هل سيكون العام الجديد الأسوأ على الفلسطينيين؟

هل سيكون العام الجديد الأسوأ على الفلسطينيين؟

هل سيكون العام الجديد الأسوأ على الفلسطينيين؟


كاتب ومترجم فلسطيني‎
08/01/2023

يتوقع الفلسطينيون أن يكون العام الجديد من أسوأ الأعوام التي ستمر عليهم، وذلك مع تصاعد حدة الهجمات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وتنصيب الحكومة الإسرائيلية اليمينيّة الجديدة الأكثر تطرفاً سياسياً ودينياً، واعتمادها برنامجاً ينص على أنّ للشعب اليهودي حقاً خالصاً على أرض إسرائيل، وأنّ الحكومة ستعمل على تطوير الاستيطان وتعزيز هجرة اليهود إلى إسرائيل، وهذا البرنامج سيعزز من فرص التصعيد والتنكيل بالفلسطينيين على اعتبار أنهم ليسوا أصحاب أرض.

وأعلن بنيامين نتنياهو الذي عاد لسدة الحكم من جديد الأسبوع الماضي، عن الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة مع شركائه من الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة، التي منح وزراءها صلاحيات غير مسبوقة في إدارة شؤون الفلسطينيين بعيداً من مؤسسة الجيش، وهو ما يهيئ لمرحلة صعبة من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال الفترة المقبلة.

حماس تهدد إسرائيل

واعتبرت حركة حماس على لسان رئيس الحركة في غزة يحيي السنوار، تطبيق الحكومة اليمينيّة المتطرفة برنامجها على أرض الواقع، بأنه سيكون تجاوزاً للخطوط الحمراء، مشيراً إلى أنّ الفلسطينيين قد دخلوا في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، وأنّ المسجد الأقصى المهدد باعتداءات وحشية بدعم من حكومة اليمين العنصري سيكون عنوان المرحلة المقبلة، وحماس سترد بقوة على أي اعتداء بحق سكان القدس والمسجد الأقصى.

 نتنياهو سيسعى خلال الفترة الحاليّة إلى منع أي احتكاك ميداني بين الفلسطينيين والسلطات الإسرائيلية

وقال الرئيس الفلسطينيّ محمود عباس، خلال كلمة ألقاها في ذكرى انطلاقة حركة فتح، إنّ فلسطين مقبلة على عام ثقيل مع تنصيب الحكومة المتطرفة في إسرائيل، التي تستعر لضم وابتلاع المزيد من أراضي الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الفلسطينيين سيسقطون مؤامرات الاحتلال الإسرائيليّ كما أسقطت صفقة القرن، وذلك بوحدة الشعب وتمسكه بالمقاومة السلمية.

على صعيد المجتمع الإسرائيليّ، هناك استياء واسع من تشكيل الحكومة الإسرائيلية، حيث أظهر استطلاع للرأي تشاؤم الإسرائيلييّن من حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة، معتقدين أنّ وضع إسرائيل سيزداد سوءاً مع نهاية الحكومة المقررة لأربع سنوات، كما هاجم وزراء إسرائيليون الحكومة الجديدة ومنهم يائير لابيد، الذي قال إنّ الحكومة الجديدة التي تضم مجانين تعتبر الأكثر تطرفاً في تاريخ دولة إسرائيل، فهي فاشلة وضعيفة ولن تكون قادرة على الحكم.

قلق أمريكي

ويسود إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن القلق من خطوات حكومة نتنياهو ضد الفلسطينيين، حيث ذكر "موقع ويلا " العبري قيام مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، بزيارة إسرائيل من أجل لقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ومناقشته حول سياسة الحكومة اليمينية المتطرفة المقلقة تجاه الفلسطينيين، خاصة فما يتعلق بتوسيع المستوطنات وشرعنة بؤر استيطانية عشوائيّة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية. 

وتعليقاً على هذه التطورات، أكد الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور أنّ "المؤشرات الحاليّة لسياسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، تشير إلى أنّ هناك نوايا سيئة لإسرائيل تجاه الفلسطينيين، من خلال إلغاء حقوقهم وتكريس نظام الأبارتهايد، وإعلان يهوديّة فلسطين بشكل كامل، إضافة إلى نسف جميع جهود التفاوض حول حل الدولتين".

توقعات بفشل الحكومة الجديدة خلال الأشهر المقبلة، كونها هشة وغالبية الإسرائيليين غير راضين عنها، في ظل تركيز جهودها على الملف الإيرانيّ والفلسطينيّ وتجاهل المشاكل الداخليّة

وأوضح منصور في حديثه لـ"حفريات" أنّ "المرحلة المقبلة تستوجب من  الفلسطينيين بكافة الأطياف، تفعيل المقاومة المسلحة بوجه الاحتلال والمستوطنين، خاصة بعد تصاعد عمليات القتل اليومي من قبل الجيش في مدن الضفة الغربية، إضافة إلى تصعيد المستوطنين بحماية الشرطة الاقتحامات الاستفزازية المتكررة للمسجد الأقصى، ودعوة بن غفير إلى تغيير الوضع في الأقصى لمصلحة اليهود ".

وبين أنّ "المجتمع اليهودي منقسم حول التوجهات السياسية للحكومة الإسرائيلية الجديدة، بعد أن تحولت إسرائيل إلى دولة دينية عقائدية معادية لقيم الديمقراطية، وهذا سيزيد من الانقسامات الداخلية في إسرائيل، إلى جانب زيادة العنف من قبل الفلسطينيين الذين سيرفضون وسيقاومون المخططات التي تنوي الحكومة تطبيقها، من خلال ضم مناطق من الضفة والجليل لصالح توسيع المستوطنات مقابل تهجير الفلسطينيين".  

الخيّارات أمام السلطة محدودة

ولفت إلى أنّ "الصلاحيّات الخطيرة التي منحها بنيامين نتنياهو للوزيرين ايتمار بن غفير وسموتريتش بنقل الإدارة المدنية من سلطة الجيش إلى تصرفهم، ستشعل فتيل المواجهة مع الفلسطينيين، خاصة وأنّ الوزيرين يقودان حملة ضد الوجود الفلسطيني، والإدارة المدنية هي المسؤولة عن إدارة الحواجز التي تقطع أوصال الضفة الغربية وتطبق الحصار على قطاع غزة، كما أنّها مسؤولة عن البناء الاستيطانيّ وهدم منازل الفلسطينيين".

التصعيد الإسرائيلي سيزداد

من جهته، قال الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات إنّ "عداء الإسرائيليين سيزداد خلال العام الحالي مع التوجهات المعادية للحكومة الأكثر حقداً على الفلسطينيين، ولكن تركيز السياسات والمخططات سيكون موجه على العرب داخل إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية، مستبعداً أن يطرأ أي تغيّير على الوضع الميداني على جبهة غزة".

وبيّن لـ"حفريات" أنّ "بنيامين نتنياهو سيسعى خلال الفترة الحاليّة إلى منع أي احتكاك ميداني بين الفلسطينيين والسلطات الإسرائيلية، إلى حين تعزيز وتوسيع اتفاقيات السلام مع الدول العربية في المنطقة وخاصة مع السعودية، حيث سيستفيد نتنياهو من توطيد علاقاته مع العرب في تطبيق سياساته دون أي إدانات عربية تفشل مخططاته".

المحلل السياسي عصمت منصور لـ"حفريات": الصلاحيّات الخطيرة التي منحها نتنياهو للوزيرين بن غفير وسموتريتش بنقل الإدارة المدنية من سلطة الجيش إلى تصرفهم، ستشعل فتيل المواجهة مع الفلسطينيين

وحول دور السلطة الفلسطينية في التعامل مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، أشار إلى أنّ "الخيّارات أمام السلطة محدودة، فهي مضطرة للتعامل مع حكومة نتنياهو بحكم الأمر الواقع، متوقعاً أن تفرض الحكومة الإسرائيلية قيوداً اقتصاديّة تؤثر سلباً على الواقع المالي للسلطة، من خلال حجز أموال المقاصة كورقة ضغط على تراجع أداء أجهزة الأمن في وقف تصاعد المجموعات المسلحة في الضفة الغربية، وبالتالي لن يكون أمام السلطة سوى التنديد ومعاقبة إسرائيل في المؤسسات الدولية".

ولا يستبعد بشارات أن "تفشل الحكومة الجديدة خلال الأشهر المقبلة في الحكم وصولاً إلى طريق مسدود، كون أنّ الحكومة القائمة هشة وغالبية الإسرائيليين غير راضين عنها، في ظل تركيز الحكومة جهودها على الملف الإيرانيّ والفلسطينيّ وتجاهل المشاكل الداخليّة، إلى جانب وجود خلافات تتمحور حول العلاقة بين الدولة والديانة اليهودية، على الرغم من التوافق بين الوزراء على تبني سياسة الضم وتوسيع المستوطنات وغيرها من القضايا الأخرى التي تؤدي لإقصاء الفلسطينيين".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية