معلومات لا تعرفها عن أول انتحارية تونسية

معلومات لا تعرفها عن أول انتحارية تونسية


31/10/2018

أكّدت والدة الانتحارية التونسية، التي قضت في عملية تفجير، أول من أمس، في وسط العاصمة التونسية؛ أنّ ابنتها كانت فريسة الإرهاب، الذي أعدّها لتكون أول انتحارية في البلاد، وأنّه لم يظهر عليها خلال الفترة الماضية أيّة علامة تطرف.

وبدت علامات الصدمة على ملامح والدة الانتحارية، منا قبلة، حيث لا تكاد تصدق أنّ ابنتها (30 عاماً) انتحرت، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.

وكانت الانتحارية تعيش مع أسرتها في قرية زردة في منطقة ريفية مهمشة بولاية المهدية (الساحل الشرقي).

وعدّت الأم أنّ ابنتها البكر قامت من خلال التفجير في الشارع الرئيس بالعاصمة "بتدمير كامل أسرتها وخصوصاً شقيقتها وشقيقيها".

الانتحارية منا قبلة كانت في الثلاثين من عمرها وتحمل شهادة جامعية في اللغة الإنكليزية وكانت عاطلة عن العمل

ولا يفهم الوالدان الأميّان كيف تمّ تجنيد ابنتيهما لارتكاب الاعتداء، والتي كانت تمضي الكثير من الوقت على حاسوبها، ولا تغادر المنزل المتواضع إلا قليلاً.

وقالت الأم بحسرة: "لقد أوقعوا (الإرهابيون) بها؛ لأنها ساذجة وهشّة، رغم أننا عملنا كلّ شيء لتنهي دراستها، وكانت مدللة".

وأضافت الأم "حتى أنني بعت أرضاً فيها شجر زيتون كي أشتري لها كما طلبت حاسوباً قبل أربعة أعوام".

وبحسب الأم؛ فقد كانت تخصص وقتها "لإعداد دكتوراه، ولذا، كانت تنعزل كثيراً في غرفتها، للتركيز على دراستها، أو إرسال طلبات عمل"، وقال الوالدان: إنّ لا شيء كان يوحي بأنها تتطرف.

وتابعا "لم يكن هناك أيّ تغيير في طبعها، لا شيء كان يشير إلى أنّها اعتنقت أفكاراً متطرفة."

وأردفت الأم "حتى حجابها كانت ترتديه منذ نيلها البكالوريا، وكانت تصلي مثل الجميع دون تقوى مميزة."

والانتحارية العزباء كانت حصلت على إجازة في اللغة الانكليزية منذ ثلاثة أعوام، لكنّها لم تعثر على عمل. وكانت تعيش مع أسرتها وتهتم أحياناً بالأغنام.

وفي يوم الجمعة الماضي؛ كانت منا قد أبلغت أمها وخالتها، التي تعيش في المنزل أيضاً، أنها تنوي التوجه السبت لقضاء بضعة أيام في سوسة للبحث عن عمل.

وعند مغادرتها المنزل، صباح السبت الباكر، نحو الساعة السابعة، عرض عليها خالها إيصالها حتى موقف الحافلة، لكنّها رفضت قائلة إنها تنوي التوجه إلى طبيب في بلدة سيدي علوان التي تبعد سبعة كيلومترات عن قرية زردة، بحسب ما أكّد الخال، حبيب السعفي.

أسرة الانتحارية علمت بمقتل ابنتها الانتحارية من الشرطة التي أوقفت شقيقيها لاستجوابهما.

وقضت الانتحارية، الإثنين، عند تفجير شاحنة تحملها، وأصابت بجروح 20 شخصاً، بينهم 15 شرطياً، وأكدت السلطات أنّ أحداً لم يصب بجروح خطرة.

وأكّد الوالد محمد، الذي تعرض لجلطة دماغية ألزمته الفراش منذ شهرين؛ أنّ ابنته "لا يمكن أبداً أن تؤذي أحداً، وقد تم بالتأكيد التلاعب بعقلها".

واتهم والد الانتحارية قادة البلاد بالمسؤولية بسبب "المحاباة وتهميشهم للشباب" عن "المصير الحزين" لابنته، التي قال إنها "مثالية، ووردة الأسرة، وألطف أفرادها".

ويعاني ثلث الشبان من خريجي الجامعات في تونس من البطالة، ويعدّ الحصول على فرصة عمل صعباً جداً، خصوصاً لشبان المناطق الأقلّ نموّاً والريفية، وذلك بعد ثمانية أعوام من الثورة.

وقالت سعيدة، خالة الانتحارية، بصوت متهدج: "إذا كانت عاشت لتحصل على هذه النهاية، فإنّني أفضل ألا تكون ولدت أبداً، لقد رحلت، لكن الآن نحن فقط من سيدفع الثمن، ومن سيستمر في العيش في الألم".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية