وثيقة أولويات الجماعة وثورية المرشد الجديد... أين الفروق؟

وثيقة أولويات الجماعة وثورية المرشد الجديد... أين الفروق؟

وثيقة أولويات الجماعة وثورية المرشد الجديد... أين الفروق؟


22/04/2023

ألقى القائم بأعمال مرشد الجماعة صلاح عبد الحق كلمة مصورة في 14 نيسان (أبريل) 2023 عن الثورة وموقع الجماعة منها، ولم تختلف كثيراً عن وثيقة الأولويات، التي كانت في أواخر عهد سلفه إبراهيم منير، وكلتاهما (الوثيقة والكلمة) لم تنفيا بشكل قاطع الموضوع الرئيسي وهو الصراع السياسي، إنّما عبّرتا عن مراجعة للأولويات في رؤية جديدة.

 قراءة في وثيقة الأولويات

أصدر الإخوان المسلمون (جناح الراحل إبراهيم منير) في أيلول (سبتمبر) 2022 ما أطلقوا عليه (وثيقة الأولويات)، وهي ورقات جاءت رداً على استراتيجية وضعها جناح الجماعة الآخر (المكتب العام)، تتحدث عن استراتيجيات ثورية دائمة، وعدم التخلي عن الصراع على السلطة، والتمسك بالمواجهة واعتبارها حتميات شرعية وتاريخية، تحت عنوان (ما قبل الرؤية)، وهما رغم التباين بينهما ببعض النقاط والأولويات إلا أنّهما متوافقتان بشكل كبير، وكذا المقال الأخير لصلاح عبد الحق القائم بأعمال مرشد الجماعة، الذي دعا إلى تجنب الصراع على السلطة أيضاً.

 القائم بأعمال مرشد الجماعة صلاح عبد الحق

هذه الوثيقة هي أول وثيقة يتم تداولها بعد تصريحات القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر إبراهيم منير خلال مقابلة مع وكالة رويترز في 29 تموز (يوليو) 2022، التي ذكر فيها أنّ الجماعة لن تخوض صراعاً جديداً على السلطة، واستبعد التنافس على السلطة من خلال صناديق الاقتراع، ووفق ما ورد في موقع قناة (الجزيرة مباشر)، هي التصريحات التي تم الرد عليها من جانب التيار الآخر للإخوان المسلمين ببيان نُشر في 31 تموز (يوليو) 2022، ينفي صفة منير التي تحدّث بها، وأنّ "مجلس الشورى العام قد أعفاه من مهمته كنائب للمرشد العام وكقائم بعمله منذ 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2021، وكلف لجنة تقوم بعمل فضيلة المرشد العام، ثم أعلن مجلس الشورى العام للجماعة في حزيران (يونيو) 2022 أنّ "الأخ الأستاذ إبراهيم منير قد أعفى نفسه من الجماعة، ولم يعد يُعبّر عنها أو يمثلها، وعليه فكل ما ينشره إنّما هو رؤية فردية لا تُعبّر عن جماعة الإخوان المسلمين"، وفق نص البيان.

تحدثت وثيقة الأولويات عن مكاسب الثورة في مصر، وأنّها تحرص عليها، متهمة النظام الحاكم القائم أنّه (انقلابي)، وهذا يدل على أنّ الرؤية متوافقة تماماً بين صنوف ومجموعات الجماعة المتناثرة، ولا فرق.

أصدر الإخوان المسلمون (جناح الراحل إبراهيم منير) في أيلول 2022 ما أطلقوا عليه (وثيقة الأولويات) وهي ورقات جاءت رداً على استراتيجية وضعها جناح الجماعة الآخر (المكتب العام)

تعتبر الرؤية الجديدة للجماعة، وفق الوثيقة، أنّ موقع السياسة من مشروع الإخوان الإصلاحي سيكون هو الأخير، مع التمسك بدعوة الإسلام الشاملة، لكن رغم ذلك فإنّ الإصلاح الشامل لا يمكن أن يتجاهل إصلاح الحكم، ولم تذكر الوثيقة كيفية هذا الإصلاح بشكل مباشر، إلا أنّها أشارت إلى أنّ قوة الدولة يمكن أن تعيق الإصلاح، ومن تمام الإسلام هو  الاهتمام بشؤون الأمّة.

وتعمل جماعة الإخوان وفق هذه الوثيقة لإصلاح الحكم عبر (3) وسائل؛ وهي: العمل عبر ائتلاف وطني واسع، وفكّ أسر المسجونين، وتحقيق المصالحة بين مكونات الشعب.

ثورية صلاح عبد الحق الجديدة

تحدث القائم بأعمال مرشد الجماعة صلاح عبد الحق في حديث مصور يوم 13 نيسان (أبريل) 2023 عن الثورة وتموقع الجماعة منها، ووفق ما ذكره على صفحة الجماعة الرسمية فإنّ السياسة واجب ديني ووطني لا يجوز التفريط فيه، لكنّ غاية المهة السياسية ليست طلب الحكم بل إصلاح الحكم، وإن كان طلبه لا يدين من يسعى إليه.

ورأى أنّ الجماعة شاركت في الثورة المصرية، وقدّمت الكثير، ودفعت الشباب إليها، لكنّ الفشل الذي جرى لأنّها لم تأخذ بالمسببات الحقيقية التي تحدث عنها المؤسس، وهي: أن يكون للثورة زعامة، وأن يكون لها خريطة طريق.

يقول صلاح عبد الحق: إنّ تخير الظرف المناسب، واستخدام منتهى الحكمة فيه، وإنفاذه على نحو أخف ضرراً، أبلغ في الدلالة على المقصد، لذلك كانت حسابات المرشد حسن البنا حذرة ومعقدة، وأنّ كل خطوة تؤدي إلى التي تليها، فلا وقت للضياع، ولا وقت للتجارب.

تجاوز الصراع على السلطة هو أمر تكتيكي، وليس استراتيجياً

ورأى عبد الحق أنّ الجماعة لكي تحقق الإصلاح عليها أن تتجاوز الصراع على السلطة، وتقوم بتحديد تموقع الإخوان الجديد داخل المجتمع.

إذن، بقراءة مبسطة لهذه الكلمة، وما سبقها من وثيقة للرؤية اتفق عليها المجتمعون في مكتب الجماعة بلندن، فإنّ تجاوز الصراع على السلطة هو بسبب الهزيمة.

تعمل جماعة الإخوان وفق الوثيقة لإصلاح الحكم عبر (3) وسائل؛ وهي: العمل عبر ائتلاف وطني واسع، وفكّ أسر المسجونين، وتحقيق المصالحة بين مكونات الشعب

كما يظهر أنّ تجاوز الصراع على السلطة هو أمر تكتيكي، وليس استراتيجياً؛ أي إنّه مرهون بعدم الصدام والصراع، إلا أنّ الجماعة لن تتخلى عن العمل السياسي، الذي سيكون في جانب إصلاح منظومة الحكم دون هدمها بشكل نهائي، مع الاعتراف بأنّ هدم هذه المنظومة، والوصول إلى كرسي الحكم، هو حق أصيل للجميع، وأنّ الجماعة لن تستنكره.

من هنا يتضح أنّ الفروق محدودة للغاية بين مجموعات الإخوان الـ (3)، فالمسألة لا تعدو كونها خلافات حول الأولويات فقط، دون ترك الأصل، وهو أنّ الجماعة لن تتخلى عن السياسة، وأنّها قدمت ملف المسجونين، وملف عودتها إلى الشارع على هدم السلطة، والصراع على كرسي الحكم، وستترك ذلك للقوى الوطنية الأخرى، بينما تنشغل هي بلملمة نفسها والعمل على بعض الملفات الأخرى.

مواضيع ذات صلة:

حراك الإخوان الممنهج ضد مصر ينتهي إلى هزيمة مريرة.. ألا يتعظون؟!

هل اختطف الإخوان حركية الجماهير العربية؟

هل يقوم الإخوان بتزوير الأعمال الكاملة للقرضاوي؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية