هل إسرائيل على موعد مع مواجهة في ساحات متعددة؟

هل إسرائيل على موعد مع مواجهة في ساحات متعددة؟

هل إسرائيل على موعد مع مواجهة في ساحات متعددة؟


كاتب ومترجم فلسطيني‎
24/04/2023

ترجمة: إسماعيل حسن

تشير موجة الاستفزاز الأخيرة على الحدود الشمالية، إلى أنّ هناك احتمالات كبيرة لنية حزب الله الدخول في مواجهة جديدة مع إسرائيل، ولاسيما قول نصر الله خلال خطابه الأخير إنّ إسرائيل ستنهار قبل أن تحيّي عامها الثمانين، وإنّ المجتمع الإسرائيلي أوهن من بيت العنكبوت، في المقابل تسرّع حماس هي الأخرى في الفترة الأخيرة من تموضعها في لبنان، ولا سيما في مخيمات اللاجئين صور وصيدا.

ويتضح من مجريات الأحداث بأنّ التصعيد بات على الأبواب، وتزداد التحديات الأمنيّة في إسرائيل مع اشتعال المزيد من الساحات حولها، سواء شن هجمات من سوريا وإيران ووابل من الصواريخ من الشمال والجنوب، وعمليات إطلاق النار في الضفة الغربية والقدس بجانب هجمات الدعس والطعن، جميع النتائج دفعت المحافل الإسرائيلية للاعتقاد بوجود مخططات هجوميّة ضدها، على أساس فهم الأعداء مؤخراً أنّ إسرائيل أضعف من الرد في هذا الوقت، في حين أنّ الدعم الدوليّ لها أضعف من أي وقت مضى، بالتزامن مع وجود خطر داخلي يضعف الجيش الإسرائيلي، فالعلاقات المشوشة بين الإدارة الأمريكية ورئيس الوزراء نتنياهو، تخلق فرصة ذهبية لأعداء إسرائيل ولخصوم واشنطن في الشرق الأوسط للنهوض واستغلال الوضع لصالحهم.

حماس تستغل الفوضى في إسرائيل

في أعقاب المواجهات داخل المسجد الأقصى، تمتنع حماس عن إطلاق الصواريخ من غزة نحو إسرائيل، فيما يقتصر عملها في إطلاق المقذوفات الصاروخية المضادة للطائرات، حماس ومن تجاربها السابقة في المواجهات العسكرية تعوّل على إشعال الساحة الشمالية.

التأييّد لنتنياهو في إسرائيل في درك أسفل غير مسبوق، والشرعية الدولية التي تحظى بها 

مسؤولون من حماس وحزب الله يتباهون بأنهم يعرفون الإسرائيليين جيداً، حسن نصر الله يتباهى منذ سنوات عديدة وقائدا حماس في غزة والخارج صالح العاروري ويحيى السنوار، يتباهيان بالعبرية الطليقة على لسانيهما بأنّهما يفهمان إسرائيل، تعمل حماس في الوقت الحالي بشكل أكثر ذكاء.

فرضية عمل التنظيم تقول إنّ حكومة إسرائيل برئاسة نتنياهو تعيش في أزمة داخلية قاسية جداً، تعي إسرائيل بأنّ حماس بالفعل تقف وراء النار الكثيفة من جنوب لبنان نحو إسرائيل، انطلاقاً من أنّ الوضع السّياسي الداخلي في إسرائيل يمنع من الرد ضد حماس في غزة، وبالتالي لن ترغب في الرد بشكل واسع تجاه لبنان خوفاً من حرب مع حزب الله.

حسن نصر الله يتباهى منذ سنوات عديدة وقائدا حماس في غزة والخارج صالح العاروري ويحيى السنوار، يتباهيان بالعبرية الطليقة على لسانيهما بأنّهما يفهمان إسرائيل

وبالتوازي لن ترغب أيضاً في الدخول إلى جولة قتال قاسية مع حماس في غزة في أثناء إجازة الفصح هذا رهان غبي ومغرور، تنفذ حماس هجمات من الخارج كي تبقي القطاع خارج صورة القتال، التحدي الأمنيّ في القدس يتعاظم وإسرائيل تجد صعوبة في تخفيض مستوى التوتر ولكن يمكنها منع التفاقم في سلوكها، من الصواب الإنصات لموقف محافل الأمن للحاجة إلى تحقيق مبادرات جديدة في هذا الوقت، بالنسبة لقطاع غزة فإنّ تهديدات حماس في الأيام الأخيرة ليست بالضرورة دليلاً على ضعف في الردع الإسرائيلي، لا توجد في هذا الوقت مصلحة لإسرائيل لتدخل إلى جولة قتال في قطاع غزة، لكن لا يجب السماح لحماس أن تستغل الوضع القائم. 

توحيد الساحات

إنّ التأييّد لنتنياهو في إسرائيل في درك أسفل غير مسبوق، والشرعية الدولية التي تحظى بها إسرائيل قد اقتربت من الصفر، السيناريو الذي يخشاه الإسرائيليون قد تحقق من خلال وقوع سلسلة من العمليات خلال عيد الفصح، والتي شملت إطلاق صواريخ من لبنان وقطاع غزة وهجمات داميّة، حتى إنّ جميع محاولات التهدئة التي تضمنت اجتماعات دبلوماسية أمنيّة كانت بلا جدوى.

إسرائيل قد اقتربت من الصفر، السيناريو الذي يخشاه الإسرائيليون قد تحقق

ووسط هذه الفوضى تأمل إسرائيل أن يمر شهر رمضان في الواقع بهدوء نسبي مع انتهاء الصلاة في المسجد الأقصى دون مواجهات غير عادية مع قوات الجيش، مخاوف الجيش زادت من نجاح كمين مخطط جيداً أعده الفلسطينيون لإسرائيل، حين تحصن مئات المصلين في المسجد الأقصى بالتزامن مع حدة الانقسام المتزايد في المجتمع الإسرائيلي، الذي يوشك أن يخترق الجيش والأجهزة الأمنيّة، والتخوف من تلاقي كل الجهات المعادية في جميع الساحات المحيطة وتحديداً من جنوب لبنان، مع تزايد النشاطات المسلحة قرب الحدود عقب هجوم مجدو مؤخراً، واستعداد الأعداء لإلحاق الأذى بالجبهة الداخلية من أجل إقامة معادلات جديدة.

فرضية عمل التنظيم تقول إنّ حكومة إسرائيل برئاسة نتنياهو تعيش في أزمة داخلية قاسية جداً

هناك تشابه بين تطورات الأيام الأخيرة والأحداث التي سبقت عملية حارس الأسوار في مايو(أيار) 2021، تصعيد على خلفية أعمال رجال اليمين في حينه برئاسة إيتمار بن غفير في أثناء شهر رمضان في القدس، في حينها أطلقت حماس وابلاً من الصواريخ نحو القدس،انطلاقاً من الافتراض بأنّ جولة قتاليّة ستستثمرها سياسياً، منحت الجولة حماس نقاط استحقاق عديدة على المستوى السّياسي، وأساساً حول نجاحها في توحيد الساحة الداخليّة العربية في إسرائيل، على خلفية عنف شديد داخل المدن العربية في إسرائيل، هذه المرة أيضاً على خلفية نية نشطاء اليمين التضييق على المصلين والعنف الشرطي داخل المسجد الأقصى، تحاول حماس إشعال الساحات المحيطة وربما تنجح في ذلك هذه المرة.

لا توجد في هذا الوقت مصلحة لإسرائيل لتدخل إلى جولة قتال في قطاع غزة، لكن لا يجب السماح لحماس أن تستغل الوضع القائم

حماس تتمركز جنوب لبنان

تحدث وزير الدفاع يواف غالنت عن حصول المؤسسة الأمنيّة على معلومات مفادها، بأنّ هناك مساعي متواصلة لإلحاق الأذى بإسرائيل من أماكن لم يعتد عليها في السنوات الأخيرة، ما يجعل من محاولات الجبهة الشمالية علامة مقلقة يجب مواجهتها، وفي الوقت ذاته اندلعت الأحداث والمواجهات في الساحة الفلسطينية داخل المسجد الأقصى، من حيث ضرب رجال الشرطة للمصلين داخل المسجد بالهراوات والبنادق، ومنذ ذلك الحين تحقق تقارب الساحات، وتركيز إسرائيل على حماس بالذات يساعد رأس الأفعى إيران كثيراً، ففتح جولة قتال بين إسرائيل وحماس في غزة، كفيل بصرف الانتباه الإسرائيلي عن سوريا ومحاولات إيران وحزب الله التموضع هناك، البنية العسكرية لحماس في جنوب لبنان ليست أمراً جديداً، فمنذ سنين والتنظيم يعمل هناك بكل النشاط لتثبيت قدرة صاروخية، كما تعرف حماس بأنّ حكومة لبنان ضعيفة جداً ويمكن لحماس أنّ تعربد هناك بقدر ما تشاء، وهنّا يدور السؤال عن دور حزب الله في الهجمات من جنوب لبنان، من الصعب أن نصدق بأنّ التنظيم الشيعي لم يعرف شيئاً عن نيّة مجموعات من حماس إطلاق الصواريخ وزعيم حماس إسماعيل هنية يلتقي حسن نصرالله، رغم النفي القاطع من جانب التنظيم بشأن معرفته، وهنا يمكن الاعتقاد بأنّ إيران المتعاظمة والتي تكبدت مؤخراً سلسلة من الهجمات المنسوبة لإسرائيل، بدأت تطلب من حزب الله تسديد أوراق التمويل التي يتلقاها منها ودفعه نحو تنفيذ أعمال ضد إسرائيل، في المقابل يشعر حزب الله هو الآخر الذي ينظر كل يوم إلى جرافات إسرائيلية تجتاز جدار الحدود، بأنّ عليه إثبات أنّ قوته لا تزال قائمة.

مصدر الترجمة عن العبرية:

https://www.ynet.co.il/news/article/hkzt9cp112#autoplay



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية