هل أصبح إخوان باكستان على شفا الإفلاس السياسي؟ ... ما الجديد؟

هل أصبح إخوان باكستان على شفا الإفلاس السياسي؟ ... ما الجديد؟

هل أصبح إخوان باكستان على شفا الإفلاس السياسي؟ ... ما الجديد؟


03/01/2023

واصل سراج الحق، أمير الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان في باكستان، دعواته التحريضية لإشعال فتيل الثورة في البلاد ضدّ أحزاب الترويكا، متخذاً منحىً اقتصادياً لدعوة بدت غامضة ومرتبكة، ففي الوقت الذي هاجم فيه السلوك الاقتصادي لحكومة شهباز شريف، طالب بتحويل البلاد إلى الاقتصاد الإسلامي، وإلغاء الفوائد البنكية على الإيداع والقروض.

أمير الجماعة الإسلامية الباكستانية سراج الحق ألقى كلمة في ندوة خاصّة، قال فيها: إنّ الجميع متفقون على أنّ باكستان أصبحت لا تستطيع المضي قُدماً إلى الأمام؛ بسبب تردي الحالة الاقتصادية، زاعماً أنّ النظام الاقتصادي الباكستاني يزداد ضعفاً يوماً بعد يوم، متجاهلاً في الوقت نفسه تداعيات الوضع الدولي والإقليمي.

سراج الحق بالغ في اتهاماته المرسلة كعادته، فقد اتهم الرئيس ورئيس الوزراء ووزير المالية بالاتفاق على اتباع مخطط بتدمير اقتصاد البلاد، وذلك لجني مكاسب شخصية ضيقة على حساب الشعب، وهو ما يطلق عليه الدكتور محمد الفرجاني، الباحث في الشؤون العربية والآسيوية، محاولة البحث عن مكان وسط مشهد سياسي مزدحم.

توظيف الدين في خدمة السياسة

ويرى الفرجاني، في تصريحه لـ"حفريات"، أنّ أمير الجماعة الإسلامية استنفد كل أدواته، فقد مارس دعاية واسعة باستغلال كارثة الفيضانات، وأنفق الأموال هنا وهناك، وزايد على آلام الفقراء، ولم يكتفِ بذلك، وإنّما مارس دعاية انتخابية مبتذلة بين الجرحى والمنكوبين والمشردين، وبعد أن فشل في التقارب مع حكومة شهباز شريف، انقلب عليها، مثلما انقلب على عمران خان من قبل، ثم زاره في منزله منذ أسابيع، والأمر في مجمله يعكس ارتباكاً حاداً في حسابات سراج الحق وجماعته، بعد فشل سلسلة الاعتصامات والتظاهرات التي دعا إليها في أنحاء البلاد، وبعد أن أعطته النخبة الباكستانية ظهرها.

أمير الجماعة الإسلامية الباكستانية سراج الحق

الباحث المصري لفت إلى أنّ سراج الحق فشل كذلك في توحيد التيارات الإسلامية تحت قيادته، ولم تنجح ضغوطه، إلى الآن، في تغيير القانون الانتخابي، بحيث يضمن لجماعته نسبة من مقاعد البرلمان، وعليه لم يعد أمامه سوى توجيه المزيد من الاتهامات تحت غطاء ديني، لعلّه يفلح في ضم بعض الأتباع.

أمير الجماعة الإسلامية قال: إنّ اقتصاد باكستان ينهار، ولا يحرز أيّ نوع من التقدم؛ بسبب نظام الربا، مطالباً بإنهاء هذا النظام فوراً في باكستان، زاعماً أنّ الشعب الأمريكي يطالب أيضاً حكومته بذلك. مضيفاً: "إنّ الوقت قد حان لإلغاء نظام الربا، وحتى الآن لم تتخذ الحكومة قراراً ضد الربا"، مطالباً بدفع الحكومة وإجبارها على اتخاذ مثل هذا القرار.

سراج الحق بالغ في اتهاماته المرسلة كعادته، فقد اتهم الرئيس ورئيس الوزراء ووزير المالية بالاتفاق على اتباع مخطط بتدمير اقتصاد البلاد، وذلك لجني مكاسب شخصية ضيقة على حساب الشعب

ويبدو أنّ أمير الجماعة الإسلامية ينتهج استراتيجية يقوم من خلالها بوضع غطاء ديني لمقولاته السياسية، فهو حين يتصدى للملف الاقتصادي، يسارع إلى اتهام النظام البنكي في البلاد، بداعي أنّه يخالف الشريعة الإسلامية، وبالتالي أدى ذلك إلى إلحاق الخراب بالبنى الاقتصادية، في محاولة لمنح جماعته مبرراً دينيّاً للحُكم.

التشهير بالأحزاب السياسية

من جهة أخرى، شنّ أمير الجماعة الإسلامية هجوماً حاداً على الأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد، وقال: إنّ الأحزاب الحاكمة الموالية للاستعمار، بحسب تعبيره، تستحوذ لنفسها على المجال السياسي، وتدير الاقتصاد الوطني وحدها، ودفعت بالبلاد في نهاية الأمر إلى طريق مسدودة.

زعيم الإخوان اتهم الحكام بتعزيز الفساد، ونهب الخزانة العامة، وزعم أنّ ثرواتهم تتضاعف كل يوم على حساب الشعب، وأنّهم يورثون البلاد لأبنائهم، في حين يهرب الشباب الباكستاني العاطل عن العمل إلى الخارج، ذلك أنّ الحكام، في رأي سراج الحق، لا يهمهم إلّا المال والسلطة.

وعاود سراج الحق اتهاماته المرسلة للحكومة بالسطو على التبرعات والمساعدات الدولية لمنكوبي الفيضانات، قائلاً: "بصرف النظر عن (30) مليون ضحية للفيضان، أين أهدرت الحكومة المساعدات الدولية؟ لا أحد يعلم".

بعد أن فشل أمير الجماعة الإسلامية في التقارب مع حكومة شهباز شريف انقلب عليها

سراج الحق قال: إنّ الأحزاب الـ (3) الكبرى أقامت معاً جنازة شيعت فيها الاقتصاد والأخلاق في البلاد، واتهم الترويكا بتسليم باكستان إلى المجرمين، ممّا أدى إلى سقوط كل المؤسسات في براثن المافيا وجماعات الاحتلال، بحسب تعبيره، وملاك الأراضي القمعيين والرأسماليين الفاسدين. مضيفاً: "أصبح هناك بلدان داخل باكستان؛ أحدهما تملكه النخبة المضطهِدة، والآخر للملايين المضطهَدين من الناس"، قبل أن يردّد الحل الذي توصل إليه صائحاً في نبرة تحريضية: "البلاد بحاجة إلى ثورة".

التعريض بجهاز الشرطة

بعد أن وجّه اتهاماته المعتادة للمؤسسة القضائية، هاجم سراج الحق الشرطة الباكستانية، زاعماً أنّها انتهكت القانون والدستور في جوادر، بتعدّيها على المتظاهرين السلميين.

وكانت جوادر قد شهدت تظاهرات حرضت عليها الجماعة الإسلامية، وشهدت أحداث عنف إضافة إلى الانفلات الأمني، مّما دفع عناصر الشرطة إلى اعتقال عدد من المخربين، والتصدي بحسم لأعمال الشغب التي طالت المرافق العامة.

محمد الفرجاني: أمير الجماعة استنفد كلّ أدواته، فقد مارس دعاية واسعة باستغلال كارثة الفيضانات، وأنفق الأموال هنا وهناك، وزايد على آلام الفقراء

الجماعة الإسلامية أعلنت احتجاجها بشكل رسمي، وذلك على الصعيد الوطني في جميع مقار الجماعة بالمقاطعات، ضدّ ما وصفته بـ "العمل الوحشي غير الديمقراطي وغير الدستوري، الذي اتخذته الحكومة المركزية وحكومات المقاطعات بحقّ المتظاهرين".

ولم يفت زعيم الإخوان أن يهاجم المؤسسة العسكرية بشكل ضمني، حين قال: إنّ حكام البلاد تربّوا ونشؤوا في حضن المؤسسة العسكرية، التي وضعتهم في أواني تحركها كيفما تشاء.

مواضيع ذات صلة:

كيف جرى التنسيق بين إخوان باكستان وشهباز شريف لإسقاط الحكومة؟ ما دور واشنطن؟

رئيس وزراء باكستان الجديد شهباز شريف يثمن دور الخليج... ماذا قال؟


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية