محمد بن زايد... رجل الدولة الذي قاد الإمارات إلى العالمية

محمد بن زايد... رجل الدولة الذي قاد الإمارات إلى العالمية


15/05/2022

بايعت الإمارات، رسمياً وشعبياً، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات وقائداً لمسيرتها، وسط إيمان عميق بقدرة سموّه على حمل الراية ومواصلة مسيرة العزة والتنمية والبناء المجيدة.

وأعلن المجلس الأعلى للاتحاد، أمس، عن انتخاب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً للدولة، في خطوة ستعطي نقلة نوعية للإمارات، داخلياً وخارجياً، في وجود الرجل القوي، وهو ما عكسته مواقفه في القضايا الإقليمية والدولية.

 ووفقاً لما نقلته صحيفة "العرب" اللندنية عن محللين ودبلوماسيين، فإنّ الشيخ محمد بن زايد نجح في الأعوام الماضية في التأسيس لعلاقات خارجية إماراتية تقوم على الندّية، بما في ذلك مع الولايات المتحدة، وأسّس لمفهوم تنويع الشركاء، وعدم رهن الإمارات للتحالف مع جهة واحدة، وهو ما ظهرت نتائجه بشكل واضح من خلال الاتفاقيات التي عقدتها أبوظبي مع الصين والهند وروسيا وفرنسا، وانفتاحها الإقليمي من خلال بناء علاقات تقوم على تبادل المصالح مع دول أفريقية خاصة في القرن الأفريقي، حيث قادت الإمارات مهمّة الوساطة بين أثيوبيا وإريتريا، ونجحت دبلوماسيتها الهادئة في وقف حرب عجز الآخرون عن وقفها.

نجح الشيخ محمد بن زايد في التأسيس لعلاقات خارجية إماراتية تقوم على الندّية

 ويُحسب للشيخ محمد بن زايد نجاحه في تمتين العلاقة مع السعودية في وجود وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، وهي علاقة أخذت بُعداً إستراتيجياً متيناً، خاصة في الدفاع عن الأمن القومي الخليجي، وذلك من خلال توحيد المواقف في ما يخصّ حرب اليمن، وقيادة التحالف العربي لدعم الشرعية، الذي يهدف إلى منع الحوثيين من السيطرة على اليمن والتمهيد لنفوذ إيراني يطوق أمن الخليج من الجنوب، ويهدد أمن الملاحة الدولية وأمن نقل سفن النفط.

 ويُسجل للشيخ محمد بن زايد أيضاً المساهمة بشكل فعّال في إفشال خطط لفرض مجموعات إسلامية متشددة لحكم المنطقة خلال موجة "الربيع العربي" وخاصة في مصر، وما أفرزته هذه المرحلة من صعود للتيارات المتطرفة تحت عناوين مختلفة، وهو المناخ الذي قاد إلى ظهور الإرهاب وتوسع أنشطته في سوريا وليبيا على وجه الخصوص.

الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذي كان رئيساً وقت ما عرف بـ"الربيع العربي"، وصف الشيخ محمد بن زايد بأنّه الزعيم "الأكثر دهاء" في الخليج، وفق "سي إن إن".

 

محمد بن زايد رجل محبوب من شعبه، ويتمتع بشخصية جذابة، وهو رائد التحديث، وقد رعى قطاع الثقافة والتعليم، وعمد إلى تطويرهما

 

 كما وصفه مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، يعمل حالياً في إدارة الرئيس جو بايدن، بأنّه "إستراتيجي، يضفي على المناقشات منظوراً تاريخياً".

 وقال المسؤول: "يتحدث ليس فقط عن الحاضر، بل يعود إلى أعوام وعقود، وفي بعض الأحيان يتحدث عن التوجهات على مرّ الزمن".

 رائد للتحديث وداعم لقيم التسامح والتعايش

ويُنظر إلى الشيخ محمد بن زايد في الداخل باعتباره رائداً للتحديث، ويعتبره العديد من الدبلوماسيين رجلاً محبوباً من شعبه، يتمتع بشخصية جذابة، وقد روّج بإصرار للإمارات، التي تحوز الثروة النفطية الإماراتية، من خلال تحفيز التنمية في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا.

 وبصفته نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يُنسب إليه الفضل في تحويل الجيش الإماراتي إلى واحد من أكثر القوات المسلحة فاعلية في العالم العربي، وذلك وفقاً لخبراء يقولون إنّه أسّس الخدمة العسكرية لغرس الوطنية بين السكان.

 وما يُحسب للشيخ محمد بن زايد هو جعل الإمارات ملتقى لحوار الأديان، ممّا يدعم دورها كقوّة للتوسّط والاعتدال وترسيخ قيم التسامح والتعايش، في فترة حرجة من تاريخ البشرية، تتميز بصعود لافت لقوى التشدّد والإرهاب والشعبوية.

 وفي العام 2017، أعلن إطلاق اسم "مريم أم عيسى" على مسجد يحمل اسمه في منطقة المشرف في أبوظبي، "ترسيخاً لأواصر الإنسانية بين أتباع الديانات".

ودعا الشيخ محمد بن زايد البابا فرنسيس لزيارة بلاده، وقد لبّى الحبر الأعظم الدعوة في شباط (فبراير) 2019 في أول زيارة له إلى شبه الجزيرة العربية، وأقام قدّاساً هناك.

 وكان لسموه دور فاعل في المشاركة بتطوير إمارة أبو ظبي لأكثر من (3) عقود، شهدت تحولاً اقتصادياً واجتماعياً متسارعاً، وعُرف عنه منذ فترة طويلة من تعيينه ولياً للعهد، على أنّه القوة الموجهة وراء المبادرات العديدة التي ساهمت في تدعيم وتعزيز أمن إمارة أبو ظبي وتحفيز نمو وتنويع النشاط الاقتصادي فيها، وإرساء نهضتها التعليمية والثقافية والسياحية، هذا فضلاً عن الطفرة العمرانية التي حققتها الإمارة على مستوى إسكان المواطنين، أو على مستوى المنشآت الخدمية والصحية والترفيهية وغيرها من المجالات، وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.

 نهضة الإمارات وترسيخ مكانها عالمياً

وعلى المستوى الاتحادي، ساهمت الرؤية الثاقبة للشيخ محمد وقيادته الحكيمة في نهضة دولة الإمارات الحديثة وترسيخ مكانتها كوجهة عالمية مثالية في مختلف الأصعدة، وتُعدّ مظلة الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية المستدامة والرفاه الاجتماعي التي رسخها واحدة من أهم وأبرز إنجازات التي تخدم الوطن والمواطن، وتعكس عمله وسعيه وعطاءه الموصول ليلاً ونهاراً من أجل رفعة ومكانة الإمارات وسكانها.

 

محمد بن زايد جعل الإمارات ملتقى لحوار الأديان، ممّا يدعم دورها كقوّة للتوسّط والاعتدال، وترسيخ قيم التسامح والتعايش

 

 وتنعكس الرؤية الخاصة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أنّه جمع بين "الثقافة والعلم"، ويمكن أن نرى ترجمة واضحة لهذه الرؤية المتسعة للثقافة في المحاضرات التي تُعقد في مجلس الشيخ منذ أعوام، حيث يحتل فيها العلم والتطبيقات التكنولوجية موقعاً بارزاً، وبقدر ما نجد فيها حضوراً للقضايا الفكرية نجد حضوراً ملحوظاً لموضوعات في الطب والكيمياء والفيزياء والهندسة الحيوية والطاقة المتجددة وعلوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي، وهذا التصور يُعيد الثقافة إلى معناها الحقيقي الذي يشمل المعرفة في كل المجالات، ولا يقتصر على الإبداع الأدبي والفني على النحو الذي أصبح سائداً الآن.

 ويقف الشيخ محمد زايد آل نهيان وراء التطور الهائل الذي شهده العمل الثقافي في دولة الإمارات وفي إمارة أبو ظبي، والمشروعات الثقافية الكبرى التي جعلت من الدولة وعاصمتها مركز الثقل في العمل الثقافي العربي، وصاحبة التأثير الأكبر فيه، وأصبحت الدولة وعاصمتها المتألقة قبلة المثقفين والمفكرين والمبدعين العرب في كلّ المجالات، يجدون فيها المجال الرحب والأرض الخصبة التي تسمح للأفكار الخلاقة بالنمو والنجاح، ويلقون فيها الاهتمام والاحتفاء والتقدير.

 الإمارات مركز ثقل حقيقي

ولا يخفى على أحد الدور الكبير الذي لعبه محمد بن زايد "في تعزيز تصدي الإمارات والعالم لأزمة "كورونا" وتداعياتها، فقد أسهمت جهوده في أن تكون دولة الإمارات من أوائل الدول التي تنجح في تخطي هذه الجائحة والانتقال إلى مرحلة التعافي التام، وفي الوقت نفسه برزت توجيهات سموه المباشرة في مدّ يد العون وإرسال مختلف صنوف المساعدات المادية والعينية للأشقاء والأصدقاء خلال الجائحة.

ساهمت الرؤية الثاقبة للشيخ محمد وقيادته الحكيمة في نهضة دولة الإمارات الحديثة

 وفي الإطار ذاته، تبرز مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في استئصال مرض شلل الأطفال في دول عدة، ويستفيد من حملة الإمارات لمكافحة شلل الأطفال نحو (400) مليون طفل سنوياً، فيما يُعدّ جهداً عالمياً لحماية الأجيال الجديدة من هذا المرض.

 وأثمرت المبادرة التي أطلقها سموّه في عام 2011 ومؤسسة بيل وميليندا جيتس عن شراكة استراتيجية، حيث قدّمت المبادرة منذ إطلاقها مبالغ قيمتها نحو (310) ملايين دولار أمريكي، خصص منها (167.8) مليون دولار دعماً لجهود استئصال شلل الأطفال في العالم، إضافة إلى مساهمات أخرى لمصلحة التحالف العالمي للقاحات والتحصين.

 وتحوّلت الإمارات بفضل رؤية وحنكة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مركز ثقل حقيقي في صناعة القرارات المصيرية، وإطلاق المبادرات تجاه كافة التحديات التي شهدتها المنطقة والعالم خلال الأعوام الماضية.

 وتحفل مسيرة الشيخ محمد بن زايد بالمواقف التاريخية التي صبّت في مصلحة تعزيز التعاون والتضامن مع الدول العربية الشقيقة، والوقوف إلى جانبها، ولم يتوانَ سموّه عن دعم الاستقرار الإقليمي والتصدي لكلّ التحديات والتهديدات التي تمسّ أمن المنطقة، وفي مقدمتها الإرهاب والفكر المتشدد.  

 وقد أعلنت الإمارات أمس انتخاب المجلس الأعلى للاتحاد بالإجماع الشيخ محمد بن زايد رئيساً للبلاد.

وأفاد بيان صادر عن وزارة شؤون الرئاسة، نقلته وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، بأنّ "المجلس عقد اجتماعاً أمس في قصر المشرف بأبو ظبي برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي".

 

يُنسب إلى محمد بن زايد الفضل في تحويل الجيش الإماراتي إلى واحد من أكثر القوات المسلحة فاعلية في العالم العربي

 

وأضاف: "انتخب المجلس الأعلى للاتحاد بالإجماع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات بموجب المادة (51) من الدستور خلفاً للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان".

ويُعتبر المجلس الأعلى للاتحاد أعلى سلطة دستورية في دولة الإمارات، وكذلك أعلى هيئة تشريعية وتنفيذية، ويتألف من حكام جميع الإمارات الـ (7) المكوّنة للاتحاد.

وأكد أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد "حرصهم البالغ على الوفاء لما أرساه الراحل فقيد الوطن".

وأعرب الشيخ محمد بن زايد عن "تقديره للثقة الغالية التي أولاه إيّاها إخوانه الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكّام الإمارات".

 محمد بن زايد في سطور

 وُلد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في 11 آذار (مارس) عام 1961، وهو الابن الثالث للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقد نهل من مدرسة والده القائد المؤسّس "زايد الخير" وتمرّس منذ حداثة سنّه بشؤون الحكم والقيادة.

هو الابن الثالث للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

 وعند بلوغه الـ18من عمره، أتمّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أعوامه الدراسية بين مدينتي العين وأبو ظبي، حيث تدرج في المراحل الدراسية بمدارس الدولة والمملكة المتحدة.

 ويمتلك الشيخ خلفية عسكرية، وقد تخرّج عام 1979 في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وتلقى تدريبه هناك على سلاح المدرعات والطيران العامودي والطيران التكتيكي والقوات المظلية، ومن ثمّ انضم إلى دورة الضباط التدريبية في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.

 وشغل محمد بن زايد مناصب عدة في القوات المسلحة، من ضابط في الحرس الأميري - قوات النخبة في دولة الإمارات العربية المتحدة - إلى طيار في القوات الجوية، ثم تدرج في عدة مناصب عليا، حتى وصل إلى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

 وشغل محمد بن زايد أيضاً عدداً من المناصب السياسية والتشريعية والاقتصادية للدولة، فقد تولى ولاية عهد إمارة أبو ظبي في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2004، وأصبح رئيساً للمجلس التنفيذي في كانون الأول (ديسمبر) عام 2004، وأصبح نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة في كانون الثاني (يناير) عام 2005، وترأس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المؤسسات التالية: مجلس أبو ظبي للتعليم في أيلول (سبتمبر) عام 2005، وشركة مبادلة للتنمية - العام 2002، ومكتب برنامج التوازن الاقتصادي "الأوفست" لدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1992، ويشغل سموّه أيضاً عضوية المجلس الأعلى للبترول وجهاز أبو ظبي للاستثمار.

مواضيع ذات صلة:

محمد بن زايد... صانع قوة الامارات العسكرية ومكانتها الديبلوماسية

حكام الإمارات: محمد بن زايد رائد مسيرة التطوير

قادة العالم: محمد بن زايد قائد استثنائي لمستقبل مشرق



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية