ما حقيقة نقل مهام المرشد الأعلى إلى رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي؟

واصلت المعلومات والتقارير التي تحدثت عن سوء الوضع الصحي للمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي التمدد بشكل كبير، انعكست على أحاديث وتصريحات تتعلق بخلافته. 

عضو مجلس الخبراء آية الله طه محمدي كان لافتاً أمس، بتصريح لوكالة "إرنا" الرسمية، بغاية الدقة والأهمية، فقد قال: إنّ "المجلس" لن ينتظر الأمور الطارئة لكي تقع لاتخاذ القرارات اللازمة، مشيراً إلى أنّه من الضروري أن يكون اتخاذ أيّ قرار في يد شخص موثوق للحالات الطارئة.

محمدي ينقل معلومات عن تسليم خامنئي عدداً من مهامه الرئيسية إلى رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، ومنها ملف التفاوض النووي

يأتي كلام محمدي بعد معلومات عن تسليم خامنئي عدداً من مهامه الرئيسية إلى رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، ومنها ملف التفاوض النووي مع المجتمع الدولي.

وهو ما أكده الصحافي الإيراني عباس عبدي في صحيفة "اعتماد"، مشيراً إلى وجود معلومات موثوقة تفيد بأنّ خامنئي سلّم ملف خطة العمل الشاملة المشتركة إلى رئيسي، مضيفاً أنّ باستطاعة رئيسي توقيع أو عدم توقيع الاتفاق، وهو المسؤول عن كلّ شيء.

وتشير المصادر إلى نقل صلاحيات أخرى إلى "مجلس قيادة" يضم (3)؛ وهم: ابن خامنئي، مجتبى، رغم أنّه لا يمتلك أيّ صفة رسمية في الحكم، وطه محمدي، بالإضافة إلى رئيسي، ومهمة "المجلس" القيام بقيادة جماعية تتخذ القرارات بالملفات الرئيسية بانتظار خروج خامنئي من المستشفى أو الوصول إلى حالة أخرى تطرأ سريعاً.

نقل صلاحيات أخرى إلى "مجلس قيادة" يضم (3)؛ وهم ابن خامنئي مجتبى، وطه محمدي، بالإضافة إلى رئيسي

وبالنسبة إلى التوريث، فإنّ إدخال ابن خامنئي في السلطة بهذا الشكل يأتي كترضية للمرشد بسبب الأموال والأملاك الضخمة الموضوعة تحت اسم والده، والتي أظهر الإصلاحيون قبل (9) أعوام أنّها تتخطى الـ (7) مليارات دولار أمريكي، وفق ما نقل موقع 24.

وفي عادة المرجعيات الشيعية عدم توريث أبنائهم المناصب التي يتولونها، حتى لو كانوا مؤهلين حوزوياً لذلك، إلا أنّ خامئني قرر التمهيد لابنه للنفوذ إلى مؤسسات النظام، وهو ما لم يقم به "المؤسس" الخميني الذي يملك أبناؤه وأحفاده مشروعية شعبية على الأرض، وخصوصاً بين أطراف الحركة الإصلاحية.

صعوبات عدة تعيشها طهران في المرحلة المقبلة بحال تأخر خامنئي في العودة إلى موقعه، فمراكز القوى المتصارعة عديدة، ولم يعد هناك من قيادي قوي يملك القدرة على ضبطها.

القيادة الجماعية فكرة لمنع أيّ انفجار داخلي، تجمع تقاطعات جماعة بيت الخامنئي وأحد الأجنحة المقربة لرئيسي في الحرس الثوري، خطوة يمكنها النجاح في منع التشتت، ولو إلى حين.