"منتدى أبو ظبي للسلم"... إجراء إماراتي بارز لمواجهة الحروب بعالمية السلام

"منتدى أبو ظبي للسلم"... إجراء إماراتي بارز لمواجهة الحروب بعالمية السلام

"منتدى أبو ظبي للسلم"... إجراء إماراتي بارز لمواجهة الحروب بعالمية السلام


08/11/2022

تحت عنوان "عولمة الحرب وعالمية السلام... المقتضيات والشراكات"، انطلق اليوم الثلاثاء الملتقى الـ (9)  لمنتدى أبو ظبي للسلم، بحضور (500) شخصية، ومشاركين من أنحاء العالم، و(60) دولة، فضلاً عن (30) منظمة دولية رائدة في مجال تعزيز السلم وصناعة السلام، يحضرون معرض صناع السلام على هامش الملتقى، على أن يتواصل على امتداد (3) أيام، يناقش خلالها قادة دينيون ووزراء ومسؤولون طرق تعزيز السلام في العالم، وكيفية مواجهة الحروب التي تفني البشرية.

 الملتقى، الذي انطلق تحت رعاية عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات، وبرئاسة عبد الله بن بيه رئيس "مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي"، رئيس منتدى أبو ظبي للسلم، سيناقش عدة محاور، من بينها: التحديات الحيوية للسلم العالمي في ظل أزمة النظام الدولي، ودور الشباب والمرأة في تحقيق السلم العالمي، وعالمية السلام في مواجهة عولمة الحرب، ودور القيادات الدينية في تحقيق السلم العالمي.

تجربة الإمارات في نشر السلام

هذه الدورة تنطلق مستلهمة رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات في نشر السلام على نطاق العالم أجمع، والتي كشف عنها في الكلمة التي وجهها في 13 تموز (يوليو) الماضي خلال أول خطاب شامل يتناول فيه رؤيته لسياسة دولة الإمارات الداخلية والخارجية منذ تولّيه مقاليد الحكم.

 وفي كلمته، أكد بن زايد أنّ "سياسة دولة الإمارات ستظل داعمة للسلام والاستقرار في منطقتنا والعالم... وعوناً للشقيق والصديق... وداعية إلى الحكمة والتعاون من أجل خير البشرية وتقدمها".

شعار المنتدى

 وقال وزير التسامح والتعايش في دولة الإمارات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: إنّ الملتقى فرصة للقيادات الدينية والمجتمعية والعالمية لتحقيق السلام في العالم، مضيفاً أنّ المنتدى سيمكن القيادات المجتمعية والعالمية من السبل الملائمة التي تكفل قيام العلاقات بين الأفراد والشعوب والاحترام المتبادل من أجل تحقيق السلام.

 وأشار إلى أنّ العولمة في عنوان الملتقى تذكّرنا بالتحديات التي يواجهها العالم حالياً، والتي تستدعي المواجهة، وأكد على أنّ تجربة الإمارات أكدت أنّ الأخوة الإنسانية والسلام هي السبيل الصحيح للتعاون، موضحاً أنّ بلاده ترى أنّ التسامح جزء من القوة الناعمة لديها.

 الوزير الإماراتي أضاف: "نحرص كل الحرص على تنمية الحوار المتواصل مع أتباع الأديان والمعتقدات طريقاً لنشر الخير والمحبة في العالم كله"، منوهاً إلى أنّه يقع على عاتق هذا المنتدى تنمية العلاقات الإيجابية بين الأديان والمعتقدات فيما بينها.

المنتدى سيناقش التحديات الحيوية للسلم العالمي، ودور الشباب والمرأة في تحقيق السلم العالمي، وعالمية السلام في مواجهة عولمة الحرب

 

 وقد حمّل المشاركين في الملتقى مسؤولية أن يكونوا قنوات غير رسمية لرعاية العلاقات بين المجتمعات والشعوب على كل المستويات، معبّراً عن أمله في أن تشمل مناقشات القيادات الدينية والمجتمعية عدداً من الأمور الأساسية المحددة لمعايير التعاون المطلوب لتحقيق السلام.

 ومنذ نسخته الأولى في عام 2014 أخذ منتدى تعزيز السلم، الذي أصبح منذ ملتقى العام الماضي "منتدى أبو ظبي للسلم"، على عاتقه غرس قيم السلم والتسامح، عبر تأصيل وتوصيل المفاهيم الصحية للسلم من خلال نشرها في المجتمعات الإنسانية ودحض ما يخالفها من دعاوى التطرف والكراهية.

 العالم بحاجة لرؤية السلم واقعاً ملموساً

بدوره، أكد محمد بن عبد الكريم العيسى، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، في كلمته بالملتقى، على أهمية السلم والسلام، معتبراً أنّ "السنّة المطهرة جاءت بالثناء على السلام"، وأنّ "السلم والسلام هما من أكثر الكلمات حضوراً في حياة المسلم يومياً".

هذه الدورة تنطلق مستلهمة رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات في نشر السلام على نطاق العالم أجمع

 الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي شدد على "حاجة العالم لأن يرى السلم واقعاً وفعلاً ملموساً"، ولفت إلى أنّ صناع السلام لا يكتفون بالشعارات والكلام، وإنّما يعملون كأدوات فاعلة من أجل تحقيق السلام.

 المنتدى يسير وفق رؤية الإمارات لـ "السلام والازدهار"

العلامة عبد الله بن بيه، رئيس مجلس الإفتاء الشرعي بدولة الإمارات، رئيس منتدى أبو ظبي للسلم، أكد أنّ الملتقى التاسع الذي بدأ اليوم الثلاثاء يسير وفق رؤية قيادته التي قررت أن يكون شعار هذه المرحلة: "السلام والتعافي والازدهار".

 وأوضح أنّ ملتقى هذا العام يأتي في خضم وضع دولي مضطرب يزيد من مستوى التحديات التي تواجه البشرية، فمن تحديات الأزمة الصحية، إلى تحديات الاقتصاد والتضخم الذي تشهده الأسواق العالمية، إلى تحدي الأمن والحروب المشتعلة في مناطق من العالم.

 وأضاف أنّ الملتقى التاسع للمنتدى يتطلع باهتمام إلى ما سيقدمه المشاركون من أفكار لتقديم حلول وتصورات وخطط عملية قابلة للتطبيق خلال فعاليات الملتقى.

محمد بن زايد: سياسة دولة الإمارات ستظل داعمة للسلام والاستقرار في منطقتنا والعالم، وداعية إلى الحكمة والتعاون من أجل خير البشرية وتقدمها

 

رئيس المنتدى تحدث أيضاً عن شعار ملتقى هذا العام، الذي هو: "عولمة الحرب وعالمية السلام: المقتضيات والشراكات"، موضحاً أنّ "عولمة الحرب" إشارة إلى  ما هو مشاهد من انتشار حروب مستعرة في بقاع شتى من العالم.

 وتابع قائلاً: إنّ "الحروب الدائرة حالياً في أجزاء من العالم بينت أنّ شياطين الحروب ما تزال كامنة في النفوس؛ ولذا فإنّ من مسؤولية القيادات الدينية ورجال السياسة معالجة هذه الأفكار في النفوس والأذهان قبل أن تخرج إلى العيان".

 وأشار إلى أنّ "الأزمات الراهنة والتوترات الحاصلة أوضحت أنّ السلم كلٌّ لا يتجزأ، وأنّ أيّ إخلال به ستنعكس آثاره على البشرية في كل مكان، فالحروب في هذا الزمان لا تقف آثارها عند الحدود الجغرافية لميدان المعركة، بل تتعداها إلى باقي أصقاع العالم".

رئيس المنتدى، عبدالله بن بيه: علاج الحرب الإيقاف الفوري للاقتتال، والدواء إقامة المصالحات

 وشدد على أنّ علاج الحرب هو الإيقاف الفوري للاقتتال، والدواء إقامة المصالحات، وهي مسؤولية حمّلها رئيس منتدى أبو ظبي للسلم للقادة الدينيين والمجتمعيين، الذين عليهم الدعوة للحوار وسيلة لا بديل عنها لوقف النزاعات، عبر تشكيل وفود للوساطات.

 وختم قائلاً: "نستشعر جميعاً الحاجة إلى أن تتكامل أدوارنا، لنسهم في استعادة الضمير الأخلاقي للإنسانية، الذي يعيد الفاعلية لقيم الرحمة والغوث ومعاني التعاون والإحسان".

 "منتدى أبو ظبي" مساهم إماراتي بارز في تعزيز السِّلم العالمي

الملتقى سيتناول على نحو خاصّ إمكانات التعاون والشراكة الدولية، من أجل تعزيز قيم السِّلم العالمي وترسيخها، وبناء عالم أفضل للبشرية.

 ويسعى "منتدى أبو ظبي للسِّلم" منذ تأسيسه لإحياء ثقافة التعايش وتعزيزها في المجتمعات الإنسانية والمسلمة، وإحياء القيم الإنسانية المشترَكة بين الأديان، إضافة إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة، معتمداً المنهجية العلمية الرصينة لمعالجة التطرّف الفكري وآثاره.

ويسعى أيضاً لإيجاد فضاء للعلماء لنشر رسالة السِّلم والتعاون على الخير، وتعزيز دور الإمارات العربية المتحدة في نشر السِّلم، وتوفير الأمن والسعادة للمجتمعات المسلمة وللبشرية جَمْعاء.

وبهذا يُجسِّد "منتدى أبو ظبي للسِّلم" الدور البارز الذي تؤدّيه دولة الإمارات بصفتها عاصمة للتسامح وملتقى للإنسانية، وراعية لنهج السلام والدعوة إلى الانفتاح ومدِّ جسور الحوار لوضع حدٍّ للحروب والصراعات.

 وكان المنتدى قد أطلق منذ عام 2015 "جائزة الإمام الحسن بن علي للسِّلم الدولية"، لتكريم أصحاب المبادرات العملية والأعمال العلمية في صناعة ثقافة السِّلم وتأصيل قيمتها في المجتمعات المسلمة من قادة وعلماء ومفكرين، وفاز بهذه الجائزة قادةٌ كبار وعلماءٌ أفذاذ ومبادرات رائدة في مجال السِّلم من مختلف قارات العالم.

 وبحسب ما نشره مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، فقد جاء إطلاق اسم الإمام الحسن بن علي، رضي الله عنهما، على هذه الجائزة استلهاماً من الموقف العظيم الذي وقفه سِبْط رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين أصلح بين فئتين عظيمتين من المسلمين، فحقَن بذلك دماءهم، وحالَ دون فَنائهم.

مواضيع ذات صلة:

محمد بن زايد: الإمارات ومصر عنصر استقرار إقليمي ونموذج للعلاقات بين الأشقاء

الإمارات.. حاضنة الأخوة الإنسانية

في ذكرى تأسيسها الـ 77... الأمم المتحدة تشيد بدور الإمارات الإنساني



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية