استقبال الحوثيين في إيران.. ما الرسالة التي يريدون إيصالها؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية