ماذا يحدث في السوق العقارية القطرية؟

ماذا يحدث في السوق العقارية القطرية؟


16/02/2019

تواجه قطر "أزمة عقارية حقيقية" جراء هجرة رؤوس الأموال، وامتناع الكثير من المقيمين عن الاستمثار بهذا القطاع المتذبذب؛ بسبب سوء علاقة الدوحة بدول الجوار وتوقف العلاقات الدبلوماسية فيما بينها، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء.

وأضافت "رويترز" في تحليل اقتصادي لها: "فاز برج الدوحة في قطر، المصمم على شكل أسطواني بقمة مدببة، ويشع ضوءاً برتقالياً في الليل، بجائزة حين اكتمل بناؤه عام 2012، وسط ازدهار عقاري واسع بمنطقة الخليج، لكن اليوم؛ إنّ نحو نصف طوابقه، البالغ عددها 46، خالية".

وأوضحت "رويترز" أنّ "البرج الإداري، وهو الآن جزء مألوف من ناطحات السحاب الشاهقة في العاصمة، أصبح في مأزق بسبب ما يقول وسطاء عقاريون ومصرفيون ومحللون إنّه فائض في المعروض في السوق العقارية القطرية، قبل بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، وهو ما يعكس تراجعاً في السوق العقارية في منطقة الخليج بعد هبوط أسعار النفط".

وكالة "رويترز" تنقل عن خبراء اقتصاديين تحليلاً عن مدى الأزمة العقارية التي تعاني منها قطر

وتواجه قطر تحدياً إضافياً، يتمثل في مقاطعة دبلوماسية وتجارية فرضتها السعودية ودولة الإمارات والبحرين ومصر؛ بسبب اتهامات بأن الدوحة تدعم متشددين، وهو اتهام تنفيه الدوحة.

وأدى النزاع المستمر منذ فترة طويلة إلى صعوبة في جذب مشترين أجانب للعقارات السكنية أو التجارية.

وانخفضت أسعار العقارات السكنية حوالي 10%، منذ حزيران (يونيو) 2017، حين بدأت المقاطعة، في حين تراجعت أسعار العقارات الإدارية بنسبة مماثلة، وفق محللين وخبراء اقتصاديين، ويقولون إنّ الإيجارات هبطت 20% من مستواها قبل 3 أعوام.

وقال الخبير الاقتصادي لدى "كابيتال إيكونوميكس"، جيسون توفي: "قطاع العقارات القطري كان أحد الضحايا للمقاطعة المفروضة منذ منتصف 2017"، من قبل الدول الرباعية.

ولم يُترجم تباطؤ السوق العقاري حتى الآن إلى قروض متعثرة؛ إذ يقول مصرفيون إن المقترضين الذين يحوزون أصولاً عقارية راكدة يميلون لأن يكونوا من بين الأكثر ثراء في البلاد.

وقال مصرفي لدى أحد البنوك القطرية: إنّ البنوك أعادت هيكلة الكثير من القروض العقارية في الأشهر القليلة الماضية، لتمدّد فترات السداد في بعض الحالات إلى 20 عاماً، بدل 10 أعوام؛ كي تحافظ على استمرار نشاط الشركات العقارية التي تضررت من تباطؤ الطلب.

ويطلب الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"؛ أن يكون لدى قطر ما لا يقل عن 60 ألف غرفة فندقية جاهزة لبطولة كأس العالم التي تستمر شهراً، التي تُقدر قطر أنها ستجتذب نحو 1.5 مليون من عشاق كرة القدم، وهو ما يزيد عن نصف عدد سكانها البالغ حوالي 2.6 مليون نسمة.

وبعد 2022؛ تواجه العقارات القطرية آفاقاً ضبابية، وبخلاف ملاعب كرة القدم؛ فإنّ قطر لم تحدد خططاً لمصير البنية التحتية التي يجري تطويرها لكأس العالم، بعد البطولة.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية