نحو مواجهة شاملة؛ الإخوان في بنغلاديش يعلنون التمرد

نحو مواجهة شاملة؛ الإخوان في بنغلاديش يعلنون التمرد

نحو مواجهة شاملة؛ الإخوان في بنغلاديش يعلنون التمرد


12/01/2023

تتواصل حرب تكسير العظام بين الجماعة الإسلامية، ذراع الإخوان السياسية، وبين الحكومة البنغالية التي تسعى نحو تقليم أظافر التنظيم الإرهابي. وفي سياق المواجهة الساخنة، قام أعضاء ونشطاء الجماعة الإسلامية بمهاجمة الشرطة خلال المسيرة التي نظمتها الجماعة الإسلامية في مدينة دكا في 30 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.

وكانت إدراة الشرطة قد رفضت طلباً تقدمت به الجماعة الإسلامية إلى مفوض شرطة العاصمة دكا؛ للحصول على إذن بتنظيم مسيرات جماهيرية في 30 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ورغم الرفض نظمت الجماعة الإسلامية لمدينة دكا شمال وجنوب، مسيرات جماهيرية اتسمت بالعنف، وبشكل منفصل، وعلى الرغم من تفادي قوات الشرطة الاحتكاك بالمتظاهرين، قام أعضاء الجماعة الإسلامية بالهجوم على عناصر الشرطة؛ ممّا أدى إلى إصابة عدد كبير من الجنود، الأمر الذي اضطر قوات فض الشغب إلى الدفاع عن أقسام الشرطة، عن طريق إلقاء القنابل المسيلة للدموع، واستخدمت الشرطة العصي والهراوات لتفريق العناصر الإخوانية المهاجمة.

حملة اعتقالات جديدة

وفي سياق المواجهة الشاملة، قامت الأجهزة الأمنية باعتقال أمير الجماعة الإسلامية في مدينة ميمنسنغ الشيخ عبد الكريم من منزله، عقب ثبوت تورط الأخير في التخطيط لأعمال عنف واستهداف رجال الشرطة، حيث تم إصدار مذكرة توقيف بحقه.

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ أبو طاهر محمد معصوم أصدر بياناً يوم الخميس الموافق 5 كانون الثاني (يناير) الجاري أدان فيه قيام الأجهزة الأمنية باعتقال الشيخ عبد الكريم، زاعماً أنّ "الحكومة تمارس شتى أنواع التعذيب على منسوبي ونشطاء الأحزاب المعارضة، وخاصة منسوبي ونشطاء الجماعة الإسلامية". وهدّد معصوم بالتصعيد، لافتاً إلى أنّ الحملات الأمنية لن تعرقل خطط الجماعة الإسلامية، الرامية إلى الإطاحة بحكومة رابطة عوامي. وطالب في الوقت نفسه بـ "إطلاق سراح جميع من تمّ اعتقالهم من منسوبي ونشطاء الجماعة الإسلامية، وأعضاء اتحاد الطلاب الإسلامي".

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم

بدورها، ردت الشرطة البنغالية باعتقال عضو المجلس العملي للجماعة الإسلامية لمدينة دكا شمال، والممثل السابق للمنطقة في المجلس البلدي لمدينة شابار حسن ماستر من منزله، بعد ثبوت قيامه بعقد اجتماعات سرّية، وتنظيم فاعليات صاحبتها أعمال عنف وتخريب.

دعوة إخوانية للتمرد

أصدر القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ أبو طاهر محمد معصوم يوم الأحد الموافق 8 كانون الثاني (يناير) الجاري بياناً دعا فيه الشعب البنغالي إلى اعتبار يوم 11 كانون الثاني (يناير) يوم قتل الديمقراطية في بنغلاديش. زاعماً أنّ يوم 11 كانون الثاني (يناير) 2007 كان يوماً مشؤوماً في تاريخ البلاد، في إشارة إلى اليوم الذي وصلت فيه الحكومة الانتقالية، قبل أن تصل رابطة عوامي، إلى السلطة.

إدراة الشرطة رفضت طلباً تقدمت به الجماعة الإسلامية إلى مفوض شرطة العاصمة دكا؛ للحصول على إذن بتنظيم مسيرات جماهيرية في 30 كانون الأول (ديسمبر) الماضي

الجماعة الإسلامية اتهمت الحكومة الانتقالية بأنّها كانت غير ديمقراطية، وتحكمت في السلطة بالقوة، "من خلال فرض حالة الطوارئ وتعطيل العمل بدستور البلاد". وزعم البيان الإخواني أنّ الحكومة الانتقالية قامت باعتقال نشطاء الأحزاب السياسية "بشكل جماعي، في إطار خطة نزع الطابع السياسي عن البلاد".

وأعلن الإخوان في بيانهم رفض الخارطة الانتخابية للحكومة الانتقالية الأولى، زاعمين أنّها فشلت في كسب الدعم الشعبي؛ لتورطها في قضايا فساد، وارتكابها تجاوزات قانونية فاضحة، كما حاول بيان الإخوان التقليل من شأن انتخابات 31 كانون الأول (ديسمبر) العام 2008، التي أزاحت الجماعة الإسلامية نهائياً عن مراكز السلطة، بداعي أنّ الجيش البنغالي هو الذي ساند رابطة عوامي، ودفع تجاه وصولها إلى السلطة، "من أجل إيجاد مخرج آمن للحكومة العسكرية"، بحسب زعم البيان.

الجماعة الإسلامية اتهمت الحكومة الانتقالية بأنّها كانت غير ديمقراطية

بيان الجماعة الإسلامية ادّعى أنّ حزب رابطة عوامي منذ وصوله إلى السلطة قام "بتقويض سيادة القانون وحقوق الإنسان والعدالة، وسلب حقوق التصويت، ودمّر النظام الانتخابي في البلاد". كما هاجم البيان مؤسسة القضاء البنغالية، زاعماً أنّ المحكمة العليا أصبحت أداة من أجل إلغاء نظام الحكومة الانتقالية من البلاد. وطالب البيان أبناء الشعب بالثورة من أجل التخلص ممّا سمّاه  البيئة السياسية الفاسدة، التي تكونت في البلاد عقب الحكومة الانتقالية.

تصعيد متواصل

واستمراراً لنهج التصعيد، أصدر القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية يوم الإثنين الموافق 9 كانون الثاني (يناير) الجاري بياناً أدان فيه بشدة نية الحكومة رفع تعرفة الكهرباء، مدعياً أنّ الحكومة تفكر في ذلك، دون أن يطرح أيّ أدلة على اتهاماته المرسلة، أو المعلومات التي استند إليها ليقرر ذلك. مضيفاً أنّ "البلاد تعاني حالياً من نقص حاد في الإمدادات الكهربائية، وفي خضم هذه الأزمة، تفكر الحكومة في زيادة تعرفة الكهرباء مرة أخرى، وبسبب فصل الأحمال بشكل متكرر يعاني معظم أنحاء البلاد من أزمة انقطاع الكهرباء، والتي وصلت إلى انقطاع الكهرباء عن مدينة دكا لـ (6 أو 7) ساعات في اليوم الواحد".

بيان الجماعة الإسلامية ادّعى أنّ حزب رابطة عوامي منذ وصوله إلى السلطة قام بتقويض سيادة القانون وحقوق الإنسان والعدالة، وسلب حقوق التصويت، ودمّر النظام الانتخابي في البلاد

معصوم اتهم الحكومة بزيادة تعرفة الكهرباء (10) مرات خلال (12) عاماً، واتهمها بتعمد قطع التيار الكهربائي عن المصانع، ممّا أدى، بحسب مزاعمه، إلى تخفيض إنتاجها بشكل كبير. وتابع: "هذه الحكومة المعزولة عن الشعب، ليست مسؤولة أمام الشعب".

مواضيع ذات صلة:

"الحركة الشعبية".. خطة إخوان بنغلاديش لنشر الفوضى في البلاد

ضربة أمنية جديدة تجهض مخطط الإخوان في بنغلاديش

اليمين المتطرف يواصل هيمنته على قيادة الإخوان في بنغلاديش

الصفحة الرئيسية