هل يوجد إخوان في الداخل المصري؟

هل يوجد إخوان في الداخل المصري؟

هل يوجد إخوان في الداخل المصري؟


16/11/2022

الانقسامات والبيانات والمؤتمرات التي تحصل بين المجموعات الإخوانية المصرية المتناحرة توهم المتابعين وتفرض عليهم رؤية وجود الجماعة في الداخل المصري، رغم أنّ ما يحصل هو فعاليات إمّا على مواقع التواصل والسوشيال ميديا، وإمّا في دول الشتات التي فرّت إليها العناصر القيادية المؤثرة أو الفاعلة.

أجنحة الإخوان الـ (4)

ينقسم جسد الإخوان، حتى عام السقوط 2013 وما تلاه من أعوام شهدت العديد من الصدام مع النظام المصري، إلى الجناح الاقتصادي والسياسي والدعوي والخاص، وبالنظرة إلى تلك الأجنحة سنجدها داخلياً أشبه بهيكل عظمي؛ أي إنّ وجودها رمزي في الفضاء الإلكتروني.

وبالنسبة إلى الجناح الاقتصادي، ورغم أنّه جناح سرّي بشكل شبكي لا مركزي، فإنّه قد تعرّض لضربات كثيرة أفقدته توازنه، خاصة عقب القبض على نائب المرشد محمود عزّت.

خلال الأعوام الـ (3) الماضية تعرّض العديد من الشركات الحليفة للجماعة لضربات قوية، وأحيل أصحابها إلى القضاء بعد ثبوت تهمة التعاون مع الجماعة، وما يزال بعضهم قابعاً في السجون حتى الآن.

ينقسم أعضاء الجماعة، سواء من السياسيين أو الدعويين في الخارج الآن، بين الجبهات الـ (3) المتصارعة

أمّا الجناح السياسي، فهو غير موجود، وجلّ عناصره إمّا على ذمة قضايا، وإمّا هاربون خارج البلاد.

وبالنسبة إلى جناح التنظيم الدعوي، وهو أهم أجنحة الجماعة، لأنّه كان يقوم بأدوار دعوية واجتماعية وميدانية على الأرض، وهو الأساس التنظيمي الرئيسي، فقد تم حلّ كل المكاتب الإدارية، ولا يوجد للتنظيم أيّ مكتب إداري يعمل داخل مصر الآن، وأيّ كلام غير ذلك، فهو عارٍ عن الصحة، سوى بعض المستقلين المؤمنين بالإسلام السياسي، الذين يقومون بأدوار تعاطفية مع الجماعة، ويشرفون على رعاية أسر المساجين، وهذا يتم بشكل فردي، وليس بشكل تنظيمي.

 إنّ الملاحقة الأمنية الفعّالة وتوقيف الدعم المالي وتهافت الدعوة لإسقاط النظام، إضافة إلى الخلافات الإخوانية ـ الإخوانية، جعلت من الصعب استمرار التنظيم داخلياً

وينقسم أعضاء الجماعة، سواء من السياسيين أو الدعويين في الخارج الآن، بين الجبهات الـ (3) المتصارعة، غير أنّ الداخل لم يصدر مطلقاً ما يثبت أنّ هناك تنظيماً أو خلافات داخلية، سوى تصريحات في كل فترة من جبهة محمود حسين، وأخرى من الجبهات الأخرى، حول أنّهم يتواصلون مع البعض في الداخل، وهذا كله لم يثبت بدليل عملي.

إذن سنجد وجوداً للجماعة خارجياً فقط في (3) تجلّيات؛ الأول مع فكرة بناء مظلومية من أجل الحصول على دعم خارجي، والثاني مع فكرة بناء جماعة ثورية تؤمن بالعمل المسلح، وهي التي يُطلق عليها (المكتب العام)، والثالث يرى التركيز خارجياً على بناء الجماعة وإعادة توطينها في خارج مصر، وتحديداً أوروبا وأمريكا، بواجهات لا تحمل اسم الجماعة، وتعمل في المجتمعات الغربية، وفق فقه الأقليات، ويمكن أن تتنازل عن الصراع على السلطة مؤقتاً.

لماذا انتهى التنظيم داخلياً؟

الأهم في المسألة هو الجناح الرابع (النظام الخاص)، وقد كان في الأعوام الأخيرة ممثلاً بحركتي حسم ولواء الثورة الإرهابيتين، فقد اختفى تماماً عقب حادث معهد الأورام  الذي راح ضحيته (19) مريضاً وإصابة (32) من المرضى والمارة يوم الإثنين 5 آب (أغسطس) 2019، ومنذ ذاك التاريخ وقعت بعض الحوادث المتفرقة من الحركتين، وانحاز أغلب أعضائهما إلى تنظيم القاعدة، وذهب غالبية قياداتهم وعناصرهم الرئيسية إلى ليبيا وسوريا، وقد أطلق بعضهم ما يُسمّى بـ (إعلام المقاومة) الذي احتفى بـ (حادث الواحات) الذي قتل فيه أكثر من (50) شرطياً، والغريب أنّ هذا الاحتفاء بالحادث جاء بعده بعامين على الأرجح.

إنّ الملاحقة الأمنية الفعّالة، وتوقيف الدعم المالي، وتهافت الدعوة لإسقاط النظام، إضافة إلى الخلافات الإخوانية ـ الإخوانية، جعلت من الصعب استمرار التنظيم داخلياً؛ بل جعلته في معضلة أساسية سواء من الناحية التنظيمية أو الفكرية، خاصة داخل السجون؛ حيث يعاني أفراد الجماعة من الانقسامات نفسها حول الأجنحة الـ (3).

 تم حلّ كل المكاتب الإدارية، ولا يوجد للتنظيم أيّ مكتب إداري يعمل داخل مصر الآن، وأيّ كلام غير ذلك، فهو عارٍ عن الصحة

من هنا يمكن التأكيد أنّ الجسم الأساسي لجماعة الإخوان ليس تحت سيطرتها، وبالتالي، فقد فقدت القدرات التي كان يمكن أن تعيدها إلى الواجهة كما كانت، لذا فهي غير فاعلة، وليس لها أيّ وزن في الداخل، وأمّا الخارج، فإنّ له معادلة أخرى، تتعلق بالترويج وقدرة التنظيم على الاستقطاب والاستلاب والتجنيد بوسائل جديدة عن طريق اللجنة التي تم استحداثها بعد عام 2011، وأطلق عليها لجنة التربية والتدريب على مهارات القيادة (لجنة الموارد البشرية)، وخلق إعلام جديد بعد إعادة تقييم وبناء الإعلام القديم.

مواضيع ذات صلة:

هكذا وظف الإخوان الإعلام الرقمي لتنفيذ أجندة الجماعة

ما مدى تأثير الإعلام الرقمي في نشر ثقافة التسامح والتعايش؟

لماذا فشل رهان تنظيم الإخوان على الإعلام؟ وما بدائله المستقبلية؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية