محقق سابق في الشرطة الصينية يكشف أساليب تعذيبهم للإيغور... تفاصيل

محقق سابق في الشرطة الصينية يكشف أساليب تعذيبهم للإيغور... تفاصيل


05/10/2021

كشف محقق سابق في الشرطة الصينية عن تفاصيل مرعبة حول ما وصفه بحملة تعذيب ممنهجة ضد مسلمي الإيغور في إقليم شينغيانغ غربي الصين.

وتقدّر وزارة الخارجية الأمريكية أنّ ما يصل إلى مليونين من الإيغور والأقليات العرقية الأخرى قد تم احتجازهم في معسكرات الاعتقال في شينغيانغ منذ عام 2017. وتقول الصين إنّ المعسكرات مهنية، وتهدف إلى مكافحة الإرهاب والانفصالية، وقد نفت مراراً وتكراراً الاتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في شينغيانغ.

وقال المحقق، الذي عرّف نفسه باسم جيانغ لحماية أفراد عائلته الذين بقوا في الصين، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن": "قبض مئات الضباط  المسلحين بالبنادق على المئات من مسلمي الإيغور، وقيدوا أيديهم وغطوا رؤوسهم، وهددوا بإطلاق النار عليهم إذا قاوموا".

وقد تذكّر جيانغ كيف كان هو وزملاؤه يستجوبون المعتقلين في مراكز الاحتجاز التابعة للشرطة: "نركلهم ونضربهم حتى يصابوا بكدمات ويركعوا على الأرض وهم يبكون". وقال جيانغ إنّ كل المعتقلين تعرضوا للضرب أثناء عملية التحقيق، بما في ذلك الرجال والنساء والأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن 14 عاماً.

شملت الأساليب تكبيل الناس بالسلاسل على "كرسي النمر" المعدني أو الخشبي، وهذه الكراسي مصممة لشل حركة المشتبه بهم، وتعليق الأشخاص من السقف

وأوضح أنّ "كل شرطي يستخدم طرقاً مختلفة في التعذيب، لدرجة أنّ بعضهم يستخدم عتلة حديدية أو سلاسل حديدية ذات أقفال"، بحسب اللقاء الذي أجرته "سي إن إن"، ونقله موقع الحرة.

وبحسب جيانغ، شملت الأساليب تكبيل الناس بالسلاسل على "كرسي النمر" المعدني أو الخشبي، وهذه الكراسي مصممة لشل حركة المشتبه بهم، وتعليق الأشخاص من السقف، والعنف الجنسي، والصعق بالكهرباء، والإيهام بالغرق،  وقال إنّ السجناء غالباً ما يُجبرون على البقاء مستيقظين لأيام، ويحرمون من الطعام والماء.

وأشار جيانغ إلى أنّ المشتبه بهم متهمون بارتكاب جرائم إرهابية، لكنه يعتقد أنهم لم يرتكبوا هذه الجرائم بالفعل، وقال: "إنهم أناس عاديون".

وأكد جيانغ أنّ التعذيب في مراكز الاحتجاز التابعة للشرطة لا يتوقف إلا عندما يعترف المشتبه بهم، ثم يتم نقلهم عادة إلى منشأة أخرى، مثل سجن أو معسكر اعتقال يديره حراس السجن.

ومن أجل التأكيد على صدق شهادته، أظهر جيانغ لشبكة "سي إن إن" زي الشرطة الخاص به والصور ومقاطع الفيديو وهويته.

وقال جيانغ: إنه كان يتم إعطاؤهم يومياً قوائم بأسماء الأشخاص للقبض عليهم، وأشار إلى أنه إذا قاوم أحد الاعتقال، فإنّ ضباط الشرطة "يضعون البندقية على رأسه ويقولون لا تتحرك، وإلا ستقتل"، وأكد أنّ فرقاً من ضباط الشرطة كانت تفتش أيضاً منازل الأشخاص وتستحوذ على البيانات من أجهزة الكمبيوتر والهواتف الخاصة بهم.

أحد الإجراءات الشائعة للغاية للتعذيب هو أن يأمر الحراس السجناء باغتصاب وإساءة معاملة النزلاء الذكور الجدد

ولفت إلى أنه في بعض الأحيان تدعو لجنة الحي في المنطقة السكان المحليين لعقد اجتماع مع رئيس القرية، قبل اعتقالهم بشكل جماعي، وقال إنّ المسؤولين عاملوا شينغيانغ على أنها "منطقة حرب"، وقالوا لضباط الشرطة إنّ "الإيغور هم أعداء الدولة".

وقال جيانغ إنّ الهدف الرئيسي داخل مراكز الاحتجاز التابعة للشرطة هو انتزاع اعترافات من المعتقلين، وتابع: "إذا كنت تريد أن يعترف أحد، فعليك استخدام العصا الحديدية، أو تضع سلكين كهربائيين على أعضائهم التناسلية".

واعترف بأنه اضطر في كثير من الأحيان إلى لعب دور "الشرطي السيّئ" أثناء الاستجواب، لكنه قال إنه تجنب استخدام أسوأ أعمال العنف، على عكس بعض زملائه.

اغتصاب

وأوضخ جيانغ أنّ أحد "الإجراءات الشائعة للغاية للتعذيب هو أن يأمر الحراس السجناء باغتصاب وإساءة معاملة النزلاء الذكور الجدد".

وهذا ما أكده الباحث الإيغوري عبد الولي أيوب، البالغ من العمر 48 عاماً، وأشار إلى أنه احتُجز في 19 آب (أغسطس) 2013، عندما حاصرت الشرطة التي كانت تحمل بنادق روضة أطفال افتتحها لتعليم الأطفال الصغار لغتهم الأم.

وفي أول ليلة له في مركز احتجاز للشرطة في مدينة كاشغر، قال أيوب إنه تعرض للاغتصاب الجماعي من قبل أكثر من 10 سجناء صينيين، تم توجيههم للقيام بذلك من قبل "3 أو 4" من حراس السجن الذين شهدوا أيضاً الاعتداء. 

وأضاف: "طلب مني حراس السجن خلع ملابسي الداخلية، قبل أن يطلبوا مني الانحناء، بكيت وقلت لا تفعل هذا، من فضلك لا تفعل هذا"، وتابع أنه "فقد وعيه أثناء الهجوم واستيقظ محاطاً بقيئه وبوله".

وقال أيوب: "وجدت أنّ الذباب أفضل مني، لأنه لا يمكن لأحد أن يعذبهم، ولا يمكن لأحد أن يغتصبهم"، وأكد أنّ التعذيب استمر في اليوم التالي، عندما سأله حراس السجن: "هل قضيت وقتاً ممتعاً؟.

ولفت إلى أنه نُقل من مركز احتجاز للشرطة إلى معسكر اعتقال، وأُطلق سراحه في نهاية المطاف في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، بعد إجباره على الاعتراف بجريمة "جمع الأموال بشكل غير قانوني".

ويعيش أيوب الآن في النرويج، يعلّم لغة الإيغور للأطفال، في محاولة للحفاظ على ثقافته على قيد الحياة، لكنه يؤكد أنّ صدمة تعذيبه ستبقى معه إلى الأبد، وقال: "إنها الندبة في قلبي، لن أنسى أبداً".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية