هل تسعى إيران إلى تسليح الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية؟

إيران وفلسطين

هل تسعى إيران إلى تسليح الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية؟


08/07/2019

مساعٍ إيرانية حثيثة لنقل تجربة قطاع غزة إلى الضفة الغربية، وتزويدها بالسلاح، باعتبار الأخيرة خاصرة رخوة لدى الاحتلال الإسرائيلي، مع تداخل تضاريسها مع عدد من المستوطنات الإسرائيلية. وتأتي هذه المساعي بعد إعلان المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني، يحيي رحيم صفوي، في 7 حزيران (يونيو) الماضي، نية بلاده تزويد الفصائل الفلسطينية في الضفة بالسلاح، بعدما فشلت في نقل تقنية الصواريخ لها، وأنّ القضية تقع تحت إشراف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، الذي دعا في مناسبات عديدة لتسليح الضفة الغربية، كما حصل في غزة.

المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي دعا في مناسبات عديدة لتسليح الضفة الغربية كما حصل في غزة

وذكرت صحيفة "الجريدة" الكويتية، في كانون الأول (ديسمبر) 2017؛ أنّ اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، والمسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، قد طلب من قيادة الجناح العسكري لحركتي حماس والجهاد الإسلامي البدء بتجنيد عناصر فلسطينية في الضفة الغربية، وأنّه بمجرد إعطائهما الضوء الأخضر لجاهزيتهما لتسلم الأسلحة، وتأمين الأماكن اللازمة لتخزينها، فإنّ إيران سترسلهم لفتح جبهة مسلّحة ضدّ إسرائيل في الضفة، باعتبارها أولوية إيرانية.

وكشفت صحيفة "الرأي" الأردنية، في 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2017؛ أنّ "11 متهماً يحاكمون في محكمة أمن الدولة الأردنية، بتهمة تهريب الأسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية". وأفادت الصحيفة، بعد اطلاعها على وثائق رسمية؛ بأنّه "خلال 6 أشهر تمكّن11 متهماً من تهريب 250 مسدساً، و40 بندقية رشاش من نوع"M 4" ، إلى الضفة الغربية، بطريقة غير مشروعة، بقصد استخدامها على وجه غير مشروع .

اقرأ أيضاً: إيران تتحدى المجتمع الدولي..

وأعلنت إسرائيل، في حزيران (يونيو) الماضي؛ أنّها صادرت، خلال النصف الأول من العام الجاري، 270 قطعة سلاح مصنّعة محلياً في الضفة الغربية، مقارنة بـ 400 قطعة سلاح قامت بمصادرتها خلال العام الماضي 2018.

مساعٍ إيرانية حثيثة لنقل تجربة قطاع غزة إلى الضفة الغربية

تجنيد العملاء

أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، عبد الستار قاسم، يقول لـ "حفريات" إنّ "القرار الإيراني بتسليح الضفة الغربية لم يتم تنفيذه بعد، ولن يكون بالأمر السهل، في ظلّ سيطرة الأردن على حدوده بشكل محكم، إضافة إلى تحكّم الاحتلال الإسرائيلي في الوضع الأمني في الضفة الغربية، من خلال إقامته للجدار العازل، والمئات من الحواجز العسكرية، التي تتحكم بحركة المواطنين، وبالتالي؛ فإنّ السلطات الإسرائيلية لا تترك أيّة ثغرة أمنية يمكن اختراقها، والتي من شأنها أن تشكل تهديداً لمستقبلها وأمن مواطنيها".

اقرأ أيضاً: قرار إيراني يتخطى حدود الإنسانية

ويضيف "الضفة الغربية منطقة مكشوفة أمنياً وعسكرياً، أمام الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعمل على مبدأ الحرب الاستباقية في جمع المعلومات عن الأعداء، قبل أن يصلوا إلى مرحلة الاستقواء عليهم، وهو ما يتم على أرض الواقع داخل مناطق الضفة المحتلة، من خلال تجنيد أجهزة المخابرات الإسرائيلية للعملاء فيها، لتجنّب نقل تجربة قطاع غزة إلى الضفة الغربية وتزويدها بالسلاح".

 ترفض السلطة الفلسطينية التدخل الإيراني في شؤونها الداخلية

معارضة السلطة الفلسطينية للتدخل الإيراني

وتابع قاسم: "إيران غير مستعدة لتقديم أيّ دعم عسكري للفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية بعد العقوبات الأمريكية الأخيرة عليها، التي أدّت إلى دخولها في أزمة مالية خانقة، كما ترفض السلطة الفلسطينية التدخل الإيراني في شؤونها الداخلية، والذي يُنظر إليه على أنّه وسيلة وأداة تهدف إلى تعزيز الانقسام الداخلي الفلسطيني، وأنّه يساهم في تغذية الحروب الأهلية في المنطقة، وبالتالي زيادة معاناة الشعب الفلسطيني".

اقرأ أيضاً: ضربة جديدة للاتفاق النووي الإيراني

ولفت قاسم إلى أنّ "الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية ليست في حاجة إلى السلاح من أيّة دولة، وبإمكان التنظيمات المسلحة الاعتماد على جهودها الذاتية؛ من خلال لجوئها لشراء الأسلحة عن طريق الإسرائيليين أنفسهم، أو من خلال القيام بتنفيذ بعض العمليات النوعية لتجريد المستوطنين والجنود الإسرائيليين من أسلحتهم وعتادهم، وهي عمليات تحتاج إلى مهارة وتدريب متقنين، إضافة إلى إمكانية تصنيع السلاح بداخل مناطق الضفة محلياً لتجاوز معضلة تهريب السلاح إليها".

تصريحات إيران فقاعات إعلامية تهدف إلى زيادة أسهمها في المنطقة

تصريحات إعلامية

اللواء المتقاعد والخبير العسكري، يوسف الشرقاوي، يرى في دعوة إيران لتسليح الفصائل الفلسطينية بالضفة الغربية بأنها "تصريحات وفقاعات إعلامية تهدف إلى زيادة أسهمها في المنطقة، والهروب من الواقع الحقيقي، ومعاناتها في الأراضي السورية، والتي أصبحت مناطق سيطرتها مرتعاً للغارات والهجمات الإسرائيلية المتكررة".

خبير عسكري: الوضع الأمني في الضفة مركّب ومعقد في ظلّ التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والولايات المتحدة

وفي تصريحه لـ "حفريات"، يصف الشرقاوي الوضع الأمني في الضفة الغربية؛ بأنّه "مركّب ومعقد للغاية، ويصعب اختراقه، في ظلّ التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والولايات المتحدة، وهو الأمر الذي سيمنع إيران من تحقيق هدفها في إيصال السلاح للفصائل بالضفة الغربية المحتلة، رغم قوتها الإقليمية في المنطقة، وفي ظلّ عدم رغبتها بالدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي".

ولفت إلى أنّ "إسرائيل تولي اهتماماً كبيراً ومتزايداً بالضفة الغربية المحتلة، خاصة بالمناطق الواقعة في المنطقة (ج)، والتي تخضع للسيطرة الأمنية والإدارية الإسرائيلية، والتي تعدّها جزءاً من مشروعها الصهيوني العقائدي والتوراتي، ومن دونها لا تستطيع إسرائيل قيام دولتها العبرية؛ نظراً إلى أهمية الضفة الغربية، أمنياً وإستراتيجياً، للاحتلال، من خلال إقامة المئات من البؤر الاستيطانية، ومصادرة المزيد من الأراضي، وهدم العشرات من منازل المواطنين، إضافة إلى تكثيف أجهزة المخابرات الصهيونية من جهودها لمنع فكرة إمكانية امتلاك الفصائل في الضفة الغربية السلاح، واستخدامه في مهاجمة إسرائيل".

محاولات إيرانية لتسليح الضفة الغربية

وقال المعهد الإسرائيلي للشؤون العامة والدولة للدراسات، في 11 حزيران (يونيو) الماضي: إنّ "إيران تواصل جهودها العسكرية لتسليح الضفة الغربية، وقد تبدّى ذلك من خلال جملة تصريحات أعلنها عدد من الزعماء الإيرانيين، في الأيام الأخيرة، تجسيداً لدعوة سابقة أطلقها الزعيم الإيراني، خامنئي، حول استبدال الصواريخ بالحجارة في الضفة الغربية".

وأضاف المعهد أنّ "احتفال إيران بيوم القدس العالمي، في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، شهد صدور نداءات إيرانية، بنقل الوضع السائد في قطاع غزة إلى الضفة الغربية، من ناحية القوة التسليحية، رغم العقوبات الأمريكية التي تفرض على إيران".

وأشار إلى أنّه "رغم أنّ إيران لم تنجح حتى اللحظة في تحقيق هذه التطلعات في الضفة الغربية؛ فإنّ من الواضح أنّ هذا الطموح يتصدر اهتمامات الدولة الإيرانية، من خلال الجهود التي يقوم بها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بقيادة الجنرال قاسم سليماني".

إحباط تهريب سلاح للضفة
وتتواصل عمليات تهريب السلاح للضفة الغربية، حيث أفادت مصادر إسرائيلية بأنّ "حرس الحدود" الإسرائيلي أحبط عملية تهريب عشرات قطع السلاح من الأردن إلى الضفة الغربية. وأفاد بيان لـ "حرس الحدود"، نقله موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في شباط (فبراير) الماضي؛ بأنّ "عملية تعقّبٍ استمرت لعشرات الساعات المتواصلة، أسفرت عن تشخيص عملية تسلل لشخص حاول تخطي السياج من الجانب الأردني للحدود، إلى شمال غور الأردن، حاملاً معه حقيبة كبيرة مليئة بالمسدسات".

اقرأ أيضاً: دوافع التهديد الإيراني بالعودة إلى تخصيب اليورانيوم
وأعلن جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك"، في بيان صحفي، في 4 تموز (يوليو) الجاري؛ أنّه "اعتقل في 18 أيار (مايو) الماضي، فلسطينياً من غزة، أثناء وجوده في بلدة الطيبة داخل الخط الأخضر، بدعوى أنّه "خبير متفجرات" من كوادر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس".

وزعم "الشاباك"؛ أنّ "المعتقل نفّذ مخططاً لقيادة الجناح العسكري في قطاع غزة، يرمي لإنشاء مختبر لصناعة المواد المتفجرة في الضفة الغربية، بعد أن دخل من قطاع غزة إلى الخط الأخضر، بواسطة (تصريح طبي)، للعلاج في القدس"، مضيفاً أنّ "الشاب كان قد خضع لتدريباتٍ مكثفة على تصنيع المتفجرات لمدة عام في غزة".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية