مزاعم الهجوم الانتحاري على زعيم الإخوان في باكستان

مزاعم الهجوم الانتحاري على زعيم الإخوان في باكستان

مزاعم الهجوم الانتحاري على زعيم الإخوان في باكستان


24/05/2023

في باكستان تواصل الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان، مساعيها الرامية للوصول إلى السلطة بأيّ شكل، عبر الضغط من أجل إقامة الانتخابات التشريعية في أقرب وقت، وتوجيه الاتهامات المرسلة للأحزاب ومؤسسات الدولة.

في هذا السياق، حذّر أمير الجماعة الإسلامية، سراج الحق، من تطبيق قانون الطوارئ أو إعلان الأحكام العرفية في البلاد، لافتاً إلى أنّ ذلك ليس حلاً للمشاكل، بل سوف يزيد من تعقيد الأزمة السياسية.

وعبّر سراج الحق عن مخاوفه أثناء حديثه إلى ممثلي وسائل الإعلام في لاهور، وقال إنّه لم يكن هناك من قبل حاجة للحوار، بقدر ما هي عليه اليوم لإخراج البلاد من النفق المظلم، زاعماً أنّ الانتخابات هي الحل الوحيد، عبر إعطاء الشعب سلطة اتخاذ القرار.

وتجدر الإشارة إلى أنّه في اجتماع مجلس الوزراء الأخير برئاسة شهباز شريف، تم تقديم مقترح لإعلان حالة الطوارئ في البلاد، كما جرت المشاورات حول الإجراءات الضرورية؛ في ضوء الوضع السياسي والاقتصادي الحرج الذي تمر به باكستان.

مجلس الوزراء الاتحادي أعلن كذلك دعم الجيش الباكستاني، وتضامنه مع قوات إنفاذ القانون، وأشاد بالشرطة، مؤكداً عدم تقديم تنازلات لمن يرتكبون الإرهاب المنظم ضد الدولة والدستور والقانون والكرامة الوطنية.

سراج الحق، أمير الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان في باكستان

وبحسب صحيفة (Ary News) المحلية، قال زعيم الإخوان: إنّ إسلام أباد أصبحت مهد المؤامرات السياسية التي تحاك في الداخل والخارج، مضيفاً: "إذا لم يتوقف الصراع السياسي، فسوف ينتقل ذلك إلى الشارع، وعلى الأحزاب السياسية أن تظهر نضجها".

الجماعة الإسلامية حاولت أن تغازل الشارع لحسم صراعها مع الأحزاب، وقالت إنّ الضحايا المباشرين للوضع الحالي، هم ملايين الفقراء في جميع أنحاء البلاد، واتهمت الحكومة باللامبالاة، وعدم التركيز على إصلاح النظام السياسي والاقتصادي، وأنّها لا تفعل شيئاً سوى عقد الاجتماعات.

حذّر أمير الجماعة الإسلامية سراج الحق من تطبيق قانون الطوارئ أو إعلان الأحكام العرفية في البلاد، لافتاً إلى أنّ ذلك ليس حلاً للمشاكل، بل سوف يزيد من تعقيد الأزمة السياسية

من ناحية أخرى، اتهم محامي حزب حركة الإنصاف شعيب شاهين، في بيان رسمي، حزب الحركة الشعبية الديمقراطية بالعمل على تأجيل الانتخابات، وقال: إنّ الحكومة تبحث عن أعذار لفرض حالة الطوارئ في البلاد، وتجنب الانتخابات باستخدام ذريعة فرض القانون.

توظيف الدين لصالح الأجندة الإخوانية

كعادتها، مارست الجماعة الإسلامية الباكستانية دعاية دينية واسعة، بالتوازي مع توجيه الاتهامات للأحزاب السياسية، وقال زعيم الجماعة سراج الحق: إنّ السياسة في البلاد تتم على أساس الأكاذيب والدعاية. وقال: إنّ المخلصين يريدون أن يسلكوا طريق الجماعة الإسلامية، والحل لكل مشاكل الناس يكمن في تطبيق النظام الإسلامي، وأضاف: "نريد النظام القرآني في الاقتصاد".

وقال سراج الحق: إنّ دولة مثل باكستان تمتلك مقومات زراعية هائلة، ولديها قدرات نووية، لا ينبغي أن تكون في مثل هذه الحالة الاقتصادية المزرية، حيث يركض الناس خلف شاحنات الدقيق. قبل أن يتهم القوى السياسية والأحزاب بالتكتل ضدّ المحكمة العليا لعدم عقد الانتخابات، زاعماً أنّ كلّ الأحزاب السياسية التي حكمت أو شاركت في الحكم اتبعت سياسات لتدمير باكستان، وابتعدت عن الإسلام، فجلبت الفقر للبلاد. مضيفاً: "الأحزاب السياسية الحاكمة الحالية والسابقة لا تستطيع تحسين الوضع الاقتصادي، وقد جعلت الحركة الديمقراطية الشعبية وحزب الشعب الباكستاني وحزب العمال الباكستاني من باكستان نموذجاً للفشل في العالم بأسره".

اتهم محامي حزب حركة الإنصاف شعيب شاهين، في بيان رسمي، حزب الحركة الشعبية الديمقراطية بالعمل على تأجيل الانتخابات

وقال زعيم الجماعة الإسلامية في بيانه الصادر من لاهور: إنّه لا يوجد قطاع واحد في البلاد أدخلت فيه الأحزاب الحاكمة تحسينات أو إصلاحات. زاعماً أنّ مفهوم سيادة القانون انتهى في البلاد، وأنّه يجب على الناس استخدام قوة التصويت، من أجل تحقيق العدل. وقال سراج الحق: إنّ "سياسة الحرق العمد، والتطويق، واحتجاز المؤسسات كرهينة؛ كلها تؤدي في النهاية إلى تدمير باكستان".

هجوم انتحاري غامض

سعت الجماعة الإسلامية إلى حشد وتجييش الشارع الباكستاني خلف مشروعها السياسي، من خلال تسيير مظاهرات حاشدة، واعتصامات شبه دائمة على الرغم من الوضع الاقتصادي الحرج الذي تمر به البلاد، ولم يتوانَ قادة الإخوان عن حشد العاطلين عن العمل، والزج بهم في المواجهة مع الحكومة السابقة والحالية، وممارسة الضغط على الدولة من أجل عقد الانتخابات بأسرع وقت ممكن.

وبالتزامن مع ذلك، قال الأمين العام للجماعة الإسلامية أمير العظيم: إنّ أمير الجماعة الإسلامية سراج الحق تعرّض لمحاولة اغتيال عبر هجوم انتحاري، معرباً عن امتنانه لله الذي أحبط نوايا الأعداء، كما أكد أمير الجماعة الإسلامية المركزية في البنجاب محمد جاويد قصوري، وأمير الجماعة الإسلامية في لاهور ضياء الدين أنصاري، أنّ سراج الحق لم يُصب بأذى أثناء الهجوم الذي حدث في بلوشستان. وحتى الآن لم يصدر تقرير الطب الشرعي حول الهجوم الانتحاري الذي استهدف سراج الحق في 21 أيّار (مايو) الجاري، بحسب مزاعم الجماعة الإسلامية، في حين تمّ العثور على جثة المهاجم.

الجماعة الإسلامية أمهلت الحكومة (24) ساعة للكشف عن منفذ الهجوم، وقالت إنّه سيتم الإعلان عن خطة العمل التالية عند وصول سراج الحق إلى لاهور.

أمير العظيم قاد تظاهرة احتجاجية نظمتها الجماعة في لاهور، وقال: "أولئك الذين هاجموا سراج الحق سيُقدّمون إلى العدالة". وأكدت الجماعة أنّ أميرها خط أحمر لا يمكن المساس به أو الاقتراب منه؛ وأنّه "كان وسيظل متوافقاً مع المبادئ الإسلامية للدولة". وأضافت: "الهجوم القاتل على أمير الجماعة وسط باكستان، كان مؤامرة شائنة لقوى معادية للإسلام، أحبطتها نعمة الله ورحمته".

مواضيع ذات صلة:

توحش "طالبان باكستان"... ما التداعيات الإقليمية والدولية المحتملة؟

الإخوان المسلمون واستراتيجية توظيف قضايا العمال في باكستان

أمير الإخوان هدّد بفتحه.. ما هو صندوق باندورا الذي ربما يشعل باكستان؟


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية