من يخلف الظواهري في زعامة "القاعدة"؟... تساؤل يتجدد وسط غموض

من يخلف الظواهري في زعامة "القاعدة"؟... تساؤل يتجدد وسط غموض

من يخلف الظواهري في زعامة "القاعدة"؟... تساؤل يتجدد وسط غموض


12/01/2023

وليد عبدالرحمن

من يخلف أيمن الظواهري، زعيم تنظيم «القاعدة»؟... تساؤل يتجدد من وقت إلى آخر وسط غموض حول «خليفة الظواهري»، رغم تردد أسماء كثيرة مرشحة؛ فإن الاختيار لم يُحسم إلى الآن.

وأكد مسؤولون أميركيون في تصريحات سابقة، أن «الولايات المتحدة قتلت الظواهري بصاروخ أطلقته طائرة مُسيَّرة، بينما كان يقف في شرفة منزل يختبئ فيه، في أواخر يوليو (تموز) الماضي، في أكبر ضربة للتنظيم منذ أن قتلت قوات خاصة من البحرية الأميركية أسامة بن لادن، قبل أكثر من عقد من الزمن». في حين أشار باحثون في الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي إلى «وجود خلاف وتعثر حول الزعيم الجديد للتنظيم».

وذكرت المسؤولة في الاستخبارات الأميركية، كريستين أبي زيد، الثلاثاء، أن «خليفة الظواهري الذي يُعتقد أنه قُتل في غارة أميركية العام الماضي، لا يزال غير واضح».

ووفق أبي زيد، مديرة المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب، فإن «السؤال بالنسبة لتنظيم (القاعدة)، الذي لم يُجب عليه، هو من سيخلف الظواهري»، وذلك رداً على سؤال في ندوة نظمها معهد واشنطن عن «مركز الثقل في (القاعدة) بعد مقتل الظواهري».

والشهر الماضي شددت الولايات المتحدة الأميركية الخناق على تنظيم «القاعدة» الإرهابي. وأدرجت قيادات لـ«القاعدة» على «قوائم الإرهابيين».
وقال الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية بمصر، أحمد زغلول، إن «تنظيم (القاعدة) يعاني الآن من أزمة في القيادة، والأسماء التي ترددت منذ مقتل الظواهري يبدو أنه ليس عليها إجماع تنظيمي».

وهنا، يرى مراقبون، أن المصري محمد صلاح زيدان، الذي يحمل الاسم الحركي «سيف العدل»، من أبرز المرشحين لخلافة الظواهري. ويُرجح أنه يبلغ من العمر 60 عاماً تقريباً، وبفضل خبرته العسكرية والإرهابية، يُعد تقريباً من قدامى المحاربين في التنظيم الإرهابي الدولي... وكانت صورة قد انتشرت لـ«سيف العدل»، في وقت سابق، رجحت معها احتمالية قيادته لـ«القاعدة».

ويشار إلى أنه في عام 2014 ظهرت وثيقة حددت الشخصيات المرشحة لـ«خلافة الظواهري»، وتضمنت أبو الخير المصري، وأبو محمد المصري، وسيف العدل، وأبو بصير الوحيشي؛ إلا أن المتغير الذي طرأ على هذه الوثيقة، هو أنه لم يبق على قيد الحياة من هذه الأسماء؛ إلا «سيف العدل»، لكن «هذا لا يعني حسم الأمر له، لأنه يقيم في إيران»، بحسب المراقبين.

وفي واقعة أحدثت جدلاً الشهر الماضي، نشر تنظيم «القاعدة» مقطع فيديو للظواهري. وأفاد موقع «سايت» الاستخباراتي المعني برصد منشورات «التنظيمات الإرهابية»، بأن «تنظيم (القاعدة) نشر فيديو مدته 35 دقيقة يزعم أنه بصوت الظواهري». ولم يشر مقطع الفيديو إلى إطار زمني محدد لتوقيته.

وقال الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، إن «نشر تنظيم (القاعدة) مقطع فيديو منسوباً للظواهري، كان هدفه شغل الجميع بالفيديو، بعيداً عن الحديث حول اختيارات الزعيم الجديد للتنظيم التي تشير إلى تعثر، وكذا إثارة الجدل حول هل قتل الظواهري أم لا؟»، ولفت إلى أن «تنظيم (القاعدة) لم ينع حتى الآن الظواهري. ويبدو أن التنظيم يرى أنه لو نعاه، فهذا اعتراف منه أن الظواهري قُتل، وحينها سيكون مضطراً إلى إعلان قائده الجديد (المُتعثر)».

ووفق تصريحات سابقة لمسؤول في الإدارة الأمريكية، فإن «عملية تحديد مكان الظواهري وقتله، كانت نتيجة عمل دقيق ودؤوب من جانب وكالات مكافحة الإرهاب والاستخبارات». إلا أن الناطق باسم حركة «طالبان»، ذبيح الله مجاهد، ذكر في أغسطس (آب) الماضي، أن «الحركة لم تعثر على جثمان الظواهري، وتواصل التحقيقات».

وخلال الأشهر الماضية، تداولت أسماء مرشحة لقيادة «القاعدة»، مثل محمد أباتي المكنى بـ«أبو عبد الرحمن المغرب»، وكان الشخصية الأقرب للظواهري، كما أنه كان مسؤولاً عن تأمين اتصالات الظواهري والإشراف على إرسال الرسائل «المشفرة» إلى القواعد التنظيمية حول العالم. وأيضاً خالد باطرفي، زعيم فرع «القاعدة» في شبه جزيرة العرب. وكذلك أبو عبيدة يوسف العنابي (المعروف باسم يزيد مبارك)، وهو زعيم «القاعدة في بلاد المغرب». فضلاً عن عمر أحمد ديري، ويعرف باسم أحمد عمر أو أبو عبيد، وهو زعيم «حركة الشباب» الصومالية، وأبو همام الشامي، أمير تنظيم «حراس الدين» فرع «القاعدة» في سوريا، وأيضاً أبو عبد الكريم المصري.

وهنا، يرى أديب، أن «(سيف العدل) هو الأقرب لزعامة (القاعدة)؛ لأن جميع الروايات التي ظهرت حوله، أجمعت على أنه الأفضل فرصة من غيره ممن تداولت أسماؤهم». لكنه أشار إلى أنه «لا يوجد مبرر حتى الآن لعدم إعلان تنظيم (القاعدة) زعيمه الجديد».

ومنذ أن استقر «سيف العدل» في إيران عام 2001 لم يُغادرها، لكن تنظيم «القاعدة» ظل يدعي أنه سجين داخل إيران، حتى وقت قريب، حينما اعترف «سيف العدل» في رسالة كتبها باسمه الحركي الثاني «عابر سبيل»، بأن «وجوده في إيران جاء بناءً على تحالف مصالح، وأن الخروج منها بمثابة القفز من السفينة إلى القبر»، على حد قوله.

عن "الشرق الأوسط" اللندنية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية