ملاعب الرياضة في السعودية تعيد "دعاة الصحوة" إلى الواجهة.. ما القصة؟

ملاعب الرياضة في السعودية تعيد "دعاة الصحوة" إلى الواجهة.. ما القصة؟

ملاعب الرياضة في السعودية تعيد "دعاة الصحوة" إلى الواجهة.. ما القصة؟


14/09/2022

أثار قرار وزارة الرياضة في المملكة العربية السعودية بشأن توحيد مدرجات الدوري السعودي 2022، وفتحها لجميع المشجعين دون إقامة فواصل بين الرجال والسيدات وكذلك العائلات، أثار الكثير من ردود الفعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واستغله نشطاء معارضون في الهجوم على النظام محاولين إثارة البلبلة.

 وتصدرت هاشتاغات متعلقة بالموضوع "الترند" السعودي؛ بعضها مع القرار من باب إنهاء سطوة المتشددين على حياة الشعب السعودي، وبعضها الآخر ضد القرار من باب أنّه اختلاط لا تقبله الجماهير في المملكة.

 وشنّ العديد من النشطاء ومشجعو كرة القدم الحملة، وطالبوا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بوقف قرار وزير الرياضة عبد العزيز بن تركي الفيصل بالخصوص، ودعوا إلى مقاطعة الدوري كوسيلة للضغط على المسؤولين للتراجع، بحجة الحفاظ على العائلات من ردود الأفعال التي تصدر من قبل الأفراد المتعصبين للكرة أثناء المباريات، وخاصة أنّ بعضها يكون غير لائق، وفق ما نقل موقع "الخليج أون لاين".

 وتتوالى قرارات وزارة الرياضة بالمملكة العربية السعودية منذ عدة أعوام، ففي أواخر عام 2017 تم السماح بدخول السيدات إلى ملاعب كرة القدم، وبعدها بأشهر قليلة وبالتحديد بداية عام 2018 تم السماح بدخول العائلات إلى الملاعب، وخصص لهم أماكن منفصلة في المدرجات.

 من جهته، قال الإعلامي والكاتب الرياضي حمزة السيد عبر "تويتر": إنّه قرار خاطئ جملة وتفصيلاً، العوائل يحضرون لتغيير الجو والأجواء، بالتالي من المفترض أن تخصص لهم جهات خاصة بهم فقط، وسعة الملعب المتبقية للأفراد، لا بدّ من إعادة النظر في مثل هذه القرارات العشوائية غير المنطقية نهائياً.

قرار السعودية بشأن توحيد مدرجات  الدوري السعودي 2022 وفتحها لجميع المشجعين دون إقامة فواصل يثير جدلاً واسعاً

 

 بدورها، قالت الناشطة جاكلين القحطاني: "تكفون توصلوا رسالتي لصاحب القرار، إذا أنت تفكر أنّ بناتنا راضيات على قرارك!؟ أقول لك تخسأ وتعقب، السعوديات أشرف من أفكارك ومشاريعك، ويرفضن الجلوس بجوار أحد غريب، نحن الحسّاسات الغاضبات المستاءات ضد قرار توحيد المدرجات، ومن بكرة مقاطعات حضور المبارات، "مطلبنا إلغاء القرار". 

 بالمقابل، رفض المحامي عبد الرحمن اللاحم الدعوات بالتراجع عن القرار، مغرداً عبر تويتر: "عبيد الكرة الأغبياء هم مطية الجماعات المتطرفة في نشر التطرف والتشغيب على قرارات الدولة"، عبيد الكرة خطر داهم على المجتمع.

 الكثيرات من الناشطات السعوديات سلّطن الضوء على الازدواجية التي يتبعها الكثير من مشجعي كرة القدم، لافتات إلى أنّ "تشجيعهم إلى جانب الإسبانيات والأرجنتينيات شيء طبيعي، أمّا عندما يتعلق الأمر بالسعودية، فإنّ القيامة تقوم، ويعتبره هؤلاء مؤشراً على قرب قدوم المسيح الدجال".

هاشتاغات متعلقة بالموضوع تتصدر الترند السعودي؛ بعضها مع القرار من باب إنهاء سطوة المتشددين، وبعضها ضد القرار من باب أنّه اختلاط

 

يُذكر أنّ السعودية تحاول تدريجياً التخلص من إرث "فترة الصحوة"، وهي العقود الـ (4) الماضية، عندما ساد فكر ديني متطرّف، حرسته شخصيات دينية متزمّتة لها سطوة اجتماعية وسياسية لافتة، فرضت أسلوب لباس وحياة على السعوديين بصفة عامة، وعلى السعوديات بصفة خاصة.

 وتولي رؤية 2030، التي وضعها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للعبور إلى مرحلة ما بعد النفط، مشاركة المرأة في المجتمع والاقتصاد أهمية خاصة. لكن ما يجري على أرض الواقع يثير الكثير من التساؤلات عمّن يدير حملات ضارية ضد تمكين النساء، وضد الإصلاحات في السعودية التي ترتبط أيضاً بصالات السينما والمسارح والحفلات الموسيقية، التي شهدت إقبالاً كبيراً جداً من قبل الشعب السعودي خلال العامين الماضيين.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية