ما آخر تطورات المشهد الإيراني؟

في الشهر الثاني من انتفاضة الإيرانيين العارمة ضد النظام، خرج المحتجون أمس إلى الشوارع مجدداً في مدن مختلفة، ورددوا هتافات مناوئة للنظام الإيراني.

وشهدت المدن الإيرانية مراسم أربعينية عدد من الضحايا وتشييع جثامين آخرين ممّن قتلوا في الاحتجاجات الحالية التي تندلع في إيران، وخرج أهالي مدينة زاهدان، عاصمة محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرقي البلاد، في مسيرة حاشدة بعد صلاة الجمعة، وشهدت المدينة اشتباكات بين متظاهرين وأفراد الشرطة، وفق ما نقلت شبكة "بي بي سي".

احتجاجات في العديد من المدن الإيرانية، والأمن يواجه المتظاهرين بالرصاص الحي، ويصيب ويقتل عدداً منهم

وأظهرت مقاطع منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي قوات الأمن تطلق الرصاص على المتظاهرين في المدينة، بعد (4) أسابيع من سقوط قتلى خلال احتجاجات بعد اتهام مسؤول في الشرطة باغتصاب فتاة.

وأفادت وسائل إعلام رسمية بمقتل شخص وإصابة (14) آخرين في المظاهرات التي نظمت أمس، رغم إعلان السلطات تسريح (2) من قيادات الشرطة على خلفية عمليات قمع المظاهرات نهاية الشهر الماضي، وفق ما نقلت "إيران إنترناشيونال".

وأظهرت مقاطع مصورة تلقتها خدمة "بي بي سي الفارسية" دماء على الأرض، وقد ردد المتظاهرون شعارات مناهضة للمرشد الأعلى علي خامنئي، وأوضح مقطع مصور أنّ أحد المصابين طفل.

وزعمت السلطات الإيرانية أنّ عناصر الشرطة تعرضوا لهجمات من الانفصاليين البلوش، وهو الأمر الذي نفاه إمام أكبر مسجد في مدينة زاهدان.

إحياء مراسم أربعينية ضحايا الاحتجاجات وتشييع جثامين عدد من الضحايا تتحول إلى مظاهرات ضد النظام والمرشد الأعلى

وشهدت عدة مدن كردية في إيران أمس خروج المتظاهرين إلى الشوارع، بعد مشاركتهم في مراسم أربعينية أو تشييع جثامين الضحايا الذين قتلهم الأمن الإيراني في هذه الاحتجاجات.

ورفع المحتجون في المدن الكردية شعارات ضد النظام في إيران، وسرعان ما قوبلت احتجاجاتهم السلمية بالتعامل العنيف من قبل عناصر الأمن الإيراني.

ونشرت وكالة "إيران إنترناشيونال" مقاطع فيديو تظهر أهالي قرية سرخك سنجاني، بمحافظة كرمانشاه غربي إيران، وهم يرفعون شعارات ضد المرشد علي خامنئي، خلال مراسم تشييع جثمان "أفشين آرشام"، أحد ضحايا الاحتجاجات في مدينة قصر شيرين.

وتظهر مقاطع فيديو متداولة أهالي كرمانشاه غربي إيران وهم يرفعون شعار "الموت للديكتاتور"، و"كل هذه الأعوام من الجريمة، الموت لولاية الفقيه" في مراسم أربعينية رضا شهبرنيا، الشاب الذي قتل في الاحتجاجات الحالية.

وفي مهاباد، شمال غربي إيران، شارك العديد من المواطنين في تشييع جثمان شاهو خضري، الذي قتل يوم الخميس خلال الاحتجاجات في هذه المدينة، ورفع المشاركون شعارات مناهضة للنظام الإيراني.

مركز إيران لحقوق الإنسان يكشف أنّ (234) متظاهراً، بينهم (29) طفلاً، قتلوا من قبل قوات الشرطة حتى الآن

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي في إيران أمس مقاطع فيديو من شوارع مدينة مهاباد، يسمع فيها أصوات إطلاق نار ويظهر هروب المحتجين.

وتأتي احتجاجات مهاباد بعدما أكد النائب عن المدينة في البرلمان الإيراني جلال محمود زاده قتل الشاب إسماعيل (سمكو) مولودي (35) عاماً بيد القوات الأمنية، وقال: "قُتل الشاب إسماعيل مولودي برصاصة يوم الأربعاء الماضي في مدينة مهاباد، وفي مراسم تشييع جثمانه سقط كذلك (4) قتلى، بينهم طفل عمره (15) عاماً".

وفي مدينة سقز، غربي إيران، أقيمت مراسم أربعينية فريدون محمودي الذي لقي مصرعه في 19 أيلول (سبتمبر) الماضي برصاص القوات الأمنية الإيرانية، وأقيمت بمقبرة أيجي التي تضمنت شعارات احتجاجية رفعها الحضور.

وقد أشعل عدد من المواطنين في أراك وسط إيران شموعاً في الشارع تخليداً لذكرى مهرشاد شهيدي، وسينا ملايري، اللذين قتلا في الاحتجاجات الأخيرة أثناء اعتقالهما من قبل استخبارات الحرس الثوري.

ونظّم طلاب جامعة هرمزكان جنوبي إيران تجمعات احتجاجية، ورددوا هتاف: "الاتحاد الاتحاد"، وهتاف: "مستمرون في الاحتجاجات".

وكان مركز إيران لحقوق الإنسان، ومقره النرويج، قد كشف أنّ (234) متظاهراً، بينهم (29) طفلاً، قتلوا من قبل قوات الشرطة حتى الآن.