ماذا يمثل الخليج العربي لليابان؟

ماذا يمثل الخليج العربي لليابان؟


23/08/2022

كشفت دراسة بحثية تأثير منطقة الخليج العربي على سوق الطاقة العالمي بشكل عام وعلى اليابان بشكل خاص.

وأكدت دراسة بحثية جديدة لمركز "تريندز" للبحوث والاستشارات، أنّ منطقة الشرق الأوسط، وخاصة منطقة الخليج، تُعدّ أحد أعمدة أمن الطاقة بالنسبة إلى اليابان، وأنّ الزيادة الأخيرة في تقلبات أسواق النفط العالمية بينت هذه الأهمية، مشيرة إلى أنّ طوكيو عززت علاقاتها مع دول الخليج في مختلف القطاعات غير النفط والغاز.

وذكرت الدراسة، التي صدرت باللغة الإنجليزية بعنوان: "سياسة اليابان الخارجية تجاه دول الخليج: التحديات أمام حكومة كيشيدا"، أنّ اليابان تعتمد بشكل كبير على منطقة الخليج في إمدادات النفط الخام، حيث تمثل حوالي 90% من إجمالي وارداتها من النفط الخام.

دراسة بحثية تؤكد أنّ منطقة الخليج العربي تُعدّ أحد أعمدة أمن الطاقة بالنسبة إلى اليابان، وأنّ تأمين النفط والغاز من دول الخليج يكتسب أهمية أكبر

وبينت الدراسة التي أعدها د. شون واتانابي، الباحث في مركز JIME، بمعهد اقتصاديات الطاقة في اليابان، كيف تتعامل حكومة رئيس الوزراء الياباني "كيشيدا" الجديدة مع قضية بناء علاقات متعددة الطبقات مع دول الخليج، تتماشى مع السياسة الخارجية اليابانية السابقة في الخليج، مع تغيرات تلوح في الأفق.

وذكرت أنّ تحالف اليابان مع الولايات المتحدة يرسي الأساس لسياستها الخارجية في الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه، وبسبب ندرة الموارد، سعت السياسة الخارجية لليابان في المنطقة إلى تحقيق هدف آخر؛ وهو تأمين الوصول إلى موارد الطاقة، أي النفط والغاز، حيث أمَّنت اليابان علاقات جيدة مع دول الشرق الأوسط، من خلال استيرادها الضخم والطويل الأجل للوقود الأحفوري من الخليج.

وبينت الدراسة أنّ الحكومات اليابانية المتعاقبة تبنّت موقفاً مماثلاً، مشيرة إلى أنّ رئيس الوزاء الحالي كيشيدا، ومنذ توليه منصب رئيس الوزراء في تشرين الأول (أكتوبر) 2021، اتبع ما يسمّيه "دبلوماسية الواقعية لعصر جديد". ووسط التنافس بين الولايات المتحدة والصين، تمكنت حكومة كيشيدا من تحقيق التوازن بين الحاجة إلى تعزيز التحالف بين الولايات المتحدة واليابان والسعي في الوقت نفسه لعلاقة مستقرة بين الصين واليابان، واتبعت مسار أسلافها فيما يتعلق بالسياسة الخارجية في منطقة الخليج من خلال تعزيز العلاقات على جبهات متعددة.

الدراسة تشدد على أنّ الظروف الدولية تتطلب مزيداً من التزام صانعي السياسة اليابانيين بأمن الطاقة وبتعزيز العلاقات مع الخليج

وأكدت الدراسة أنّ الحرب الروسية المطوّلة في أوكرانيا تشكّل تهديداً لأمن الطاقة في اليابان؛ إذ إنّ طوكيو تواجه معضلة بين الاحتفاظ بالمخاطر لتأمين وصولها إلى الطاقة والتخلي عن المخاطر لاتباع موقف مجموعة الـ7 المتمثل في التخلص التدريجي من اعتمادها على الطاقة الروسية، الذي يتضمن الإلغاء التدريجي لواردات النفط الروسية أو حظرها، مشيرة إلى أنّ المخاطر بالنسبة إلى اليابان تكمن في حقيقة أنّها تخفف من اعتمادها المفرط على الشرق الأوسط لتوفير الطاقة، بينما يساعد قرب سخالين - جزيرة في روسيا - الجغرافي من اليابان على تأمين إمدادات طاقة مستقرة.

وشددت الدراسة على أنّ الظروف الدولية تتطلب مزيداً من التزام صانعي السياسة اليابانيين بأمن الطاقة؛ لأنّ تأمين النفط والغاز من دول الخليج يكتسب أهمية أكبر.

وأوضحت الدراسة أنّ التزام اليابان السياسي بالعلاقات الخليجية غير كافٍ، ويتطلب إعادة نظر من أجل مصلحة الجانبين.

 

الصفحة الرئيسية