مجلة أمريكية تصف أردوغان بــ "المرعوب".. لماذا؟!

مجلة أمريكية تصف أردوغان بــ "المرعوب".. لماذا؟!


15/05/2019

رصدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية العواقب الوخيمة لأسوأ القرارات التي اتخذها رجب أردوغان، على مدار مسيرته السياسية، لإجبار اللجنة العليا للانتخابات بإعادة التصويت في إسطنبول.

وقالت الصحيفة، في تقرير للكاتب "هنري باركي": إنّ "قرار إعادة الانتخابات في إسطنبول لم يكن مفاجئاً؛ حيث استمر حزب العدالة والتنمية، مدعوماً بالصحافة، التي يسيطر عليها أردوغان، منذ أكثر من شهر، في اتخاذ خطوات تمهيدية للانقلاب على نتائج إسطنبول، عن طريق الزعم بوجود مخالفات خلال عملية التصويت، واتهام منظمي الاقتراع بالفساد".

إعادة انتخابات إسطنبول أسوأ القرارات التي اتخذها رجب أردوغان على مدار مسيرته السياسية

وتابعت: "ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها العدالة والتنمية إلى الاحتيال والمخادعة للحصول على النتائج الانتخابية التي يريدها، في الاستفتاء الدستوري عام 2017؛ غيّر نظام الحكم في تركيا من البرلماني إلى الرئاسي، فيما تمكّن أردوغان من إبطال هزيمته في صناديق الاقتراع، من خلال ملئها ببطاقات التصويت المزورة في اللحظات الأخيرة، وغير ذلك من وسائل الغشّ"، وفق ما نقل موقع "عثمانلي".

إمام أوغلو، بحسب المجلة الأمريكية، ركّز على القضايا المحلية، ولم ينخرط في مبارزات علنية مع أردوغان وأعوانه، الذين ادعوا أنّ الانتخابات متعلقة بالمسائل الوطنية والمؤامرات الأجنبية والإرهاب والصراع في سوريا، وقائمة طويلة من القضايا التي ليس لها علاقة تُذكر بالاهتمامات المحلية، مثل: المياه، والنقل، والمواصلات، وسوء الخدمات.

في الأسابيع القليلة، التي أعقبت الانتخابات، والتي سُمح له بعدها بتولي منصب رئيس البلدية رسمياً؛ فتح إمام أوغلو باب المناقشة أمام العامة، حول المشكلات المحلية التي تعاني منها إسطنبول، وحاول معالجة تلك القضايا تحديداً.

بإلغاء نتائج الانتخابات في إسطنبول، يُفاقِم أردوغان الخطأ الإستراتيجي الذي وقع فيه عندما أقحم أنفه في الانتخابات المحلية في المقام الأول؛ إذ قام تقريباً بتحويل الانتخابات إلى تصويت على ثقة الشعب التركي في قيادته.

قال هنري باركي: "من الواضح أنّ أردوغان سقط مرتين في الخطأ نفسه؛ يجازف بملاقاة ردود فعل عنيفة من الناخبين، الذين سيرون أنّ إعادة التصويت إجراءً مجحفاً، وربما يلقّنونه هزيمة مذلة أخرى، رغم حقيقة أنّ الرئيس وحزبه سوف يحشدون من أجل الغشّ، ويحاولون تكرار تجربة الفوز بالاحتيال كما فعلوا في انتخابات 2017."

حتى إذا فاز، سيكون انتصاراً باهظ الثمن؛ إذ سيعدّه قطاع كبير من الشعب غير مشروع ومَوْصُوم، إضافة إلى أنّه يخلق خصماً جديداً مرعباً، وذا شعبية، مثل أكرم إمام أوغلو، الذي أسَر بالفعل اهتمام وتقدير أعداد كبيرة من الأتراك، وعلى الأرجح سوف يراهن على كونه "الضحية".

يتساءل الكاتب: لماذا الاتجاه نحو تلك المخاطرة؟ ويجيب: هناك ثلاثة تفسيرات مختلفة: أولاً؛ إسطنبول ليست المدينة الأكبر فحسب؛ بل هي العاصمة الاقتصادية والثقافية للبلاد، وبالتالي كانت بمثابة "الأوزّة الذهبية" لحزب العدالة والتنمية، ميزانية البلدية استخدمت لتمويل المشاريع "المفضلة" عند أردوغان، من بينها مساعٍ مشكوك فيها لأفراد أسرته، إضافة إلى أنّه أسند مشاريع ضخمة بمليارات الدولارات، غالباً دون مناقصات، إلى رجال الأعمال المقربين منه، ومن خلال ذلك قام بإعادة تشكيل القطاع الخاص في تركيا، وإضفاء الطابع "الحكومي" عليه، وبالتالي؛ فإنّ خسارة إسطنبول من شأنها إفقار العدالة والتنمية بشدة.

فورين بوليسي: إعادة الانتخابات بإسطنبول قد تؤدي في نهاية المطاف إلى "ربيع تركي" يزيح أردوغان

السبب الثاني، من وجهة نظر الكاتب؛ يكمن في أنّ إسطنبول هي القاعدة الرئيسة لأردوغان، وقد بدأ حياته السياسية منها، عندما انتُخب للمرة الأولى رئيساً للبلدية، عام 1994.

أما السبب الثالث؛ فهو أنّ "الرئيس التركي يدرك أنّه بعد ما يقرب من عقدين من الحكم ربما يكون الشعب التركي قد ضجر منه".

وبشرت المجلة الأمريكية أردوغان بأشدّ الندم، بسبب اتخاذه قرار إلغاء انتخابات إسطنبول؛ لأنّه يثبت بذلك أنه يفقد السلطة ويركض مذعوراً.

ووصفت المجلة أردوغان بـ "المرعوب" من تعبئة محتملة للمجتمع المدني؛ حيث يقوده جنون العظمة إلى رؤية المؤامرات في كلّ مكان، وقيادة حملة تطهير ضدّ الأجهزة البيروقراطية والعسكرية والمجتمع بلا انقطاع من الأعداء الوهميين.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية