هل يتحول إخوان بنغلاديش إلى حركة جهادية مسلحة؟

هل يتحول إخوان بنغلاديش إلى حركة جهادية مسلحة؟

هل يتحول إخوان بنغلاديش إلى حركة جهادية مسلحة؟


22/05/2023

في بنغلاديش، وفي إطار التتبع الأمني لأنشطة الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان، قامت السلطات بإدراج اسم عضو المجلس التنفيذي المركزي وأمير الجماعة الإسلامية لمدينة داكا شمال، محمد سليم الدين، في قضيتين جديدتين، وعليه قامت باعتقاله مجدداً.

وكانت الأجهزة الأمنية قد اعتقلت أمير الجماعة الإسلامية لمدينة داكا شمال من محاضرة دينية نظمتها الجماعة الإسلامية في داكا بعنوان: الزكاة وأهميتها في الإسلام في شهر رمضان، وتمّ حبسه (8) أيام على ذمة التحقيق في قضيتين تمّ رفعهما في ذلك الوقت، وذلك بعد ثبوت تورطه في جمع أمول الزكاة لصالح الجماعة الإسلامية.

وفي 8 أيّار (مايو) الجاري، وبعد أن تمّ عرض سليم الدين على المحكمة، طلبت النيابة العامة حبسه (4) أيام إضافية على ذمة التحقيق في القضيتين الجديدتين.

تصعيد إخواني واتهامات مرسلة للقضاء

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن استنكر في بيان شديد اللهجة الإجراءات القضائية الصادرة بحق محمد سليم الدين، وزعم أنّ ذلك يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الانسان. وأضاف: "محمد سليم الدين هو أحد كبار قادة الجماعة الإسلامية، وشارك في العديد من الأنشطة الاجتماعية، لكنّ الطريقة التي مثل بها أمام المحكمة لا تتناسب مع كرامته وشرفه، ولم يظهر مثل هذا السلوك السيّئ تجاه أيّ زعيم سياسي، وهذا إن دلّ على شيء، فإنّما يدلّ على الدناءة السياسية".

ولم يقم مجيب الرحمن بمناقشة أدلة الإدانة، أو تبرير ما قام به القيادي الإخواني، واكتفى بمطالبة السلطات الأمنية بالإفراج عنه فوراً.

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن

في تصعيدها الأخير، استخدمت الجماعة الإسلامية البنغالية خطاباً جهادياً شديد الخطورة، استدعت فيه شخصية مطيع الرحمن نظامي، الزعيم الإخواني الذي أعدمته الحكومة البنغالية في أيّار (مايو) 2016، بعد أن أثبتت محكمة مجرمي الحرب تورطه بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية إبّان حرب الاستقلال.

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية زعم أنّه استشهد غدراً، بحسب قوله، مطالباً بتتبع مسيرته، والسير على نهجه؛ من أجل إثراء الشخصية الإسلامية للفرد والمجتمع. وأضاف:  "إنّ الحلم الذي كان يراود الأعداء، بأنّ إعدام الشيخ مطيع الرحمن نظامي ستكون بداية النهاية للجماعة الإسلامية، وأنّ قيادتها ستتأثر بشكل كبير، أريد أن أقول لهؤلاء إنّ كل قطرة من دم الشهيد مطيع الرحمن ستكون مصدر إلهام وقوة لمنتسبي الحركة الإسلامية في البلاد، ولن تذهب قطرة من دمه سالت على أرض هذا البلد هدراً"، في تلويح باستخدام العنف، وتهديد صريح للدولة والمجتمع.

قامت السلطات بإدراج اسم محمد سليم الدين عضو المجلس التنفيذي المركزي وأمير الجماعة الإسلامية لمدينة داكا شمال في قضيتين جديدتين

من جهته، قال مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ عبد الحليم: إنّه على قادة الجماعة على مستوى القواعد الشعبية، العمل بطريقة مخططة لتأسيس الدولة الإسلامية. وللنجاة في الآخرة، يجب عليهم إثراء شخصيتهم أخلاقياً، ويقع على عاتقهم الدور المحوري في توسيع الأنشطة الدعوية والتنظيمية، بالإضافة إلى لعب دور موحد في الحركة الشعبية؛ لاستعادة نظام حكومة تصريف الأعمال.
الجماعة الإسلامية عقدت مؤتمراً لرؤساء الوحدات التنظيمية لمدينة سراج غنج يوم الجمعة الماضي، وترأسه عضو مجلس الشورى المركزي، والقائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية للمدينة الشيخ عبد السلام، وشارك في المؤتمر حوالي (200)  رئيس وأمين وحدة تنظيمية للجماعة في المدينة، وقد تحدث في المؤتمر عدد من القادة المحليين للجماعة الإسلامية، وجاءت الكلمات في معظمها تحريضية، تدعو صراحة إلى إعلان نفير الجهاد ضدّ الحكومة، والتحرك في الشارع لإسقاطها بشتى الطرق.

خطاب جهادي

الجماعة الإسلامية البنغالية، وبالتزامن مع نشاطها في الشارع، كثفت من أنشطتها الميدانية، حيث عقدت الجماعة مؤتمراً للأعضاء في مدينة سيلهت جنوب يوم 12 أيّار (مايو) الجاري، برئاسة أمير الجماعة الإسلامية التنظيمي للمدينة، السيد عبد الحنان، وقد تحدث في المؤتمر مساعد الأمين العام أحسن المحبوب زبير.

استخدمت الجماعة الإسلامية البنغالية خطاباً جهادياً شديد الخطورة استدعت فيه شخصية مطيع الرحمن نظامي، الزعيم الإخواني الذي أعدمته الحكومة البنغالية في أيّار 2016

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن تحدث أمام المؤتمر، وقال: إنّ كل إنسان يجب أن يكون عبداً خالصاً لله؛ ليحقق مبتغاه في الدنيا والآخرة، ومن أهم علامات العبودية الخالصة لله إقامة الدين في هذه الأرض، وهي المسؤولية التي اضطلع بها الأنبياء والرسل جميعهم، ومنسوبو ونشطاء الجماعة الإسلامية أقسموا على هذا القسم، ولهذا يقع على عاتقهم المسؤولية في توحيد أبناء الشعب؛ ليقوموا بدورهم في إقامة هذا الدين.

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم

ومن الواضح أنّ الخطاب التصعيدي للجماعة الإسلامية يتفق مع تحركاتها العنيفة على الأرض، وكذلك فإنّ تكثيف توظيف مفردات الخطاب الجهادي دليل على أنّ الجماعة قررت التصعيد بزعم إقامة الدولة الإسلامية، ورفع راية الدين.

من جهته، كان عضو مجلس الشورى المركزي الشيخ حبيب الرحمن أكثر وضوحاً في استخدام الخطاب الجهادي، فقد طالب بشكل واضح بإطلاق نفير الجهاد ضدّ الحكومة، قائلاً: "أفضل أنواع الجهاد هو قول الحق أمام حاكم طاغ، وقد أصبحت حكومة رابطة عوامي الحالية حكومة طاغية، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مقارنة بجميع الحكومات السابقة". وبعد أن وصف الحكومة بأنّها طاغية، طالب حبيب الرحمن بتشكيل كتائب للمقاومة الشعبية، في خطاب يحمل في مضمونه بنية صريحة للعنف، وقال القيادي الإخواني نصاً: "في هذه الأوضاع لا نستطيع أن نقف مكتوفي الأيدي في ظل ما يحدث، ولهذا علينا أن نشكّل مقاومة شعبية شاملة ضد هذا النظام الظالم". وطالب الجميع بالاستعداد للانخراط ضمن الحركة الشعبية لمقاومة الحكومة وإسقاطها.

مواضيع ذات صلة:

كيف حاول إخوان بنغلاديش إفساد انتخابات نقابة المحامين؟

مكافحة التطرف العنيف في بنغلاديش

خطاب التكفير الإخواني.. هل يفجر العنف في بنغلاديش؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية