هجوم باريس يحيي صدمة عمليات قتل ناشطات كرديات في فرنسا قبل 10 أعوام... ما علاقة تركيا؟

هجوم باريس يحيي صدمة عمليات قتل ناشطات كرديات في فرنسا قبل (10) أعوام... ما علاقة تركيا؟

هجوم باريس يحيي صدمة عمليات قتل ناشطات كرديات في فرنسا قبل 10 أعوام... ما علاقة تركيا؟


26/12/2022

بعد أن اعترف منفذ الهجوم خلال التحقيقات أنّ دافعه عنصري، أثارت المواجهات التي اندلعت بين متظاهرين أكراد غاضبين والشرطة في وسط باريس الجمعة، عقب اعتداء استهدف مركزاً للجالية الكردية، أثارت صدمة أثارتها (3) عمليات قتل وقعت عام 2013 وبقيت من دون حل، ويحمّل كثيرون تركيا مسؤوليتها.

هذا، وأطلقت الشرطة التي انتشرت خارج المركز الثقافي الغاز المسيل لتفريق محتجين حاولوا خرق الطوق الأمني الذي يحمي وزير الداخلية جيرالد دارمانان، نقلاً عن وكالة "فرانس برس".

وشوهد البعض يلقون مقذوفات على الشرطة ويضرمون النيران في حاويات القمامة، بينما تضررت عدة سيارات خلال الاضطرابات، وأثار الاعتداء غضب الجالية الكردية التي وجّهت مجدداً أصابع الاتهام إلى تركيا، رغم عدم وجود دليل بعد يدين أنقرة في هذه المرحلة.

الهجوم أحيا (3) عمليات قتل وقعت عام 2013 وبقيت من دون حل، ويحمّل كثيرون تركيا مسؤوليتها

كما اتهم الأكراد السلطات الفرنسية بعدم القيام بما يكفي لحمايتهم.

وقالت جهان أكدوغان لوكالة "فرانس برس": "لا يمكنني تصديق أنّ الأمر يتكرر"، وأضاف شقيقها جوان غولان إليبيغ (41) عاماً: "عرفنا أنّها (عمليات القتل) ستبدأ مجدداً". وكلاهما يشيران إلى مقتل (3) ناشطات كرديات قبل نحو (10) أعوام في المنطقة نفسها في باريس، ممّا أحدث هزّة في أوساط الجالية الكردية في فرنسا.

وفي كانون الثاني (يناير) 2013 قتلت (3) ناشطات من حزب العمال الكردستاني، إحداهنّ من مؤسسات المجموعة، في مركز كردي قريب في اعتداء كان أشبه بهجوم محدد الأهداف، وتم لاحقاً توجيه اتهامات لرجل تركي بالوقوف وراء عمليات الاغتيال المفترضة، لكنّه توفي في السجن عام 2016 قبل محاكمته.

وكثيراً ما وجّهت عائلات الضحايا أصابع الاتهام إلى تركيا بتدبير عمليات قتل النساء الـ (3) اللواتي تم إطلاق النار عليهنّ في الرأس والعنق، ونددت بفرنسا لفشلها في التحقيق بشكل مناسب في الحوادث.

وصرخ شاب في وجه الشرطة في موقع حادثة الجمعة، وهو يجهش بالبكاء: "لا تقومون بحمايتنا. نحن نقتل!".

أثار الاعتداء غضب الجالية الكردية التي وجّهت مجدداً أصابع الاتهام إلى تركيا

بدورها، سارعت تركيا إلى تحميل حزب العمال الكردستاني المسؤولية عن صدامات باريس.

وقال مستشار الرئيس التركي للشؤون الخارجية إبراهيم كالين في تغريدة الأحد، أرفقها بصور لسيارات محترقة: "هذا هو حزب العمال الكردستاني في فرنسا (...) المنظمة الإرهابية ذاتها التي تدعمونها في سوريا" في إشارة واضحة إلى "وحدات حماية الشعب الكردية".

ورغم الشبهات التي يتحدث عنها أفراد الجالية الكردية، لا يوجد أيّ دليل على ما يبدو على أنّ عملية إطلاق النار الجمعة تمّت بدوافع سياسية أو كانت على صلة بتركيا.

وبحسب ما نشرته "فرانس برس"، فقد التزمت السلطات الفرنسية الحذر إلى حد كبير في التحدث عن الدوافع، رغم أنّ الفرضيات الأولى أشارت إلى أنّها عنصرية.

ومطلق النار المشتبه به هو متقاعد فرنسي كان سائق قطارات يبلغ من العمر (69) عاماً لديه تاريخ في العنف ضد الأجانب.

وفي كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي، وجّهت له تهمة مهاجمة مهاجرين يقطنون خياماً في شرق باريس باستخدام سيف، ممّا أسفر عن إصابة شخصين منهم بجروح.

وجّهت عائلات الضحايا أصابع الاتهام إلى تركيا بتدبير عمليات قتل النساء الـ (3) اللواتي تم إطلاق النار عليهنّ في الرأس والعنق

وقال وزير الداخلية دارمانان للصحفيين: إنّ المتقاعد "كان يستهدف الأجانب بوضوح"، لكنّه أضاف أنّه "من غير المؤكد" إن كان يهدف إلى قتل "الأكراد على وجه التحديد"، وأضاف: "لا نعرف بعد دوافعه بشكل دقيق".

وقالت الوكالة: إنّه سُمع بعض المتظاهرين يهتفون الجمعة بشعارات مؤيدة لحزب العمال الكردستاني، وهي منظمة كردية مصنّفة من قبل أنقرة والاتحاد الأوروبي وجهات أخرى على أنّها إرهابية.

وشنّ حزب العمال الكردستاني تمرّداً ضد الدولة التركية منذ العام 1984، في البداية من أجل دعم قيام دولة كردية مستقلة، ولاحقاً من أجل المطالبة بحكم ذاتي كردي ضمن تركيا.

ويوصف الأكراد بأنّهم أكبر جالية في العالم من دون دولة، ويتوزعون في تركيا وسوريا والعراق وإيران.

وتشنّ تركيا عمليات عسكرية متكررة ضد حزب العمال الكردستاني ومجموعات كردية تتهمها بالتحالف معه في سوريا والعراق المجاورتين.

وأشار المجلس الديموقراطي الكردي في فرنسا، وهو مجموعة كردية تتخذ من المركز الثقافي الذي استُهدف الجمعة، بأصابع الاتهام إلى تركيا أيضاً.

وقال المتحدث باسم المجلس أجيت بولات لفرانس برس: "بالنسبة إلينا، لا شك في أنّ ما حصل هو اعتداء إرهابي جاء مباشرة قبيل حلول الذكرى العاشرة لعمليات قتل (3) ناشطات كرديات في باريس".

وكانت السلطات الفرنسية قد كشفت أنّ المسلّح الذي أطلق النار داخل مركز ثقافي كردي وصالون حلاقة في وسط العاصمة الفرنسية الجمعة، هو رجل يبلغ من العمر (69) عاماً، واتُّهم العام الماضي بجريمة عنف عنصري.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصف الهجوم بـ "البغيض"، معرباً عن تضامنه مع الضحايا ومع "الأشخاص الذين يكافحون من أجل الحياة، ولعائلاتهم وأحبائهم".

وأعرب ماكرون في تغريدة على تويتر عن "الامتنان لوكالات إنفاذ القانون لشجاعتها ورباطة جأشها"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية