محمود حسين يناور برسائل لإخوان الداخل والخارج... ما الجديد؟

محمود حسين يناور مجدداً برسائل لإخوان الداخل والخارج... ماذا قال؟

محمود حسين يناور برسائل لإخوان الداخل والخارج... ما الجديد؟


23/03/2023

بعد أيام من إعلان جبهة لندن رسمياً اختيار صلاح عبد الحق قائماً بأعمال مرشد الإخوان، ظهر محمود حسين، قائد جبهة إسطنبول، الذي يسمّي نفسه أيضاً قائماً بأعمال المرشد، منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ظهر في لقاء تلفزيوني الثلاثاء على إحدى المنصات التابعة لتنظيم الإخوان، حاملاً الكثير من الرسائل لإخوان الداخل والخارج، في محاولة لتدعيم موقفه من أزمة الصراع القيادي المحتدم، والتأكيد على عدم قبوله للقرار المعلن مؤخراً، ممّا يؤشر إلى بداية مرحلة جديدة من الصراع بين جبهتي الإخوان، ربما ستكون أكثر ضراوة على حدّ تقدير مراقبين.

الرسالة الأولى التي حاول حسين التأكيد عليها خلال حواره الذي استمر قرابة الساعة، هو تدعيم نفسه في منصب القائم بأعمال المرشد العام للإخوان دون منازع، مستشهداً بلوائح التنظيم التي تعطيه الحق منفرداً في تولي المنصب باعتباره العضو الوحيد خارج السجون من قيادات مكتب الإرشاد، ورغم أنّه تجاهل الحديث عن قرار (لندن) الأخير، إلا أنّه ركز على تهميش دور صلاح عبد الحق بالتلميح حول فقدان بعض قيادات التنظيم للكفاءة والقدرة على إدارة مهام بسيطة داخل الإخوان، وهو الاتهام الذي غالباً ما يوجه لصلاح عبد الحق.

محاولة جديدة لاستمالة الشباب

حاول محمود حسين خلال حديثه بعث رسائل خاصة لإخوان الداخل في مصر، وتحديداً الشباب، وهذه ليست المرة الأولى التي يخاطب فيها حسين الشباب ويعدهم بالتمكين داخل التنظيم، والسبب في ذلك يعود إلى محاولة استمالة الفئة الغاضبة عليه، خاصة من إخوان الداخل المصري، وقد أقر حسين منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي تشكيل عدد من اللجان تتولى إدارتها بشكل كامل قيادات شبابية.

وقال حسين خلال اللقاء: إنّ "العدد الأكبر من شباب الإخوان داخل مصر، والأولوية للكفاءة، ولا يوجد تفرقة بين شاب وشيخ، والقاعدة عندنا إذا تساوى الشيخ مع الشاب في الكفاءة قدّمنا الشباب".

منير أديب: يحاول محمود حسين من خلال الحوار مخاطبة عناصر التنظيم لاستمالتهم إلى جبهته

وأضاف:" الشباب في الخارج تعرضوا لأزمات كثيرة نتيجة الهجرة وقلة فرص العمل وقلة المحاضن التربوية، وهذه أزمات يتشارك فيها الشيوخ مع الشباب في المهجر، ونسعى لحل مشاكل الشباب في المهجر وفقاً للإمكانات المحدودة، ولكنّنا نعطي الأولوية لمعالجة مشاكلهم".

تهميش جبهة لندن واستدعاء شرعية زائفة

خطاب حسين لم يخلُ أيضاً من رسالة مكررة، غرضها تهميش جبهة لندن المنافسة له، والتأكيد على أنّ الصراع محسوم لصالحه استناداً للوائح التنظيم، وأيضاً محاولة الترويج لشرعية زائفة بتصدير صورة حول هياكل التنظيم الوهمية.

ويقول حسين في هذا الصدد: إنّ "جماعة الإخوان المسلمين تديرها مؤسسات؛ بدءاً من مجلس الشورى العام الذي هو أعلى سلطة بالجماعة، بالإضافة إلى المؤسسات التنفيذية، ومجلس الشورى العام يمارس مهامه وهو مجلس منتخب يمثل كل محافظات مصر، وينتخب مكتب الإرشاد من بين أعضائه".

حاول حسين خلال حديثه بعث رسائل خاصة لإخوان الداخل في مصر، وتحديداً الشباب، وهذه ليست المرة الأولى التي يخاطب فيها حسين الشباب ويعدهم بالتمكين داخل التنظيم، والسبب في ذلك يعود إلى محاولة استمالة الفئة الغاضبة عليه، خاصة من إخوان الداخل 

ويضيف: "اللوائح تضع آليات لتعويض أيّ نقص في أعضاء الشورى، وقد انعقد المجلس عشرات المرات منذ الانقلاب والجميع يعلم هذا، الأزمة الأخيرة في الجماعة لم تحدث نتيجة قصور في اللوائح، ولكنّها حدثت بسبب عدم التزام البعض بهذه اللوائح والقواعد.

تبرّؤ من العنف ومهادنة مع السلطات المصرية

لقاء حسين حمل رسالة أخرى تتعلق بمحاولة التبرّؤ من العنف الذي مارسه التنظيم منذ عام 2013، وهي محاولة مستمرة لتبييض وجه الجماعة المتهمة بالعنف خلال الفترة الماضية.

ويقول حسين: "جماعة الإخوان المسلمين لم تنجرف للعنف، وتصرفات أفراد خرجوا عن منهج الجماعة لا تحسب عليها"، كما زعم حسين أنّ "جماعة الإخوان لم تدخل في صراع مع الجيش، ولكنّها فقط سعت لتحقيق إرادة الشعب في إقرار حقه في الحرية والعدالة والعيش واختيار من يحكمه"، على حدّ زعمه.

ما الهدف من هذه الرسائل؟

تعليقاً على اللقاء يقول الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب منير أديب لـ "حفريات": إنّ الحوار الذي أجري مع محمود حسين قبل أيام تم بناءً على رغبته، من أجل صياغة بعض الرسائل للردّ على قرار اختيار صلاح عبد الحق قائماً بأعمال مرشد الإخوان من جانب جبهة لندن.

ويرى أديب أنّ الهدف الرئيسي من الحوار هو قطع الطريق على قرار جبهة إبراهيم منير باختيار صلاح عبد الحق قائماً بأعمال المرشد، وأيضاً يحاول محمود حسين من خلال الحوار مخاطبة عناصر التنظيم لاستمالتهم إلى جبهته، في وقت تحتدم فيه الصراعات داخل تنظيم الإخوان التي وصلت إلى ذروتها.

وبحسب أديب، تحدث حسين في قضايا جميعها لم يكن صادقاً فيها، وليست في توقيتها، لكنّ الهدف الرئيسي هو محاولة قطع الطريق أمام جبهة لندن لفرض اختيارها على التنظيم، وهنا يمكن القول إنّ حسين قد حاول المتاجرة بأزمات الإخوان بهدف حسم الصراع لصالحه.

ويشير أديب إلى أنّ الرسائل التي جاءت في لقاء حسين تعكس في مجملها حالة الانهيار التنظيمي التي وصلت إليها الجماعة، ومدى الهشاشة التي تعانيها كافة الهياكل داخل الجماعة، ويؤشر أيضاً إلى مزيد من الانقسام والتشرذم داخل الإخوان خلال الفترة المقبلة، على خلفية تأزم الصراع بين الجبهتين المتناحرتين.

شعارات مزيفة

يصف منير جملة الرسائل التي جاءت في حوار حسين بأنّها شعارات مزيفة، أراد حسين من خلالها أن يطمئن نفسه بأنّه ما زال على رأس التنظيم، بعد الإعلان رسمياً عن منافسه صلاح عبد الحق، كما حاول التأكيد أنّ إخوان مصر ما زالوا يؤيدونه.

خطاب حسين لم يخلُ من رسالة مكررة، غرضها تهميش جبهة لندن المنافسة له، والتأكيد على أنّ الصراع محسوم لصالحه استناداً للوائح التنظيم، وأيضاً محاولة الترويج لشرعية زائفة، بتصدير صورة حول هياكل التنظيم الوهمية

ويرى أديب أنّ الإخوان قد تفرغوا من العمل التنظيمي وخطط عمل الجماعة السياسية، إلى حالة الصراع المحتدم داخل الجماعة، ومحاولة كل طرف حسمه لصالحه، وربما يؤشر هذا التطور إلى تفريغ الجماعة من كافة شعاراتها السابقة وبرامجها إلى الخلافات، وهذا يُعدّ دليلاً جديداً على تطرف التنظيم وعدم امتلاكه أيّ مشروع حقيقي، كما زعمت الجماعة على مدار أعوام طويلة.

مواضيع ذات صلة:

كيف أثرت أزمات رأس المال المُعولم في اقتصاد جماعة الإخوان؟

كيف يقرأ الإخوان التقارب المصري التركي؟

رسمياً.. "الإخوان" تعلن صلاح عبد الحق قائماً بأعمال المرشد



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية