مَن أفضل المرشحين في مواجهة أردوغان انتخابياً؟

مَن أفضل المرشحين في مواجهة أردوغان انتخابياً؟


15/05/2022

"إما أن تنضمّوا إليّ، أو تبتعدوا عن طريقي"، تلك كانت كلمات رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، خلال اجتماع حزبي منذ عدة أيام، والتي تسبّبت في نقاش كبير بين النخب السياسية المحسوبة على حزب الشعب، وامتدت إلى أطراف سياسية أخرى، من بينها أعضاء بارزون في حزب العدالة والتنمية الحاكم.

وثارت تكهنات كثيرة حول من المقصودين بالحديث، وما سبب خروج تلك الكلمات الغاضبة منه، وما علاقة ذلك بمسعاه السياسي ليكون مرشحاً باسم المعارضة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهل كشفت تلك الكلمات خلافات حادّة داخل أكبر أحزاب المعارضة؟

كليجدار الغاضب

وجاءت كلمات كليجدار أوغلو الغاضبة خلال اجتماعه الحزبي الأسبوعي، الثلاثاء 26 نيسان (أبريل) الماضي. وقال في حديثه: "العالم مكان خطر جداً للعيش فيه، ليس لكثرة الأشرار فيه بل لصمت الأخيار عمّا يفعله الأشرار فيه".

وتابع: "سنتابع مسيرتنا مهما كان الأمر، لن نترك هذه الأمة خاضعةً للعصابات. سأحارب من أجل هؤلاء الأطفال المحكوم عليهم بالفقر. إما أن تنضموا إليّ، أو ابتعدوا عن طريقي على الفور. أتحدّث بوضوح ودقة".

رفض كليجدار أوغلو دفع فاتورة الكهرباء

وعقب تلك التصريحات، التي وجهها إلى قيادات في حزبه، لم يعد هناك شكّ في وجود انقسام حزبي حول الموقف من دعم رئيس الحزب، وعضو البرلمان، كمال كليجدار أوغلو، كمرشّح تحالف الأمة المعارض، للانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في العام المقبل.

وتحوز ثلاث شخصيات بارزة في الحزب على تأييد الترشح للانتخابات الرئاسية، وهي؛ كليجدار أوغلو، ورئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، ورئيس بلدية أنقرة، منصور يافاش. وتُجرى استطلاعات الرأي في تركيا حول الانتخابات الرئاسية، متضمّنة الشخصيات الثلاث إلى جانب الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيسة حزب الخير، ميرال أكشنار، والرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دميرتاش، الذي يقبع في السجن بتهمة الصلة بتنظيم حزب العمال الكردستاني، المُصنَّف إرهابياً.

أظهرت نتائج الاستطلاع الذي نُظم الشهر الماضي؛ أنّ منصور يافاش هو المرشح الذي لديه أكبر فرصة ضدّ الرئيس رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية

وبخلاف إمام أوغلو ومنصور يافاش، من المؤكد أنّ كليجدار أوغلو يسعى للترشح باسم تحالف الأمة المعارض وحزب الشعب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية لمنافسة الرئيس أردوغان، بينما لم يبدِ رئيسا بلديتَي إسطنبول وأنقرة شيئاً واضحاً حيال ذلك، وإن كان إمام أوغلو أقلّ تكتماً من يافاش.

استطلاعات الرأي

ووفق استطلاعات الرأي الأخيرة، التي أجرتها شركة "ميتروبول" للأبحاث؛ في حال كان مرشح حزب الشعوب الديمقراطي هو صلاح الدين دميرطاش، فلا يمكن لتحالف الأمة الفوز في الجولة الأولى، بغضّ النظر عمّن يختارونه، وستذهب الانتخابات إلى الجولة الثانية، بحسب مقال علي عبادي في موقع "أحوال تركية".

وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي نُظم الشهر الماضي؛ أنّ منصور يافاش هو المرشح ذو الفرصة الأكبر ضدّ الرئيس رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية، وأنّه سيأتي في الجولة الأولى أولاً قبل أردوغان، وبفارق 9.7 نقاط، بينما في الجولة الأولى، حال ترشّح إمام أوغلو، جاء أردوغان أولاً بفارق 1.3 نقطة، وفي حال ترشّحت أكشنار تفوّق أردوغان بنسبة 2.4 نقاط، وإذا ترشّح كليجدار أوغلو تفوّق أردوغان بنسبة 9.9 نقاط.

إمام أوغلو وسط حشد من مؤيديه

ومع حصول دميرتاش على نسبة بين 13.3 - 16.3 باختلاف المرشحين في الجولة الأولى، فإنّ أصوات مؤيديه ستكون هي الحاسمة في ترجيح الفائز في الجولة الثانية على حساب أردوغان. وبحسب الترتيب التنازلي؛ يأتي يافاش، ثمّ إمام أوغلو، ثمّ أكشنار، ثم كليجدار أوغلو، مع بقاء نسبة 13.5% من عينة الاستطلاع لم تحسم قرارها. بينما رفض الرئيس أردوغان وحزبه نتائج الاستطلاع، واتّهما الشركة بأخذ آراء من لهم صلة بجماعات إرهابية.

الصحفي التركي علي أردم لـ "حفريات": تفضّل المعارضة كليجدار أوغلو بحكم خبرته في الدولة وشخصيته التصالحية، ونهجه التشاركي في الحكم، ويرون أنّه حال فوزه سيتبنى نهجاً أكثر ديمقراطية

ومن جانبه، يرى الصحفي التركي، علي كمال أردم، أنّه بحسب معظم استطلاعات الرأي، فإنّ "فرصة فوز مرشح تحالف الأمة المعارض في الانتخابات الرئاسية تتفوق على فرص الرئيس أردوغان، والمجزوم به هو أنّ مرشح هذا التحالف سيأتي من حزب الشعب الجمهوري، الذي يترأس المعارضة".

ويضمّ تحالف الأمة المعارض ستّة أحزاب سياسية، وهي: حزب الشعب الجمهوري، وحزب الخير، وحزب السعادة، والحزب الديمقراطي، وحزب المستقبل، بقيادة أحمد داود أوغلو، وحزب الديمقراطية والتقدم بقيادة علي باباجان.

مرشح المعارضة

وتلعب استطلاعات الرأي دوراً كبيراً في تحديد شخصية مرشح تحالف الأمة المعارض، لكن بجانبها هناك عوامل أقوى، مثل: ضرورة اتفاق قادة أحزاب التحالف الستة على المرشح. ويقول الصحفي، علي كمال أردم: "من لديه فرصة أكبر ليكون ممثلاً لتحالف المعارضة من بين مرشحي حزب الشعب الجمهوري هو زعيم الحزب، كليجدار أوغلو، وقادة أحزاب التحالف أميل إلى تأييد كليجدار أوغلو بصفته رئيساً لأكبر أحزاب التحالف، ويتردّدون في تأييد رئيس بلدية ليكون مرشّحهم، حتى إن كان متقدماً في استطلاعات الرأي".

وتابع لـ "حفريات": "من المرجح أن تتغير حظوظ كليجدار أوغلو كلّما اقتربت الانتخابات، لكن إذا أظهرت استطلاعات الرأي تقدماً أكبر لصالح شخصية أخرى، ربما يعيدون التفكير في قرارهم".

علي إردم: حال فاز يافاش فهناك خوف من ردّ فعل الأكراد واليساريين

وتقدّم الشخصيات الثلاث نماذج مختلفة كمرشحين لانتخابات الرئاسة، ويظهر كليجدار أوغلو على أنّه المحامي عن حقوق الفقراء والعمال، وتحتل هذه القضايا المركز في حديثه، حتى أنّه رفض دفع فاتورة كهرباء بيته احتجاجاً على ارتفاع قيمتها، وفضّل العيش في الظلام لعدة أيام، وزار بصحبة زوجته عدداً من المنازل التي قطعت الحكومة عنها الكهرباء.

ويروّج إمام أوغلو لنفسه عبر التركيز على إنجازاته في بلدية إسطنبول، وجولاته في منطقة البحر الأسود، وقربه إلى المحافظين. وحول شخصية يافاش، يقول المحلل السياسي التركي، جودت كامل: "إنّه محبوب لدى الشباب أكثر، لانفتاحه وشفافيته؛ إذ يبثّ اجتماعات المجلس المحلي لأنقرة مباشرةً على الهواء، ويظهر خلالها كصاحب إرادة قوية، يدافع عن حقوق المواطنين ولا يستسلم لضغوطات الحكومة، وهذا المنظر يزيد من شعبيته". علاوةً على ذلك، يبدو يافاش أكثر صلةً بالقضايا العالمية، واهتماماً بقضايا المناخ والمرأة والبيئة، ولديه فرص كبيرة مع القوميين، بسبب علمانيته الواضحة.

مواضيع ذات صلة:

هل تطيح الأزمة الاقتصادية بأردوغان وحزبه؟

تحالف جديد يهدد شعبية أردوغان.. فهل يفقد الحزب الحاكم السيطرة على البرلمان؟

كيف أثرت خطابات أردوغان وسياسته على صناعة الدفاع التركية؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية