نجاح دراما الـ 15 حلقة... هل يغير خريطة الموسم الرمضاني مستقبلاً؟

نجاح دراما الـ (15) حلقة... هل يغير خارطة الموسم الرمضاني مستقبلاً؟

نجاح دراما الـ 15 حلقة... هل يغير خريطة الموسم الرمضاني مستقبلاً؟


09/04/2023

مع انتصاف شهر رمضان المبارك، انتهى عدد من المسلسلات التي حلت ضيفاً خفيفاً خلال الموسم الحالي، على حدّ وصف النقاد، تتشارك معظمها في جذب قطاع كبير من الجمهور وتحقيق نجاح لافت، منها "الهرشة السابعة" و"مذكرات زوج" و"رشيد" و"أخيراً" و"وعود سخية" و"الصفارة".

(6) مسلسلات عرضت حتى الآن، وفي انتظار مجموعة أخرى أبرزها "الصندوق" و"تغيير جو" و"حرب" و"تحت الوصاية"، تعيد للدراما العربية بشكل ملحوظ ثيمة الأعمال القصيرة، بعد أن سيطرت الدراما الطويلة على معظمها خاصة التي تعرض خلال الموسم الرمضاني، وتجاوزت بعضها الـ (30) حلقة، الأمر الذي كان محل انتقاد الكثيرين خلال الأعوام الماضية، ولطالما اتهم صناع تلك الأعمال بالمدّ والتطويل في القصة لتغطية (30) حلقة وأكثر.  

تكثيف يخدم العمل ويميزه

يقول الناقد الفني المصري ضياء مصطفى لـ "حفريات": إنّ تكثيف المدة الزمنية هذا العام من أهم العلامات المميزة للعديد من الأعمال الدرامية، ربما ليست المرة الأولى التي نرى فيها مسلسلات ذات (15) حلقة، لكن ما يميز الموسم الحالي هو زيادة هذا النوع من الأعمال بشكل ملحوظ، وهو تطور مفيد للدراما ويعزز من عوامل جذب الجمهور للعمل ونجاحه دون الحاجة لمدّ أحداث القصة أو تكرار المشاهد التي لا تخدم القيمة الفنية، وتجعل العمل الدرامي يبدو مملاً.

ويوضح مصطفى أنّ الكثير من الأعمال الدرامية لم تكن قصتها تحتمل (30) حلقة نهائياً، لكنّ المخرج كان يجد نفسه مضطراً للتطويل من أجل تغطية المدة الزمنية، وهذا الأمر كان محل انتقاد الكتاب والنقاد بشكل مستمر خلال الأعوام الماضية، لذلك تنبه صناع الدراما لضرورة العودة إلى الأعمال القصيرة التي تخدم القصة، وتقدم للجمهور عملاً مكتمل العناصر دون الحاجة للتكرار.

مسلسل "الهرشة السابعة"

مصطفى يرى أيضاً أنّ صناع الدراما، بسبب المدة الطويلة التي تكون عادة غير مناسبة للقصة، اضطروا للاعتماد على أسلوب جذب المشاهد خلال الحلقات الأولى فقط، ثم تطويل الأحداث بشكل مبالغ فيه، والعودة ثانية للجذب خلال الحلقات الأخيرة، الأمر الذي يفقد العمل الدرامي خط الإثارة والتشويق، والحفاظ على نسب المشاهدة.

ويشير الناقد المصري إلى أهمية التوازن بين القصة والمدة التي تحتاجها، لأنّ بعض الأعمال تتطلب بالفعل مدة زمنية أطول، تكون قصتها حافلة بالتفاصيل والأحداث، في حين بعض الأعمال الأخرى يمكن أن تصل فكرتها بشكل سريع ومكثف، لذلك يتوجب على صناع العمل التعامل مع كل سيناريو وفق ما يتطلب ليحقق عناصر القيمة والجذب.

ساعدت المنصات بشكل كبير في تحفيز صناع الدراما العربية على إنتاج أعمال قصيرة، فالأعمال التي عرضت على بعض المنصات مدتها حوالي (7 أو 10) حلقات حققت نجاحاً كبيراً، الأمر الذي شجع المنتجين على تقديم نماذج مشابهة

وخارج الموسم الرمضاني ساعدت المنصات بشكل كبير في تحفيز صناع الدراما العربية  على إنتاج أعمال قصيرة، مثلاً يذكر مصطفى أنّ الأعمال التي عرضت على بعض المنصات مدتها حوالي (7 أو 10) حلقات حققت نجاحاً كبيراً، الأمر الذي شجع المنتجين على تقديم نماذج مشابهة.

الدراما الاجتماعية تجذب القطاع الأكبر

تصدرت الدراما الاجتماعية، حتى الآن، مقدمة المشاهدات خلال الموسم الرمضاني الحالي، ربما أبرزها وأكثرها ضجة وجدلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي "الهرشة السابعة"، إضافة إلى مسلسل "مذكرات زوج" و"كامل العدد"، و"علاقة مشروعة"، أيضاً تميزت الدراما الكوميدية بمكانة كبيرة، ومن ضمن الأعمال الكوميدية التي انتهت خلال النصف الأول المسلسل "الصفارة"، إضافة إلى مسلسل "رشيد" و المسلسل اللبناني "وأخيراً" وينتميان لثيمة الدراما التشويقية.

ويرى الناقد المصري أنّ غالبية هذه الأعمال قد نجحت في تحقيق نسب مشاهدة عالية، وجذب الجمهور وتحقيق ردود فعل إيجابية، وأهم ما يميزها أنّها ابتعدت عن التطويل، لكنّها ليست نقطة التميز الوحيدة، لأنّ القصة الجيدة التي تتناول قضية وتفصلها بعمق هي عامل النجاح الأهم.

مسلسل "مذكرات زوج"

ويقول مصطفى: مثلاً لو تحدثنا عن مسلسل "الهرشة السابعة" وهو دراما اجتماعية قدم عدة قضايا خلال (15) حلقة، بحساب عدد الدقائق والمدة الزمنية، نجد أنّه يتساوى مع مسلسلات أخرى (30) حلقة، لكنّ الاختلاف هنا هو دمج الأحداث وتكثيفها وتقديمها بشكل سريع للمتابع لا يخلّ بقيمتها الفنية، بالعكس مثلت ميزة مهمّة حافظت على تصدر العمل لنسب المشاهدة.

"الهرشة السابعة"... لماذا في المقدمة؟

بحسب مصطفى، يتصدر مسلسل "الهرشة السابعة" قائمة الأعمال المتكاملة فنياً من حيث السيناريو والإخراج، والموسيقى المستخدمة في العمل، وأيضاً التمثيل، كلها عوامل مجتمعة ساهمت بشكل كبير في تقديم نموذج فني متكامل للجمهور، وليس ما يميزه فقط هو قصر مدته، ولكنّ الأهم هو خدمة كافة العناصر وترابطها في سياق درامي أسهم بشكل كبير في إظهار عمل متماسك وجاذب.

يتصدر مسلسل "الهرشة السابعة" قائمة الأعمال المتكاملة فنياً من حيث السيناريو والإخراج، والموسيقى المستخدمة في العمل، وأيضاً التمثيل، كلها عوامل مجتمعة ساهمت بشكل كبير في تقديم نموذج فني متكامل للجمهور

"مذكرات زوج" ناقش أيضاً القضايا الاجتماعية المرتبطة بالمشاكل الأسرية، لكن بطريقة معالجة تختلف عن "الهرشة السابعة"، الذي قدم القصص وأطرافها بشكل معمق أكثر، لكنّه حاز نسب مشاهدة أيضاً.

وتميز مسلسل رشيد بالإحكام الشديد في تناول القصة وإخراجها بشكل جيد، لذلك نجح في الحفاظ على اهتمام الجمهور لمدة (15) حلقة، بفضل الإيقاع المشدود، والسيناريو المميز.

ومسلسل "الصفارة" يصنفه مصطفى بأنّه عمل جيد، ربما لم يكن الأفضل، لكنّه قدم كوميديا جيدة، نجحت أيضاً في جذب الجمهور، وتحقيق نسب مشاهدة عالية دون الحاجة لتطويل غير مرغوب فيه.

مسلسل "الصفارة"

هل تغير دراما الـ (15) حلقة خارطة الموسم؟

يتوقع مصطفى أن يمثل نجاح هذه الأعمال حافزاً كبيراً أمام صناع الدراما للتوسع في إنتاج هذا النوع من الأعمال، خاصة خلال الموسم الرمضاني، ممّا سيؤثر على خريطة الدراما الرمضانية بشكل كامل، وإن كان النقاد يرغبون في تكثيف أكثر لكن من المستبعد أن يتم الاعتماد على دراما الـ (10) حلقات.

ويشير مصطفى إلى أنّ الدراما خلال موسم رمضان يحكمها بشكل كبير ارتباط القنوات الفضائية بالإعلانات، لذلك يمكن أن ينقسم الموسم إلى جزءين خلال شهر رمضان، لكن من المستبعد تماماً أن تترك القنوات مساحة دون مسلسلات خلال الشهر ولو لمدة أيام، لأنّ ذلك يعني الضرر بالموسم الرمضاني الذي يمثل الموسم الإعلاني الأعلى لدى القنوات الفضائية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية