هذه هي أسلحة أردوغان للفوز بالرئاسة

هذه هي أسلحة أردوغان للفوز بالرئاسة

هذه هي أسلحة أردوغان للفوز بالرئاسة


28/01/2023

تُبدي الصحف الفرنسية هذه الأيام اهتماماً واسعاً بمعركة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية التي يبدو أنّها بدأت مُبكراً، مُشيرة إلى أنّ الرئيس رجب طيب أردوغان يستخدم أسلحة قد تضمن له الفوز رغم تراجعه الحاد العام الماضي في استطلاعات الرأي، ومن ضمن أسلحته تبكير موعد الانتخابات لاستغلال الظروف الدولية المواتية، وزيادة الرواتب والمساعدات وقانون التقاعد المبكر، واستغلال قضية الحجاب لصالحه، بالإضافة إلى تعرّض العديد من أبرز المُعارضين لمُلاحقات قضائية تحول دون ترشّحهم لمنافسة أردوغان.

ويأتي ذلك على الرغم من ارتفاع التضخم وانهيار الليرة والأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تشهدها البلاد، فيما المُعارضة لا زالت تبحث خياراتها وهي تأمل تكرار إنجاز 2019 عندما هزمت التحالف الحاكم في كبرى وأهم المُدن التركية، بعد عام من فوز أردوغان الضئيل بانتخابات الرئاسة والبرلمان.

وتقول الصحافية الفرنسية دلفين مينوي المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، إنّ "العد التنازلي للانتخابات في تركيا قد بدأ فور إعلان أردوغان عن إجرائها قبل شهر من موعدها المُعتمد أساساً لتُقام في 14 مايو(أيار) المقبل". واعتبرت في مقال لها نشرته صحيفة "لو فيغارو" أنّ قرار الانتخابات المبكرة يُعدّ استراتيجية من جانب الرئيس التركي لاستثمار دوره بلاده الدبلوماسي وتواجده السياسي على الساحة الدولية منذ انطلاق الحرب الروسية- الأوكرانية، فضلاً عن حضوره في حلف شمال الأطلسي ضدّ انضمام السويد وفنلندا فارضاً على الدولتين شروطاً صعبة.

ورأت "لو فيغارو" أنّ أردوغان اعتمد العديد من الإجراءات التي ساعدته في كسب نقاط إضافية في استطلاعات الرأي رغم تراجعه السابق، ومنها زيادة الرواتب، وتعديل قانون التقاعد المبكر، بما عمل على تغيير اتجاهات الأتراك المترددين في اتخاذ قرارهم الانتخابي. كما أنّ اختيار يوم 14 مايو(أيار) المقبل لإجراء الانتخابات هو رمزية سياسية مدروسة، إذ في ذات اليوم من عام 1950 فإنّ عدنان مندريس، الذي يتخذه أردوغان قدوة له، فاز في أوّل انتخابات حرّة في التاريخ التركي مُنهياً 22 سنة من حكم حزب الشعب الجمهوري الذي أسّسه مصطفى كمال أتاتورك، والذي يُعتبر حالياً أكبر أحزاب المعارضة التركية والمُنافس الرئيس لحزب العدالة والتنمية الحاكم.

وفي ذات الصدد، تحدثت صحيفة "لو موند" عن استمرار تشتت قوى المعارضة التركية مقابل تقدّم أردوغان في استطلاعات الرأي بعد تراجع حاد في العامين الماضيين، وذلك على الرغم من أنّ الوضع الاقتصادي التركي يشهد حالة عدم الاستقرار، بعد نحو 20 عاماً من انفراد حزب العدالة والتنمية بالحُكم دون منازع، فنسبة التضخم تُقارب 80% والعملة الوطنية في أدنى مستوياتها التاريخية، وهو ما ساهم في زيادة مُعدّلات الفقر في البلاد وتزايد استياء الأتراك.

ورغم ذلك فقد استطاع أردوغان أن يتقدّم بـ 7 نقاط في استطلاعات الرأي الأخيرة بفعل سياساته الداخلية والخارجية، وذلك على حساب معارضيه الذين لم يجدوا بعد الآليات الفاعلة لمواجهته بعد ما يزيد عن 10 أشهر من انطلاقات المحادثات السياسية لقادة أحزاب المعارضة التركية الرئيسية الستة.

وأما مجلة "ليكسبريس" الفرنسية فتعتبر من جهتها أنّ الأسلحة التي يستخدمها أردوغان بهدف الفوز في الانتخابات تشمل استغلال الدين وقمع المُعارضة التركية وتقديم الإعانات الحكومية، وهي أسلحة لا يُستهان بها، فأسهل طريقة للفوز تكمن في عدم وجود مُعارضين أقوياء لأردوغان وفي مُقدّمتهم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الذي صدر ضدّه حُكم بالسجن مؤخراً، وهو من أقوى الشخصيات في حزب الشعب الجمهوري المُعارض، حيث سبق وأن أطاح بمرشّح الحكومة في الانتخابات المحلية سنة 2019، وهو بن علي يلدريم آخر رئيس وزراء لتركيا ورئيس سابق للبرلمان.

وبالإضافة لذلك، فإنّ الحكومة التركية في إطار خططها لكسب المعركة الانتخابية تسعى إلى توزيع الدعم المالي، بما في ذلك مساعدات ضخمة للطاقة وعد بها أردوغان، بالإضافة إلى بناء 500 ألف وحدة سكنية اجتماعية جديدة في غضون 5 سنوات بحيث يتم تقديمها للأتراك بأسعار زهيدة، وذلك فضلاً عن استغلال العامل الديني حيث يعتزم حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم دمج التصويت الرئاسي مع الاستفتاء لتكريس حرية ارتداء الحجاب في الدستور، وهو ما يُرضي نسبة كبيرة من الشعب التركي، وذلك على الرغم من أنّ المعارضة التركية بكافة أطيافها لا تقف ضدّ حرية الحجاب وإنّما لا ترى ضرورة لإدراج ذلك كنص في دستور البلاد.

عن موقع "24"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية