"ماما عيشة": مدرسة في النضال

"ماما عيشة": مدرسة في النضال

"ماما عيشة": مدرسة في النضال


26/09/2022

بعد أعوام طويلة قضتها في مجال الدفاع عن حقوق المرأة رحلت أمس الناشطة الحقوقية المغربية عائشة الشنا.

وذكرت تقارير إعلامية نقلها موقع "هسبريس" المغربي أنّ "ماما عيشة" توفيت في مستشفى الشيخ خليفة بمدينة الدار البيضاء، عن عمر يناهز الـ 81 عاماً، بعد معاناة مع المرض.

 تجربة مبكرة حاضتها الراحلة مع العمل الحقوقي والتطوعي؛ حيث ولجت هذا المجال في عمر مبكر لم يتجاوز 17 عاماً، عندما التحقت بجمعية حماية الطفولة والعصبة المغربية لمحاربة السل، بعد أن حصلت على دبلوم من مدرسة التمريض عام 1960، ثم عملت في عدد من مؤسسات المجتمع المدني، ممّا مكّنها من معاينة الحالات الإنسانية عن قرب وعلى أرض الواقع.

 وفي عام 1985؛ أي قبل (37) عاماً، أسست عائشة الشنا جمعية التضامن النسوي لمساعدة النساء العازبات وضحايا الاغتصاب، وظلت تقدم لهنّ الدعم النفسي والقانوني والاقتصادي، وتمنحهنّ الثقة لبناء أنفسهنّ والاندماج وسط المجتمع بوضعهنّ الجديد.

وصفتها حقوقيات وناشطات بـ"أم النضال"، و"مدرسة عائشة الشنا"، وأيضاً "الإنسانة الصادقة الخلوقة"

 وطوال مسارها النضالي، توجت عائشة بعدة جوائز مهمة؛ أبرزها جائزة حقوق الإنسان بباريس (1995)، وجائزة "إليزابين نوركال" بفرانكفورت (2005)، وجائزة أوبيس الأمريكية (2009)، التي بلغت قيمتها نحو مليون دولار، وحصدت جائزة الميدالية الشرفية لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي تعتبرها الأهم في حياتها؛ لأنّها اقترنت بلقاء مع ملك المغرب الذي أعلن احتضانه لها ومساندتها.

 ماذا قالوا عنها؟

وصفتها حقوقيات وناشطات بـ"أم النضال"، و"مدرسة عائشة الشنا"، وأيضاً "الإنسانة الصادقة الخلوقة".  

سجلت مسيرة الراحلة الكثير من الإنجازات الحقوقية، نطقت باسم المئات بل الآلاف من السيدات المعنفات وكانت عوناً لهنّ في مواجهة العنف والظلم

 

 رئيسة فيدرالية رابطة حقوق النساء سميرة موحيا قالت عن الراحلة:  إنّ "يوم وفاتها  كان يوماً مؤلماً، تركتنا فيه إنسانة بمكانة الراحلة، واجهت فيها الفكر الظلامي والمحافظ، وكانت لها جرأة كبيرة تخرج في أعوام السبعينيات لتعلن تكفلها بالأمهات العازبات".

 وأضافت موحيا: إنّ "الراحلة عملت حينما كان الميدان فارغاً، ولا وجود لدعم للنساء، ولا لهذه الفئة بالضبط من النساء"، مؤكدة أنّها "مناضلة من الطراز الرفيع… صادقة وموسوعة في التضامن ونكران الذات".

الشنا مكّنت العالم من رؤية الوجه الإنساني وكرامة النساء واحترام الأمومة

 بدورها، قالت رئيسة جمعية أيادٍ حرة ليلى أميلي: "ماتت أمّنا جميعاً، قلبي موجوع على فقدان سيدة وقفت في وجه العالم، وكانت مدرسة في النضال".

رئيسة جمعية التضامن النسوي: الشنا كسرت تابو الأمهات العازبات وجعلت المجتمع ينظر إليهنّ نظرة إنسانية 

 

 وتابعت أميلي: "نعرف جميعنا دورها في رعاية الأمهات العازبات، في وقت كان لا يمكن فيه الحديث عن هذه الفئة، وتلقت جميع أنواع التهديد"، هي سيدة عظيمة تميزت بأخلاقها، طيبة شهمة، وآمنت بقضايا النساء إيماناً قوياً، وكان حضورها حضوراً فعلياً، وتصرف أحياناً من إمكانياتها الخاصة".

 وشددت رئيسة جمعية أيادٍ حرة على أنّ الشنا امرأة قلّ نظيرها؛ لكنّها لم تنل حقها بحجم نضالها وقوتها"، فلا بدّ أن نحب بعضنا بعضاً، وننصف بعضنا بعضاً ونحن أحياء وليس بعد الممات".

 من جانبها، قالت الرئيسة الفخرية لفيدرالية رابطة حقوق النساء فوزية عسولي: "فقدنا اليوم مناضلة كبيرة أعطت الكثير للمغرب، وكانت سنداً لآلاف النساء والأطفال قدّمت لهم العون"، وفق ما نقل موقع "هسبريس".

 ولفتت عسولي إلى أنّ "الشنا مكّنت العالم من رؤية الوجه الإنساني وكرامة النساء واحترام الأمومة؛ بغضّ النظر إن كانت في إطار شرعي أو اغتصاب أو غيرها، كسرت تابو الأمهات العازبات، وجعلت المجتمع ينظر إليهنّ نظرة إنسانية".  

 وواصلت العسولي: "إنسانة صادقة صبورة، تحملت الكثير من الإهانات، وتعرّضت لعدد من العقبات ليتم الاعتراف بجهودها على المستويين الوطني والدولي".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية