هل غيرت التنظيمات الإرهابية أولويات الاستهداف؟ .. دراسة حديثة تجيب

هل غيرت التنظيمات الإرهابية أولويات الاستهداف؟ ما العوامل والملامح؟

هل غيرت التنظيمات الإرهابية أولويات الاستهداف؟ .. دراسة حديثة تجيب


30/03/2023

تحاول التنظيمات الإرهابية بشكل مستمر تغيير استراتيجيتها، خاصة تلك المرتبطة بالاستهدافات، بما يتلاءم مع واقعها التنظيمي والجغرافي وتحقيق أهدافها التكتيكية والاستراتيجية، وفقاً للتحولات التنظيمة والفكرية.

وفي دراسة حديثة نشرها مركز "تريندز للبحوث والاستشارات"، تطرقت للحديث عن أولويات التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، بيّنت أنّ التنظيمات الإرهابية شهدت تحوّلات واضحة فيما يتعلق بأولويات الاستهداف، إذْ لم تعد أولويات هجماتها منصبّة على القوات الحكومية وعناصر الأجهزة الأمنية فحسب، فقد تراجعت تلك الأولوية لصالح أولويات أخرى فرضتها مجموعة من التحولات التنظيمية والفكرية، تزامناً مع رغبتها في تكريس نفوذها وتعزيز وجودها على الساحة، واستقطاب عناصر إرهابية جديدة.

وتشير الدراسة إلى أنّ التنظيمات الإرهابية تتخلى بشكل مؤقّت عن بعض الأولويات التقليدية مثل؛ أولوية استهداف العدو القريب بالنسبة إلى التنظيمات المحلية، أو أولوية استهداف العدو البعيد بالنسبة إلى تنظيم القاعدة في الماضي، ولذا يمكن القول إنّ التنظيمات الإرهابية باتت تتجاوز أولوياتها الفكرية من أجل مصالحها التنظيمية تكريساً لحالة الانفلات في المناطق التي تنشط بها. وذلك لا يعني أنّه ليست لديها أهداف أخرى تنصبُّ عليها هجماتها الإرهابية، ولكن المقصود أنّ التوسّع الجغرافي وتزايد القدرات التنظيمية دفعها إلى تغيير أولويات الاستهداف بما يتلاءم مع واقعها التنظيمي والجغرافي وتحقيق أهدافها التكتيكية والاستراتيجية وفق ما أظهرت الدراسة.

 التنظيمات الإرهابية شهدت تحوّلات واضحة فيما يتعلق بأولويات الاستهداف

وحددت الددراسة أبرز ملامح التحولات التنظيمية للمجموعات الإرهابية، وأوّلها تحوُّل القوة التنظيمية إلى الفروع، حيث إنّ معظم التنظيمات الإرهابية الموجودة على الساحة، برغم كونها فروعاً لتنظيمات أخرى عابرة للقارات، غير أنّها صارت تمثِّل الثقل التنظيمي والفكري لها، نظراً لتراجع التنظيميات المركزية، بسبب الضربات القوية التي تعرضت لها طَوال الأعوام الماضية، ممّا جعلها تبدو أقرب إلى القيادة الرمزية أو الشرفية التي تلتفُّ حولها الفروع منعاً للانقسام والتفرّق، على غرار تنظيم القاعدة الذي أصبحت فروعه تمثّل ثِقله التنظيمي؛ من قَبيل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وحركة الشباب المجاهدين في الصومال. وكذلك الأمر بالنسبة إلى منافسه وغريمه اللدود تنظيم داعش، الذي انتقل ثقله التنظيمي إلى فروعه المختلفة، من قَبيل ولاية غرب أفريقيا، وولاية وسط أفريقيا، وولاية خراسان في أفغانستان، وأصبحت تلك الفروع تمثل القوة الضاربة للتنظيم، بعد انهيار خلافته المزعومة في العراق وسوريا.

التنظيمات الإرهابية باتت تتجاوز أولوياتها الفكرية من أجل مصالحها التنظيمية تكريساً لحالة الانفلات في المناطق التي تنشط بها

ومن أبرز ملامح التحولات تزايُد نفوذ وطموح قيادات الفروع؛ إذ أسهمَت عمليات التوسع الجغرافي والانتشار التنظيمي لفروع القاعدة وداعش في تزايد دور قادتها، وباتت تدرك أنّها تتمتع بالقوة والنفوذ أكثر من قيادات التنظيمات الأم، نظراً لكونها تقود تنظيمات لديها قدرات تنظيمية وعسكرية وأعداد بشرية كبيرة، تمكّنها من شن هجمات نوعية لا يمكن للتنظيمات الأم أن تقوم بها، وهو ما يشجّع قادة الفروع على تعزيز مكانتهم التنظيمية ودورهم القيادي عبر شنِّ هجمات غير تقليدية، تتسم بالعنف والدموية، وذلك على أمل أن تستقل تلك الفروع في يوم من الأيام عن التنظيمات المركزية وتتحوّل إلى تنظيميات مستقلة، أو حتى ترث التنظيم الأم إذا ما جرى القضاء عليه نهائياً، فعلى سبيل المثال، طرحت بعض الاتجاهات داخل تنظيم القاعدة تصعيد أحد قادة الفروع الرئيسية في منصب زعيم التنظيم، بعد مقتل الظواهري، وهو ما يعني نقل مقر القيادة المركزية إلى خارج أفغانستان.

وأوضحت الدراسة أنّ التنافسات العِرقية داخل التنظيمات الإرهابية تُعدّ من أبرز ملامح التحولات، حيث دائماً ما يصاحب ظهور التنظيمات المتطرفة سيطرةُ جنسية أو عِرقية معيّنة عليها، وهو ما بدا بشكل واضح مع ظهور جماعة الإخوان عام 1928، حيث كانت هناك سيطرة واضحة للمصريين، ليس على الجماعة فحسب، وإنّما أيضاً على فروعها الخارجية، من خلال ربطها بما يُسمّى بالتنظيم الدولي، الذي كان بدوره يسيطر عليه المصريون، وفي إطار سعي القيادات المصرية للسيطرة على الجماعة وفروعها، كانت تُقصي كل من يحاول الخروج على هذا التقليد مطالِباً بضرورة إتاحة الفرصة لقادة فروع الجماعة من الجنسيات الأخرى لتولي منصب مرشد الجماعة أو حتى قائد تنظيمها الدولي.

أبرز ملامح التحولات للمجموعات الإرهابية تحوُّل القوة التنظيمية إلى الفروع، وتزايد نفوذ وطموح قيادات الفروع والتنافسات العِرقية

وعلى هذا المنوال سار تنظيم القاعدة الأم، حيث كان يسيطر عليه المصريون، وفي مقدمتهم الظواهري، حتى مع وجود أسامة بن لادن، إذْ كان الظواهري يقود التنظيم من خلف الستار، من خلال سيطرتهم على مفاصله التنظيمية ولجانه العسكرية والشرعية والأمنية، وحتى الاقتصادية منها، حيث كان هناك تعمّد واضح منذ البداية لإقصاء العناصر غير المصرية من المناصب القيادية الحسّاسة، إذْ كانت تُوكَل إليهم الأعمال القتالية التقليدية وجمْع المعلومات والخِدْمات اللوجستية وغيرها من الأعمال المشابهة، وكذلك فعل تنظيم داعش الإرهابي أيضاً، فمنذ أن أعلن عن دولته المزعومة في سوريا والعراق، ظلّت هناك سيطرة شبه كاملة للعناصر العراقية، حيث كان التنظيم يقصي الجنسيات الأخرى، وخصوصاً السورية منها، من المناصب الرئيسية مثل اللجان العسكرية والاستخباراتية والاقتصادية، وهو ما أدى إلى تحوُّل جزء كبير من هجمات التنظيم إلى هجمات ضدّ الدولة العراقية، لكون ذلك يخدم مصالح تلك القيادات ويدعم نفوذها في مسقط رأسها، خصوصاً بعد أن شكّل العراقيون القوام الرئيسي في بناء دولته المزعومة.

أسهمَت عمليات التوسع الجغرافي والانتشار التنظيمي لفروع القاعدة وداعش في تزايد دور قادتها

وحدّد المركز مجموعة من العوامل التي يتوقف عليها تحديد أولوية الاستهداف لدى التنظيمات الإرهابية، مثل حرية الحركة على الأرض، وطبيعة التنظيم وأهدافه، والقدرات والإمكانات المتاحة، والتحالفات التنظيمية، وحدود الترابط التنظيمي.

ومن أبرز التحوُّلات في أولويات الاستهداف، وفق الدراسة، أنّ التنظيمات الإرهابية التقليدية دائماً ما كانت تضع الأهداف الحكومية والأمنية على رأس أولوياتها، بدعوى وجوب إسقاط الحكومات التي لا تحكم بالشريعة الإسلامية، وإقامة الدولة الإسلامية المنشودة، غير أنّ التحولات التي شهدتها تلك التنظيمات جعلتها تغيِّر من أولويات استهدافها، طبقاً للواقع والبيئة المحيطة بها ونوعية أهدافها المرحلية والتكتيكية، وتوضع تلك المتغيرات في الاعتبار عند تحديد الأهداف المراد الوصول إليها، وهو ما يعني الحرص على تنفيذ العمليات بناء على المعطيات الموجودة على الأرض.

ومن أبرز التحولات الأهداف الأممية، فقد شهدت الأعوام الماضية تصاعداً ملحوظاً في استهداف المجموعات الإرهابية للقوات الأممية، وربما يفسر هذا الهجمات شبه المستمرة التي يشنها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في منطقة الساحل الأفريقي وتستهدف بشكل كبير جيوش القوات الأممية المرابطة في تلك المنطقة، على غرار هجومه على إحدى دورياتها في مدينة تمبكتو (شمال)، في منتصف كانون الأول (ديسمبر) 2022، وهو ما أسفر عن مقتل جنديين، وفي هذا السياق كانت جماعة (نُصرة الإسلام والمسلمين) قد أصدرت بياناً نهاية عام 2022، على موقع الزلاقة، وهو أحد الأذرع الإعلامية للقاعدة، حمل عنوان "قوات بعثة الأمم المتحدة في شباك المجاهدين" أعلنت الجماعة خلاله استمرارها في استهداف القوات الأممية، واعتبارها قوات صليبية تهدف إلى حماية الأنظمة السياسية المعادية للإسلام.

مجموعة من العوامل التي يتوقف عليها تحديد أولوية الاستهداف، وهي: حرية الحركة على الأرض، وطبيعة التنظيم، والقدرات المتاحة، والتحالفات التنظيمية

ووفقاً للدراسة، فإنّه على المنوال ذاتِه سار تنظيم داعش، حيث أخذ يكثّف هجماته ضدّ القوات الأممية في المناطق التي ينشط فيها، خصوصاً في منطقة وسط أفريقيا، وهو ما تكشف عنه بياناته المختلفة، على غرار ما جاء في العدد (368) من مجلته الأسبوعية (النبأ)، بتاريخ 8 كانون الأول (ديسمبر) 2022، التي أعلن فيها عن استهداف عناصره لقوات تجمّع التنمية الجنوب الأفريقي (سادك) في موزمبيق، متعهداً بالاستمرار في استهداف تلك القوات بزعم أنّها قوات صليبية غازية. وجدير بالذكر أن قوات (سادك) تحظى بدعم الاتحاد الأوروبي.

ونوّهت الدراسة إلى أنّ تنافس التنظيمات الإرهابية على التمدد والانتشار ومصادر التمويل أدّى إلى دخولها في مواجهات مسلحة فيما بينها، وهو ما أدى إلى تحوّل جديد ونوعي في أولوية الاستهداف، حيث أصبح استهداف التنظيمات المنافسة يحتلُّ مرتبة متقدمة للغاية في قائمة أولويات الاستهداف لدى التنظيمات المختلفة، ربما تقدَّم على أولوية استهداف القوات الحكومة، وذلك نظراً لرغبة كل تنظيم في السيطرة والانفراد بالنفوذ في المناطق التي ينتشر فيها، دون وجود منافس، وهو ما تكشّف عن الصراعات الدموية بين المجموعات القاعدية والداعشية في منطقة الساحل، التي أسفرت خلال العامين الماضيين عن وقوع مئات القتلى من التنظيمين، ونظراً لأهمية أولوية الاستهداف تلك بالنسبة إلى التنظيمات الإرهابية، فإنّها تحرص على إبرازها إعلاميّاً بشكل مركَّز، على غرار الإعلان المتكرر من قبل تنظيم القاعدة عن استهداف مقاتليه عناصر (داعش) في منطقة الساحل الأفريقي، الذين يطلق عليهم صفة الخوارج، وفي المقابل يحرص (داعش) على الإعلان عن هجماته ضدّ عناصر القاعدة، الذين يطلق عليهم مُسمّى (مرتدّي القاعدة)، ولم يقف الأمر عند منطقة الساحل الأفريقي، ولكنّه انتقل إلى أفغانستان، في ظل المواجهات المستمرة بين حركة (طالبان) وتنظيم (ولاية خراسان)، حيث بات واضحاً أنّ تنظيم داعش يركز هجماته ضدّ عناصر طالبان وقادتها، وهو ما يحرص على الإعلان عنه خلال وسائله الإعلامية المختلفة.

أبرز التحوُّلات في أولويات الاستهداف هي: الأهداف الأممية، وتنافس التنظيمات الإرهابية، والأهداف الاقتصادية، واختطاف المواطنين

وأظهرت الدراسة أنّ التنظيمات الإرهابية تحرص دائماً بمختلف أشكالها على تكريس الترابط التنظيمي، كونها تمثّل الآلية الرئيسية للبقاء والاستمرار، من خلال منع أيّ انشقاقات بكل الطرق والوسائل الممكنة، وفي مقدمتها القضاء على أيّ مجموعات منشقة عبر استخدام القوة العسكرية المفرطة، ليكون ذلك رادعاً لأيّ فرد أو مجموعة تفكّر في الانشقاق، خصوصاً أنّ كل تنظيم يعتبر نفسه ممثلاً حصريّاً للإسلام، ولذا فإنّ كل من ينشقّ عنه فهو في حكم المرتدّ ويجوز قتْله، وهو ما يفسّر هذا الصراع الدموي بين (داعش) و(بوكو حرام) في نيجيريا، حيث ترى الأخيرة أنّ عناصر (داعش) انشقّوا عنها، وبالتالي يجب القضاء عليهم، لكونهم يمثّلون الجيل الجديد من الخوارج، في حين يزعم تنظيم (داعش) أنّ المجموعات التابعة لـ (بوكو حرام) عبارة عن مجموعة من المرتدّين، لكونهم نكثوا ببيعتهم للتنظيم.

اعتبرت الدراسة أنّ الأهداف الاقتصادية من أبرز التحوُّلات في أولويات الاستهداف، حيث أطلق تنظيم داعش في 2021 ما سمّاه "الغزوة الاقتصادية" مستهدفاً مصادر الطاقة في المناطق التي ينشط فيها، وذلك بهدف معاقبة الحكومات والمواطنين على حد سواء

واعتبرت الدراسة أنّ  الأهداف الاقتصادية من أبرز التحوُّلات في أولويات الاستهداف، حيث أطلق تنظيم داعش في 2021 ما سمّاه "الغزوة الاقتصادية" مستهدفاً مصادر الطاقة في المناطق التي ينشط فيها، وذلك بهدف معاقبة الحكومات والمواطنين على حد سواء، وهو النموذج الذي طبّقه في العراق من خلال استهدافه المتكرر لأبراج الكهرباء. وما أطلق عليه التنظيم مسمّى "الغزوة الاقتصادية" هو ما كان يتفاخر به في إصداراته المختلفة، ليخلق أزمة خانقة في هذا القطاع الحيوي لم تستطع الحكومة التغلب عليها حتى تموز (يوليو) 2021. وسرعان ما تلقّفت فروع التنظيم توجّهاته باستهداف خطوط الكهرباء حيث أعلن مقاتلو (ولاية خرسان) في أفغانستان تدمير برج كهرباء في العاصمة (كابل) استجابة لـ "الغزوة"، كما قام التنظيم باستهداف مجموعة من رجال الأعمال الصينيين في العاصمة كابل خلال كانون الأول (ديسمبر) الماضي، في محاولة من التنظيم لإعاقة التعاون الاقتصادي بين طالبان والصين. وعلى هذا المنوال أيضاً سار تنظيم القاعدة، حيث دعا في العدد (18) من مجلة (ثبات) بتاريخ 26 شباط (فبراير) 2021 إلى ضرورة استهداف مصادر الطاقة في الدول المعادية له من باب الضغط عليها واستنزافها اقتصاديّاً.

كما أشارت الدراسة إلى أنّ اختطاف المواطنين الأجانب من ضمن  أبرز التحوُّلات في أولويات الاستهداف، مؤكدة أنّ دوافع اختطاف المواطنين متعددة، مثل الرغبة في الضغط على الدول الغربية المتحالفة مع الحكومات التي تحارب هذه الجماعات، أو لجعله ورقة ضغط للحصول على تنازلات سياسية، غير أنّ الدوافع المالية تبقى هي الأبرز، فالفدية المالية التي قد تصل إلى عشرات الملايين أسهمت في تزايد عمليات الاختطاف، خصوصاً أنّ العديد من الدول الغربية تسارع لتلبية الطلبات المالية للإرهابيين الخاطفين، وجدير بالذكر في هذا السياق أنّ عمليات خطف الأجانب صارت تمثِّل مصدراً مهمّاً للتمويل بالنسبة إلى تنظيم القاعدة، فضلاً عن كونها وسيلة جيّدة للإفراج عن عناصره المعتقلين في السجون، وهو ما برز بشكل كبير في اختطاف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين -مظلة تنظيم القاعدة في الساحل الأفريقي- رهينة فرنسية ورهينتين إيطاليتين، تم الإفراج عنهم في 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2020، مقابل الحصول على (25) مليون يورو، مع الإفراج عن قرابة (200) من عناصر الجماعة المحتجزين لدى السلطات المالية.

هناك مقولة شائعة لدى التنظيمات الإرهابية هي أنّ الجاسوس يُقدَّم قتْله على من سواه

أمّا بالنسبة إلى المتعاونين مع الجهات الأمنية، فهناك مقولة شائعة لدى التنظيمات الإرهابية هي أنّ الجاسوس يُقدَّم قتْله على من سواه، لأنّه يسهم بشكل كبير في الكشف عن عناصر التنظيمات وأوكارهم، وهي المعلومات التي يصعب على الأجهزة الأمنية الوصول إليها من دون متعاونين مدنيين، بل ذهب بعضهم إلى أنّ من يتجسّس على التنظيمات الإرهابية كافر مرتدٌّ يطبّق عليه حكم المرتدّ، وحالهم كحال المدنيين المناوئين، حيث تستهدف المجموعات الإرهابية المدنيين في حال ما إذا اعتقدت أنّهم يوالون التنظيمات المنافسة أو يقدّمون لها الدعم، أو أنّهم ينتمون للعِرقية التي ينتمي إليها عناصر التنظيمات المعادية.

ووخلصت الدراسة إلى أنّ استمرار أولويات الاستهداف الحالية عند التنظيمات الإرهابية متوقّفة على ثبات محدّدات الاستهداف السابقة، ولذا فإنّ التغيُّرات التي يمكن أن تطرأ على العوامل المحيطة، مثل تزايد الوجود الأجنبي، أو تصاعد معدّل التنافس الجهادي، أو تزايد حالات الانقسامات داخل التنظيمات، ستؤدي بشكل تلقائي إلى تغيُّر أولويات الاستهداف لدى كل تنظيم، وهو ما يعني أنّ تلك الأولويات تُعدُّ مرحلية، ويمكن أن تتغير بتغيُّر الظروف والبيئة المحيطة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية