ماذا جرى لشبكة الاقتصاد الإخواني في أوروبا؟

ماذا جرى لشبكة الاقتصاد الإخواني في أوروبا؟

ماذا جرى لشبكة الاقتصاد الإخواني في أوروبا؟


26/08/2023

تمتلك جماعة الإخوان التي تعمل عبر واجهات مختلفة في أوروبا مؤسسات اقتصادية ومالية، لكن إلى أيّ مدى تأثرت مع عمليات الحظر والحصار والمراقبة التي جرت خلال الأعوام الـ (3) الأخيرة للجماعة وفروعها؟

الشبكة والروابط

تعتمد استراتيجية جماعة الإخوان في الانتشار بأوروبا على التوغل من خلال مؤسسات خيرية ومنظمات اجتماعية ومدنية واقتصادية، تعمل بطريقة لا مركزية، وليست تحت هيكل تنظيمي موحد أو ثابت أو إطار سياسي وتنظيمي موحّد، وهي تنكر دائماً تبعيتها للتنظيم، وترفض الاعتراف بأيّ ملكية لها، إلا أنّ تواجد قيادات معروفة بإخوانيتها قد يشير بشكل ما إلى هذه العلاقة.

من هذه المؤسسات مؤسسة "الإغاثة الإسلامية" التي تتخذ من لندن مركزاً رئيسياً لها، وقد أُنشئت عام 1984 من طرف قيادات إخوانية على رأسهم "إبراهيم الزيات، وهاني البنّا، ورجل الأعمال المصري الأصل البريطاني الجنسية (عمر الألفي)"؛ وهي تقوم بنشاطها المعلن "تحت بند أنشطة العمل الاجتماعي". وكان يترأس إدارتها عصام الحداد، والعراقي أحمد كاظم الراوي، وأيضاً صندوق الإغاثة والتنمية الفلسطيني "أنتربال"، وهي مؤسسة معروفة ويترأسها عصام مصطفى عضو الهيئة التنفيذية في حركة حماس.

منظمة DMG هي تابعة للتنظيم ويترأسها إبراهيم الزيات

أمّا منظمة الأمانة الأوروبية، فقد تأسست في لندن عام 1996 بوساطة "مجلس مسلمي أوروبا"، وهي منظمة إخوانية تعمل على جمع الأموال في جميع أنحاء أوروبا وإعادة توجيهها للصرف على المنظمات التابعة للجماعة، وقام بتأسيسها وإدارتها فؤاد العلوي وأحمد كاظم الراوي.

وتشير بعض المصادر إلى أنّ شركة Jordan Company Secretaries Limite التي تأسست في 2007، وتعمل فى مجال توفير الخدمات للشركات البريطانية وخدمات المعلومات التجارية، تابعة للجماعة، إضافة إلى شركة BS Altena AG التي تم تأسيسها في عام 2010 وتعمل في مجال العقارات طويلة الأجل، وشركة "Takaful Trust"  و"The Renaissance Foundation"، إلى جانب شركة "Hassan El Banna Foundation"، المختصة في تجارة التجزئة والقطاع المالي والملابس بلندن.

تعتمد استراتيجية جماعة الإخوان في الانتشار بأوروبا على التوغل من خلال مؤسسات خيرية ومنظمات اجتماعية ومدنية واقتصادية، تعمل بطريقة لا مركزية

أمّا في النمسا، فرابطة الثقافة الإسلامية لها نشاطاتها الاقتصادية من ليشتنشتاين عبر بنما وجزر فيرجن وجزيرة مان وحتى بريطانيا، وهناك بعض المشاريع التي تقوم بها منظمة الإغاثة الإسلامية بقيادة جمال مراد في فيينا.

تؤكد مستندات نشرتها وسائل إعلام مصرية أنّ شركة Stahel Hardmeyer AG in Nachlassliquidation ، التي تأسست في آذار (مارس) 1967، ويصل رأس مالها إلى (18.3) مليون فرنك سويسري، وتعمل الشركة في مجال تجارة الجملة والمنسوجات القطنية، ولديها عدد من الشركات التابعة في عدد من الدول، هي تابعة للجماعة، وكذا شركة World Media Services Ltd، التي تأسّست عام 1993، وهي شركة تعمل فى مجال خدمات وسائل الإعلام، وأمّا ميغا ماليزيان سويس غالف أند أفريكان شامبر (الهيئة الماليزية السويسرية الخليجية الأفريقية)، فهي تابعة لإدريس نصر الدين الممول الإخواني الكبير.

وكشف الصحفي السابق في "واشنطن بوست" فرح دوغلاس أنّ منظمة DMG، هي تابعة للتنظيم ويترأسها إبراهيم الزيات، وتخضع لها أكثر من (30) مؤسسة وشركة مالية للجماعة في عموم ألمانيا، وكذلك صندوق أوروبا، "يوروب تراست"، وهي شركة ومؤسسة خيرية، مقرها المملكة المتحدة، جرى تسجيلها للمرة الأولى كمؤسسة خيرية عام 1996. ويقول التقرير المالي لعام 2005: "إنّ النشاط الرئيس للشركة كان يتمثل في إنشاء محفظة من الأصول (الأوقاف) واستثمارات لتوليد الموارد، لتمويل المشاريع الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات في أوروبا"، واشترت Europe Trust عقاراً في منطقة Wedding بمدينة برلين بـ (4) ملايين يورو ليكون مقراً لها.

الجماعة حريصة على استمرار منابع التمويل بأوروبا لتعويض ما تفقده بالداخل العربي بعد تضييق الخناق عربياً وخليجياً عليها

وفي السويد توجد مؤسسة EFOMW بقيادة الناشطة لمياء العامري، وفي إيطاليا شركة ناسكو  التي أسسها إدريس نصر الدين في مكتب ليختنشتاين، باسم "شركة نصر الدين الدولية القابضة"، ولها فروع في تركيا والمغرب وروما ونيجيريا، وتم وضع أموالها في أحد فروع "بانكو دي روما".

مستقبل الشبكة

يعيش اقتصاد وشبكة الجماعة في أوروبا في أزمات متلاحقة؛ أوّلها الملاحقات والحصار الذي تفرضه بعض الدول الآن على الشعارات والمؤسسات الإخوانية، ومنها على سبيل المثال النمسا وألمانيا، كما يعيش أزمات تتعلق بالانقسام الحاصل بين القيادات، التي تريد كل منها السيطرة على مصادر التمويل، وحصار الجماعة في بلاد المهد في مصر وتونس وغيرها من الأقطار.

ورغم ما سبق؛ فالجماعة حريصة على استمرار منابع التمويل بأوروبا لتعويض ما تفقده بالداخل العربي بعد تضييق الخناق عربياً وخليجياً عليها.

وما تزال أوروبا متسامحة مع أنشطة مريبة للجماعة تحت عناوين مراكز ثقافية ودعوية، وفي حقيقتها تنشط داخل شبكة ممتدة ومعقدة كاقتصاد موازٍ يمارس كل الأنشطة غير المشروعة، لذا فالمستقبل الاقتصادي للجماعة لا مناص منه، لأنّه حياة أو موت بالنسبة إليها.

من هنا أنشأ (الإخوان) الآن كيانات جديدة، واستبدلوا الجيل الأول من الرواد، الذين أنشؤوا الشبكات الإخوانية ببطء بجيل ثانٍ من النشطاء المولودين في الغرب، الذين سيضيفون حتماً وجهات نظرهم في توجيه هذه المنظمات، من أجل أن يكونوا مجرد قوة تمويلية سرية للجماعة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية