ما الذى يجعل الناس سعداء؟

ما الذى يجعل الناس سعداء؟

ما الذى يجعل الناس سعداء؟


08/06/2023

محمد إبراهيم بسيوني

من الصعب الحصول على دليل على ما يجعل الناس سعداء. دراسة فى جامعة هارفارد تقول إن المال ليس العامل الأكثر أهمية. دراسة استقصائية طويلة تختبر السعادة منذ ثلاثينيات القرن الماضى وبعد عقود من البحث، نُشرت النتائج فى كتاب بعنوان The Good Life. أطول دراسة علمية تمت فى جامعة هارفارد على 700 شخص وعائلاتهم لمدة 80 سنة ولثلاثة أجيال متعاقبة بعد طرح آلاف الأسئلة، وكذلك مئات القياسات الصحية الكمية من فحوصات الدماغ إلى تحاليل الدم. تم سؤالهم عن ما الذى يجعل الناس سعداء؟ هل هو شراء منزل أم ترقية فى العمل أم كثرة المال أم شىء آخر؟.

تم اختيار المشاركين فى البحث إما من طلاب هارفارد الذكور أو مجموعة من الأولاد من إحدى ضواحى بوسطن ذات الدخل المنخفض. كانوا يقدمون معلومات طبية كل خمس سنوات، وكل عامين يجيبون عن أسئلة مفصلة. انضمت زوجاتهم وأطفالهم فى وقت لاحق إلى الدراسة، التى تتبعت هذه المجموعة من خلال العمل والزواج والطلاق وحتى الموت، فقد ترك 25 مشاركًا أدمغتهم للدراسة بعد وفاتهم.

ربما ستندهشون مما خلصت الدراسة إليه. يقول المدير الرابع للدراسة: لقد تعلمنا أن الناس يعتقدون أن السعادة شىء يمكنهم تحقيقه: إذا اشتروا منزلا أو حصلوا على ترقية أو فقدوا وزنا أو غير ذلك. ويتصرفون كما لو كانت السعادة وجهة سيصلون إليها إذا حددوا المربعات الصحيحة. لكن البيانات وضّحت أن هذا غير صحيح.

اتضح أن المال لا يجعل الناس سعداء، ولا مكانتك أو رتبتك. بل العلاقات الاجتماعية والروابط التى تنشئها هى التى تؤدى إلى السعادة والرضا. سواء كان ذلك فى شكل صداقات أو نواد أو علاقات رومانسية أو مجموعات دينية أو شركاء رياضيين أو زملاء عمل أو أى علاقات ودية من هذا القبيل. وخلصت الدراسة إلى معلومة مهمة جدا وهى أن الأشخاص الذين لديهم أقوى الروابط الاجتماعية والصلات فى الخمسينيات من العمر كانوا فى أفضل حالة فى الثمانينيات من العمر.

العلاقات الجيدة لا تحمى أجسادنا فقط، بل تحمى عقولنا أيضا. ولا يجب أن تكون متصلة طول الوقت. فيمكن للأصدقاء أو الأزواج أن يتشاجروا، ولكن طالما شعروا أنه يمكنهم الاعتماد على بعض عندما تصعب الأمور، فإن ذلك لن يؤثر سلبًا على ذاكرتهم أو صحتهم. لخص المؤلفان الدراسة بأن العلاقات الجيدة تجعلنا أكثر سعادة وصحة لفترة.

عن "المصري اليوم"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية