مجلس القيادة الرئاسي اليمني.. مهام ثقيلة في لحظة فارقة

مجلس القيادة الرئاسي اليمني.. مهام ثقيلة في لحظة فارقة


25/04/2022

تتسع التحركات في اليمن؛ لمحاولة إيجاد صيغة لإنهاء الصراع، والوصول لتسوية سياسية، وذلك من خلال ترميم الخلافات والتناقضات، وحسم الملفات الحساسة، التي تتصل بالأوضاع الإنسانية المأزومة، وعلى رأسها الملف الاقتصادي، وقد وصل رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك سعيد، مؤخراً إلى عدن، بالتزامن مع وصول رئيس البرلمان، وأعضاء مجلس الشورى، وبحضور كافة أعضاء الحكومة، وذلك بغية لملمة شتات "الشرعيّة" اليمنية.

ثابت الأحمدي: الإعلان عن مجلس القيادة الرئاسي اليمني، المكون من رئيس و7 أعضاء، يمثلون كافة الشعب اليمني، جاء على خلفية تعثر منظومة الشرعية خلال السنوات السابقة

 مجلس النواب اليمني، سوف يعقد دورته الأولى، من دور الانعقاد الثاني؛ لمناقشة عديد القضايا، وتشكيل أجهزته ولجانه، كما سيعمل المجلس في جلساته على صياغة وتوحيد كافة مؤسسات الدولة بالعاصمة المؤقتة عدن، والتعامل مع القضايا المتعلقة بالأوضاع العامّة على الساحة الوطنية، والإطلاع عليها، وتفقد أحوال المواطنين.

المجلس الرئاسي يواجه التحديات

وفق رئيس وزراء اليمن، فإنّ الدعم السعودي/الإماراتي؛ سوف يعزز من عملية دعم الاقتصاد والعملة المحلية، سيما أنّ الملف الاقتصادي يأتي على رأس الأولويات لدى الحكومة، مع الاستجابة لمطالب الفئات المتضررة، ومعالجة نقص السلع والمواد الغذائية، كما أشار إلى وجود مبادرة لـ"إصلاحات اقتصادية"، وطالب دول الخليج بـ"الاستجابة الفورية، مثلما فعلت الرياض وأبو ظبي".

رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك سعيد يعود إلى عدن

وفي حديثه لـ"حفريات"، يوضح ثابت الأحمدي، عضو فريق المشاورات اليمني المنعقد في الرياض، أنّ الإعلان عن مجلس القيادة الرئاسي اليمني، المكون من رئيس و7 أعضاء، يمثلون كافة الشعب اليمني، جاء على خلفية تعثر منظومة الشرعية خلال السنوات السابقة، بقيادة الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، وبعد أن وصل الجميع معه إلى طريق مسدود، وكاد الشعب اليمني أن يخسر قضيته العادلة، لافتاً إلى أنّ الرئيس هادي نفسه شعر بالخطر الذي بدأ يقترب، فبادر إلى تفويض هذا المجلس كل صلاحياته، تفويضاً نهائياً لا رجعة فيه؛ لإدارة شؤون البلاد سياسياً وأمنياً واقتصادياً، والتوصل إلى حل نهائي سلماً أو حرباً.

كما حدّدت مواد الإعلان؛ بقية الصلاحيات التي هي في الأصل صلاحيات رئيس الجمهورية ونائبه، مع الإشارة إلى أنّ كل عضو في المجلس الرئاسي هو بدرجة نائب لرئيس المجلس، وفق الأحمدي، الذي أضاف: "الأهداف الكبرى لمجلس الرئاسة، منبثقة من أهداف مشاورات الرياض اليمنية/اليمنية، التي انعقدت ما بين الـ29 من آذار (مارس) الماضي، وحتى الـ7 من نيسان (أبريل) الجاري، برعاية كريمة من مجلس التعاون الخليجي، وهدفها الأساسي توحيد كل الفصائل والتيارات والمكونات السياسيّة، تحت قيادة واحدة؛ للقضاء على انقلاب ميليشيا الحوثي الموالية لإيران، واستعادة الشرعيّة، بمساندة ودعم خليجي، على رأسه المملكة العربية السعوديّة".

الأحمدي: الأهداف الكبرى لمجلس الرئاسة منبثقة من مشاورات الرياض اليمنية/اليمنية

العمل من داخل أرض الوطن

عملياً عاد المجلس الرئاسي بكامل أعضائه إلى داخل الوطن، وعاد مجلس الشورى، ومجلس النواب، والحكومة إلى العاصمة المؤقتة، عدن؛ لممارسة أعمالهم من داخل الوطن، بروح وطنيّة واحدة موحدة، بهدف مواجهة القضاء الحوثي، عدو اليمن الأوحد، حسبما يشير عضو فريق المشاورات اليمني، والذي أضاف: "صحيح أنّ ثمة تباينات وخلافات بين بعض هذه المكونات، التي اتحدت مؤخراً، لكنّها جميعاً في إطار المعقول، ومن الممكن التوصل إلى صيغة موحدة فيما بينها، ترضي الجميع، على العكس مما عليه الأمر مع الحوثي، المنتمي روحياً وفكرياً إلى إيران، فالخلافات بين الأولى قد تصل إلى الخصومة، لكنّها لا تصل إلى العداوة أبداً، وفي ما يتصل بالحوثي، فهو عدو اليمن، وعدو الجميع".

عبد العزيز العامر: هناك دعم سعودي وإماراتي؛ يدفع تجاه تحقيق تعاف اقتصادي إلى نسبة كبيرة، لكن إذا لم يعمل الجميع على إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة؛ سيعود انهيار العملة، وارتفاع الأسعار

إلى جانب مجلس القيادة الرئاسي، تم الإعلان أيضاً عن هيئة تجمع مختلف المكونات؛ لدعم ومساندة مجلس القيادة الرئاسي، والعمل على توحيد وجمع القوى الوطنيّة، بما يعزز جهود مجلس القيادة الرئاسي، بحسب الأحمدي، وكذا تهيئة الظروف المناسبة لوقف الاقتتال والصراعات بين كافة القوى، والتوصل لسلام يحقق الأمن والاستقرار في كافة أنحاء الجمهورية، مشيراً إلى أنّ "عدد أعضاء هذه الهيئة خمسون عضواً"، وعليه، ينظر اليمنيون لهذا المجلس كمحطة فارقة ونهائيّة، ولسان حالهم يقول إنّ ما بعد التشاورات اليمنية/اليمنية ليس كما قبلها، ويعوّلون على هذا التحول كثيراً، بعد ما يزيد عن 7 سنوات عجاف، ذاق فيها اليمنيون مرارة الحرب والفقر، ولا يزالون؛ بسبب تعنت ميليشيا الحوثي، التي انقلبت على الدولة في 21 أيلول (سبتمبر) 2014. ولا شك أنّ مجلس القيادة الرئاسي، قادر على العبور بالبلاد إلى بر الأمان، خاصّة وأنّ على رأسه شخصية سياسيّة على قدر عال من الكفاءة والخبرة والعمق السياسي، لاسيما وخلفه دول الخليج العربيّة، التي تعهدت بدعم هذا المجلس ورعايته.

الملف الأمني والراهن الاقتصادي

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عبد العزيز العامر، أنّ هناك العديد من التحديات التي تواجه الحكومة اليمنية الشرعيّة، وتحديداً مجلس القيادة الرئاسي، ويحدّد العامر، في تصريحاته لـ "حفريات"، أنّ أهم هذه التحديات، يكمن في الملف الأمني، والملف الاقتصادي في المناطق المحررة.

ويشدّد العامر على ضرورة العمل من خلال مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، على الاهتمام أولاً بتأمين العاصمة عدن، من أيّ اختراق أمني من جانب ميليشيا الحوثي، أو التنظيمات الإرهابيّة، لا سيما تنظيم القاعدة، الذي توعّد الحكومة والرئاسة، في بيان للتنظيم بعد يوم واحد من تشكيل مجلس القيادة، وهذا ملف شائك ومعقد، خاصّة وأنّ التشكيلات الأمنية والعسكرية، تخضع لأوامر موحدة.

عاد المجلس الرئاسي بكامل أعضائه إلى داخل الوطن

 ويؤكد الكاتب اليمني على حضور عدة فصائل أمنية وعسكرية، تتبع جهات عدة؛ حيث يوجد فصيل أمني وعسكري يتبع المجلس الانتقالي، وفصيل يتبع الحكومة، وهنا يتجلى التحدي الأبرز؛ المتمثل في كيفية توحيد هذه الفصائل؛ من أجل تحقيق استقرار أمني.

ويرى العامر أنّ الملف الثاني والأكثر تعقيداً هو الملف الاقتصادي، خاصّة أنّ البلاد على حافة الهاوية، بسبب انهيار العملة، ونهب ميليشيا الحوثي الاحتياطي النقدي للبنك المركزي اليمني.

ويختم العامر حديثه بقوله: "نعم هناك دعم سعودي وإماراتي؛ يدفع تجاه تحقيق تعاف اقتصادي إلى نسبة كبيرة، لكن إذا لم يعمل الجميع على إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة؛ سيعود انهيار العملة، وارتفاع الأسعار، وهذا يمثل ضغطاً شعبياً كبيراً على الرئاسة والحكومة معاً. كما أنّ إعادة ترتيب السلطة في اليمن، كان لابد منه، بعد الفشل الذريع للرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، على مدى 8 سنوات، لم يحقق فيها أيّ نصر عسكري أو سياسي، رغم الدعم الدولي والإقليمي، وبالتالي كان خيار إعادة ترتيب السلطة في اليمن خياراً جيداً. إلى ذلك ينبغي أن ترضخ ميليشيا الحوثي الإرهابية، للجلوس على طاولة الحوار، أو الاستعداد لمعركة تنهي التمرد الحوثي بشكل نهائي".

بينما أشار صالح الحكمي، مدير مكتب الأمين العام لمجلس الوزراء اليمني، في تصريحات خصّ بها "حفريات"، إلى أهمية المشاورات اليمنية/اليمنية في الرياض، والتي جاءت بمخرجات تلبي طموحات الشعب اليمني، بعد ركود سياسي، وتدهور اقتصادي دام لسنوات؛ نتيجة الحرب التي أضرمت نارها ميليشيات الحوثي الإرهابية.

صالح الحكمي: رعاية ودعم دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها السعودية، لهذه المخرجات كانت محفزاً وداعماً أساسياً للشرعيّة، بالإضافة إلى البيانات المؤيدة والمباركة

ويؤكد الحكمي أنّ هذه المخرجات، تمثلت في إعادة ترتيب بيت الشرعية، وعلى وجه الخصوص رئاسة الجمهورية، ثم تلى ذلك دعم سخي من الأشقاء في السعودية والإمارات للبنك المركزي اليمني، وهذا الدعم سيساهم في استقرار العملة الوطنية، وسيعمل على تحسين الوضع الاقتصادي المتردي، كما سيضحى أحد عناصر الاستقرار والدعم لمجلس الرئاسة والحكومة؛ بحيث يساعد على تحقيق استقرار نسبي في الاقتصاد، الأمر الذي سينعكس حتماً على الوضع السياسي بطبيعة الحال.

وفي سياق رده على سؤال حول أهم الإجراءات المحفزة لتدعيم السلطة، أشار صالح الحكمي، إلى أنّ ذلك يتبلور في تفعيل أطر المصالحة والتقارب، بين أطراف معسكر الشرعيّة التي كانت قد دبت بينها خلافات، انعكست على مستوى أداء الشرعيّة داخلياً وخارجياً، بالإضافة إلى اجتماع كافة الأطياف والمكونات اليمنية، تحت قبة واحدة، وتساميهم على الجراح واتفاقهم -جميعاً- على تغليب مصلحة الوطن، والسعي صفاً واحداً؛ لتجاوز المحنة (سلماً أو حرباً)، كما نصّ على ذلك البيان الختامي للمشاورات، فيما يخص معركة الشرعيّة، مدعومة بالتحالف العربي، لمواجهة ميليشيات الحوثي الإنقلابيّة.

ولفت الحكمي إلى أنّ رعاية ودعم دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية لهذه المخرجات، كانت محفزاً وداعماً أساسياً للشرعيّة، بالإضافة إلى البيانات المؤيدة والمباركة، من قبل مجلس الأمن، والأمم المتحدة، وبعض الدول الإقليمية والقوى الدولية المؤثرة.

وأضاف: " في الـ 20 من نيسان (أبريل) الجاري، اكتملت ترتيبات نقل السلطة، بأداء رئيس وأعضاء المجلس القيادي الرئاسي لليمين الدستوري، أمام مجلسي النواب والشورى والحكومة والقضاء، وأهم قيادات اليمن السياسيّة والعسكريّة بالعاصمة المؤقتة عدن، ونتطلع جميعاً إلى مرحلة جديدة في تاريخ اليمن".

مواضيع ذات صلة:

بعد تسلّمه السلطة رسمياً.. ما التحديات التي تنتظر المجلس الرئاسي اليمني؟

اليمن.. تحديات وهواجس المسار السياسي

صراع الهوية في اليمن.. الحوثيون أسرى المشروع الإيراني



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية