مفيد فوزي.. رائد صحافة التلفزة وحوارات إثارة الجدل

بعد أعوام طويلة قضاها في مجال الإعلام صنع خلالها مسيرة أهم محاور في الشاشات المصرية، غيّب الموت الإعلامي والصحافي المصري الكبير مفيد فوزي عن عمر يناهز (89) عاماً، بعد صراع طويل مع المرض.

خبر وفاة فوزي أعلنه عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري، وكتب على "تويتر": "وفاة الكاتب الصحافي الكبير مفيد فوزي بعد رحلة معاناة مع المرض، حيث أمضى ما يقارب الشهر تقريباً بأحد المستشفيات الخاصة، رحم الله الفقيد الغالي، وألهم أسرته الصبر والسلوان".

وقالت الصحفية حنان مفيد فوزي، عبر صفحتها بـ "فيسبوك": إنّ والدها توفي، وستكون صلاة الجنازة عليه ظهراً في إحدى كنائس القاهرة، والعزاء الإثنين في إحدى قاعاتها.

صراع مع المرض

ونقلت تقارير صحفية أنّ صحة الإعلامي الشهير في مصر والوطن العربي قد تدهورت مؤخراً، ونقل إلى المستشفى، حيث خضع لعملية جراحية تضمنت تركيب قسطرة ودعامة في القنوات المرارية، غير أنّ حالته تدهورت أكثر، وعانى من آلام قاسية.

وحول تفاصيل المرض، تقول أوساط طبية: إنّه عندما يتم انسداد إحدى القنوات التي تنقل الصفراء من الكبد إلى الأمعاء عبر المرارة، فإذا تُرك هذا الانسداد دون علاج يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة بما في ذلك العدوى الشديدة.

وقد مرّ فوزي بأزمة نفسية كبيرة في الفترة الماضية بعد وفاة اثنين من أقرب أصدقائه، وهما الفنان سمير صبري، والكاتب الصحافي صلاح منتصر.

قام فوزي بالعديد من التحقيقات المتنوعة والحوارات الناجحة مع أهم الشخصيات السياسية والأدبية والفنية على مستوى العالم

يُذكر أنّ الراحل مفيد فوزي من مواليد 19 حزيران (يونيو) عام 1933، بمحافظة بني سويف، وتخرج في كلية الآداب - جامعة القاهرة قسم اللغة الإنجليزية عام 1959، وتزوج من الإذاعية الراحلة آمال العمدة مطلع أيار (مايو) عام 1968، وقد توفيت في 11 آذار  (مارس) 2001.

مسيرة إعلامية

ويُعدّ فوزي أول من قدّم فكرة "تلفزة الصحافة" أو "تصحيف التلفزيون"، الذي سار على دربه فيما بعد الكثير من برامج الصحافة التلفزيونية على شاشة التلفزيون المصري.

وخلال مسيرته الصحافية والإعلامية أثرى فوزي عالم الصحافة والتلفزيون بتحقيقاته المتنوعة، وحواراته الناجحة مع أهم الشخصيات السياسية والأدبية والفنية على مستوى العالم العربي خلال مسيرته المهنية.

وعمل في مجلة الإذاعة، و"أخبار اليوم"، و"روز اليوسف"، و"المصري اليوم"، و"العالم اليوم"، وتولى منصب رئيس تحرير مجلة "صباح الخير" لمدة (8) أعوام على التوالي، وله العديد من  المؤلفات؛ منها "كندا حلم المهاجرين"، و"جواز سفر إنسان"، و"رومانسيات في زمن الجفاف".

حوارات مع أهم الشخصيات

وقام بالعديد من التحقيقات المتنوعة والحوارات الناجحة مع أهم الشخصيات السياسية والأدبية والفنية على مستوى العالم، وكان من أهمها حوار صحفي مع الفنان محمود المليجي، الذي نشر في مجلة "الإذاعة"، وكان أول حوار إذاعي له مع المخرج كمال الشيخ.

وأجرى فوزي أول حوار تلفزيوني له أمام الشاشة مع الأديب نجيب محفوظ في برنامج "عصر من الفن".

يُعدّ فوزي أول من قدّم فكرة "تلفزة الصحافة" أو "تصحيف التلفزيون"، الذي سار على دربه فيما بعد الكثير من برامج الصحافة التلفزيونية على شاشة التلفزيون المصري

وشارك في فيلمين سينمائيين "حديث المدينة" من إنتاج ماجدة الصباحي، و"معالي الوزير" مع الفنان أحمد زكي، وظهر فيهما بشخصيته الحقيقة كصحفي ومحاور واسمه الحقيقي.

واقترن اسم الكاتب مفيد فوزي ببرنامج "حديث المدينة"، الذي قام بترشيحه وزير الإعلام، صفوت الشريف لتقديم هذا البرنامج، وبدأ العمل به في 13 آذار (مارس) عام 1998، وقد قام بعمل هذا البرنامج لمواكبة فكرة برنامج "Talk of the town" الناجح في لندن،  ويُعدّ برنامج "حديث المدينة" من أوائل البرامج التي خرجت فيها الكاميرات التلفزيونية إلى الشارع المصري.

هذا، وقدّم مفيد فوزي العديد من الحلقات التلفزيونية المنفصلة مع العديد من الأدباء والسياسيين والفنانين، منهم: إحسان عبد القدوس، يوسف إدريس، يحيى حقي، نجيب محفوظ، أحمد زويل، فاروق الباز، مصطفى أمين، مفيدة عبد الرحمن "أول محامية في مصر"، محمد البرادعي.

سياسياً، حاور الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك (4) مرات، وقام بمحاورة جميع وزراء الداخلية، ومنهم: حسن أبو باشا، وأحمد رشدي، وزكي بدر حسن الألفي، وحبيب العادلي.

وقام بمحاورة العديد من رؤساء الوزراء في مصر، ومنهم: عاطف عبيد، وكمال حسن علي، وعلي لطفي.

تفجير أسرار فنية

فوزي تميز بتصريحاته المثيرة للجدل، وتفجيره لأسرار فنية لعدد من الفنانين من أبرزها  حقيقة كشف مقتل السندريلا سعاد حسني، وزواجها من العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.

تميز الراحل مفيد فوزي بتصريحاته المثيرة للجدل وتفجيره لأسرار فنية لعدد من الفنانين

الإعلامي الراحل مفيد فوزي أكد أنّه ليس هنالك جريمة قتل عمد في وفاة الفنانة الراحلة سعاد حسني في لندن، وقال خلال تصريحات تلفزيونية سابقة: "إنّ أعظم هيئة بوليس في العالم نفت أنّ سعاد حسني قتلت، وبالتالي نحن مع الذين يوثقون الأمور بالكامل".

‎وقال: "الفنان الراحل عبد الحليم حافظ لم يعتبر أنّ زواجه من سعاد حسني سراً، وعندما سُئلت السندريلا في حديث تلفزيوني عن علاقتها بالعندليب كان جوابها رعاية مطلقة، وهذا معناه أنّها تزوجته".