هل تنجح النمسا في القضاء على الإخوان المسلمين؟.. أبرز التحديات

هل تنجح النمسا في القضاء على الإخوان المسلمين؟.. أبرز التحديات


29/07/2021

قالت صحيفة نمساوية إنّ تنظيم جماعة الإخوان، المصنف في الكثير من الدول تنظيماً إرهابياً، هو أخطر تنظيم متطرف في الغرب، مشددة على ضرورة اتخاذ "إجراءات نموذجية" ضده.

وقالت صحيفة "فولكس بلات" النمساوية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: "المرء لا يعرف بالضبط من هو جزء من الإخوان المسلمين... فقلة من أعضائها هم الذين يعترفون بذلك صراحة، فضلاً عن انعدام الشفافية في الجماعة"، وفق ما نقلت صحيفة العين الإخبارية.

 

صحيفة "فولكس بلات" النمساوية: لا يُعرف بالضبط من هو جزء من الإخوان المسلمين، فقلة من أعضائها هم الذين يعترفون بذلك صراحة

 

وفي السياق، اعتبرت رئيسة مركز أبحاث الإسلام العالمي في فرانكفورت الألمانية وعضو المجلس الاستشاري العلمي للمركز النمساوي لتوثيق الإسلام السياسي سوزان شروتر بأنّ جماعة الإخوان هي "أخطر تنظيم للإسلام السياسي في الغرب"، متحدثة عن "إجراءات نموذجية اتخذتها النمسا ضدها"، وفق التقرير.

ووفق "فولكس بلات"، فإنّ النمسا أدركت خطر الجماعة، واتخذت إجراءات متتابعة ضد الإخوان، بدءاً من حظر الرموز إلى إنشاء مركز توثيق الإسلام السياسي لمراقبتها، وإعداد تقارير عن أنشطتها ورفعها للسلطات المعنية في فيينا.

وذكرت الصحيفة أنّ "وسائل الإعلام الدولية أشادت أيضاً بالحظر المفروض على رموز الإخوان المسلمين في عام 2019"، مستشهدة بما "كتبته المجلة الأسبوعية الفرنسية Le Point  أنّ النمسا كانت أول دولة في أوروبا تفرض نصف حظر "على الإخوان"، في إشارة إلى حظر الرموز.

شروتر عادت ودعت في تصريحاتها إلى "تكثيف الجهود لكشف القناع عن الإخوان المسلمين".

وكذلك مهند خورشيد رئيس الهيئة الاستشارية العلمية لمركز توثيق الإسلام السياسي الذي طالب في تصريحات للصحيفة بـ"فضح مكائد مثل هذه الإيديولوجيات الكارهة للبشر، وإظهار أنه خلف الواجهة المزخرفة بالإسلام توجد بالفعل أجندات سياسية".

وتابع خورشيد الذي يُعتبر مستشاراً للحكومة النمساوية بمنصبه في مركز توثيق الإسلام السياسي أنّ المطلوب هو "خطاب عام لا يعطي مثل هذه الإيديولوجيات مجالاً للتطور".

 

"فولكس بلات" تحدثت عن صعوبة حظر الإخوان بالكامل بسبب عدم وجود كيان متماسك يسمى الإخوان في البلاد

 

ومع ذلك، لا يعتبر خورشيد الحظر الكامل للإخوان في النمسا في المستقبل "أمراً واقعياً"، قائلاً: "في الديمقراطية، من الصعب حظر الأفكار، ولا يمكن حظر الشعبويين اليمينيين أيضاً".

 وتحدثت "فولكس بلات" أيضاً عن صعوبة حظر الإخوان بالكامل، بسبب "عدم وجود كيان متماسك يُسمى الإخوان في البلاد".

 وقال الخبير البارز في شؤون الإخوان هايكو هانش، الذي شارك في كتابة تقييم للجماعة بطلب مباشر من الادعاء العام في النمسا، في تصريحات سابقة لصحيفة "العين": إنّ "حظر الإخوان بشكل كامل سيكون صعباً من الناحية القانونية، ولن يصمد أمام المحكمة الدستورية أو المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان".

 ويصعب تحديد كل الجمعيات والمراكز الثقافية والمساجد المحسوبة على الإخوان في ظل نفيها المستمر ارتباطها بالتنظيم، ويصعب أيضاً رصد الارتباط المؤسسي بين الجمعيات المحسوبة على الجماعة في الأراضي النمساوية.

 

خورشيد لا يعتبر الحظر الكامل للإخوان في النمسا في المستقبل "أمراً واقعياً"، لأنه في الديمقراطية من الصعب حظر الأفكار

 

 وفي هذا الإطار، قال هاينش: "برأيي، فإنّ الاحتمال الأكبر هو تغيير قانون الجمعيات في النمسا، ما يسمح بحظر وحل الجمعيات الفردية (أي وفق حالة كل جمعية على حدة) التي تمثل مواقف متطرفة بسهولة أكبر".

 وقد نفذت الشرطة النمساوية في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي مداهمات في 4 ولايات اتحادية، بينها فيينا، استهدفت أشخاصاً وجمعيات مرتبطة بالإخوان وحركة حماس الإسلامية، في أقوى تحرك أمني ضد الجماعة وأذرعها.

 وخلال المداهمات فتشت الشرطة أكثر من 60 شقة ومنزلاً ومقراً تجارياً ونادياً، وألقت الشرطة القبض على 30 شخصاً مثلوا أمام السلطات لـ"الاستجواب الفوري"، وفق بيان رسمي.

الصفحة الرئيسية