هل تتجه ميليشيات الحوثي لإعادة الحرب إلى محافظتى مأرب وأبين؟

برغم تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام في اليمن الذي تمزقه الحرب لأكثر من (8) أعوام، تتجه ميليشيات الحوثي إلى إعادة بوصلة الحرب إلى محافظتى مأرب الغنية بالنفط وأبين، عبر تعزيزات بشرية وقتالية، بالتزامن مع إطلاق هجمات جوية لطائرات مسيّرة إيرانية الصنع.

وقد أعلن الجيش اليمني السبت، في بيان، إسقاط طائرة مسيّرة لميليشيات الحوثي الإرهابية لدى تحليقها باتجاه المواقع العسكرية في جبهات الجوبة جنوبي محافظة مأرب، شرقي البلاد، وهو ما من شأنه أن يعيد للمشهد موجة التصعيد الحربي الحوثي للمحافظة النفطية.

وبحسب ما نقله موقع "العين" عن مصادر خاصة، فإنّ ميليشيات الحوثي كثفت من تشييد الأنفاق والحاميات القتالية مع انتشار جرافات تقوم باستحداث الخنادق والمتاريس، وذلك على (3) جبهات قتالية ابتداء من (المشجح) حتى (البلق الشرقي).

قتلت الحرب في اليمن نحو (377) ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر منذ اندلاعها في أيلول 2014

هذا، وأعلنت قوات المقاومة الجنوبية كسر هجوم عنيف شنته ميليشيات الحوثي، وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والمعدات وذلك في جبهة (ثرة) في محافظة أبين.

وقالت المقاومة الجنوبية في بيان: إنّ "المدفعية الثقيلة للمقاومة الجنوبية دكت أهدافاً حوثية في عدد من المواقع، عقب قصف وهجوم مكثف استهدف مواقع استراتيجة في جبهة ثرة شمالي المحافظة المطلة على بحر العرب".

وأكدت تحقيق إصابات مباشرة في بعض الأهداف من قبل وحدات الأسلحة الثقيلة للقوات الجنوبية، ممّا كبد الميليشيات الحوثية خسائر في العتاد والأرواح.

إلى ذلك، أعلن ‏مشروع (مسام) السعودي لنزع الألغام عن انتزاع (400) ألف لغم وذخيرة غير منفجرة خلال (5) أعوام من العمل في مناطق واسعة في اليمن.

‏وقال مشروع (مسام) السعودي في بيان: إنّه تمكن حتى الآن من تطهير أكثر من (46) مليون متر مربع من الأراضي اليمنية كانت مفخخة بالذخائر والألغام والعبوات الناسفة.

و(مسام) الهندسي مكون من (32) فريقاً بخبرات عالمية وفرق محلية يمنية وبإشراف سعودي، وجميع الفرق تدربت لإزالة الألغام التي زرعتها الميليشيات الانقلابية بطرق عشوائية في الأراضي، وتحديداً في (11) محافظة يمنية.

وتتناثر في العديد من المدن اليمنية آلاف الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي منذ انقلابها أواخر 2014، في مناطق تشهد معارك بين مقاتلي ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران والقوات اليمنية المعترف بها دولياً.

أعلن ‏مشروع (مسام) السعودي لنزع الألغام عن انتزاع (400) ألف لغم وذخيرة غير منفجرة خلال (5) أعوام من العمل في مناطق واسعة في اليمن

وبنهاية العام الماضي، قتلت الحرب في اليمن نحو (377) ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر منذ اندلاعها في أيلول (سبتمبر) 2014، ما يقرب من 60% منها نحو (226200) غير مباشرة"، في حين أنّ الوفيات المباشرة هي تلك التي تسبب فيها القتال، وقدرت بنحو 40% من الحصيلة الإجمالية، بما يعني أنّ عددها (150800).

وتشير تقارير حقوقية وأممية إلى أنّ عدد ضحايا الألغام في اليمن تجاوز (10) آلاف مدني، أغلبهم من النساء والأطفال، كما أنّ هناك أكثر من مليوني لغم أرضي زرعت في مختلف أنحاء البلاد خلال الحرب الدامية.