ما مقدار وقت الفراغ الذي تحتاجه لتشعر بالسعادة؟

 ما مقدار وقت الفراغ الذي تحتاجه لتشعر بالسعادة؟

ما مقدار وقت الفراغ الذي تحتاجه لتشعر بالسعادة؟


19/03/2023

تخيل أنّك بعد فترة طويلة من العمل المتواصل، والضغط والتوتر، جاء اليوم الذي تصحو فيه لتجد نفسك في إجازة طال انتظارها، وتستمتع في هذه الأثناء بوجبة إفطار هنيّة مع أفراد أسرتك، وتطالع الأخبار أثناء احتساء قهوتك المفضلة، ربما تظن أنّ هذه ستكون أسعد لحظات حياتك، ولكن ما إن تمرّ عليك عدة ساعات حتى يتغير رأيك تماماً ليبدأ الشعور بالملل يتسلل إليك.

وحسب تقرير لموقع (سيكولوجي توديي)، فإنّ العديد من الأشخاص الذين يتقاعدون عن العمل يستمتعون بأوقات فراغهم في البداية، ولكن بعد أسابيع فقط تمرّ عليهم على هذه الحال، يشعرون بالملل؛ بسبب إحساسهم بقلة الإنتاجية التي كانت توفرها لهم وظائفهم، وما كانت تمليه من معنى على حياتهم، ومن ناحية أخرى فإنّ الانشغال بالعمل والالتزامات الكثيرة يمكن أن يسبب الإجهاد والتوتر، وبالتالي يقلل الشعور بالسعادة.

لا يوجد ما يدعو للانزعاج، لأنّها حالة شائعة يواجهها الكثيرون، فقد اتضح أنّ الحصول على وقت فراغ غير محدود لا يكون دائماً أمراً لا يصدق كما يتوقع البعض

ولا يوجد ما يدعو للانزعاج، لأنّها حالة شائعة يواجهها الكثيرون، فقد اتضح أنّ الحصول على وقت فراغ غير محدود لا يكون دائماً أمراً لا يصدق كما يتوقع البعض. على سبيل المثال، يتخيل المتقاعدون مدى سعادتهم عندما يتركون وظائفهم مقابل عدد غير محدود من الرحلات والنزهات وقراءة الروايات بينما يستلقون على الشاطئ، وفقاً لما أوردته "العربية".

هذا، وسعى باحثون للحصول على إجابة لهذا السؤال من خلال مسح عشرات الآلاف من المشاركين، وجمع البيانات حول كيفية قضاء أوقات الفراغ، ومدى الشعور بالسعادة، وقد كشفت نتائج الدراسة عن (3) نقاط رئيسية:

 1ـ إنّ قضاء أقل من ساعتين من وقت الفراغ في اليوم يسبب الكثير من التوتر، بما يؤثر على الشعور بالسعادة، فبعد الاطلاع على البيانات، توصل فريق البحث إلى أنّ الحصول على أقل من ساعتين في اليوم من وقت الفراغ لم يكن كافياً للشعور بالسعادة. وأبلغ المشاركون، الذين لا يتاح لهم أكثر من ساعتين من الوقت التقديري يومياً، عن معاناتهم من زيادة التوتر، ممّا يعني أنّهم كانوا ببساطة مشغولين للغاية بالعمل أو بالمهمات أو برعاية الأطفال أو بأمور أخرى، وبالتالي لا يتمكنون من تحقيق أقصى قدر من سعادتهم.

قضاء أكثر من (5) ساعات من وقت الفراغ يومياً يؤدي إلى عدم الشعور بالإنتاجية، ممّا يؤدي إلى النتيجة السابقة نفسها، وهي عدم الشعور بالسعادة

2ـ إنّ قضاء أكثر من (5) ساعات من وقت الفراغ يومياً يؤدي إلى عدم الشعور بالإنتاجية، ممّا يؤدي إلى النتيجة السابقة نفسها، وهي عدم الشعور بالسعادة، لأنّ الأشخاص في هذه الحالة لا يشعرون بأنّهم منتجون أو يحققون الأهداف المرجوة، ممّا يؤثر سلباً على سعادتهم.

3ـ خلص الباحثون إلى أنّ هناك جانبين مهمين عندما يتعلق الأمر بكيفية قضاء وقت فراغ جيد؛ أوّلهما عندما يتم استخدام وقت الفراغ بطرق أكثر إنتاجية، مثل ممارسة رياضة جماعية أو التطوع لعمل اجتماعي خيري، فإنّ (5) ساعات أو أكثر يومياً يمكن أن تحافظ على السعادة أو حتى تعززها.

ووفقاً لدراسة أجراها الباحثان جون كيلي وجو روس من جامعة إيلينوي في عام 1989، فإنّ المتقاعدين الذين يتطوعون في أنشطة اجتماعية خيرية، أو ينضمون إلى النوادي، يكونون أكثر سعادة، وإنّ الحصول على الإجازات مع مراعاة التوازن الصحيح من التحفيز مثل المشي لمسافات طويلة أو الغوص أو تنظيم الجولات والاسترخاء تجعل الأشخاص أكثر شعوراً بالسعادة.

وبذلك توصلت الدراسة إلى أنّ قضاء المزيد من الاسترخاء في وقت الفراغ الذي يصل إلى أكثر من (5) ساعات لا يُشعر بالسعادة، وأيضاً فإنّ الحصول على أقلّ من ساعتين من وقت الفراغ يؤدي إلى النتيجة نفسها بعدم الشعور بالسعادة، والحلّ الأنسب هو قضاء ما بين أكثر من ساعتين وأقل من (5) ساعات، وهو ما يمكنه أن يكون المقدار المناسب للشعور بتلك السعادة المرجوة.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية