وصفت الإله حورس بالعصفورة واتهمها فنان بسرقته مرتين... ما قصة مصممة الجرافيك المصرية غادة والي؟

تصدرت مصممة الجرافيك المصرية غادة والي حديث مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية بمصر والدول العربية، بعد اتهامها للمرة الثانية من جانب الفنان التشكيلي الروسي جورجي كوراسوف بسرقة لوحاته، بغرض تنفيذ حملة إعلانية لإحدى العلامات التجارية العالمية للمياه الغازية. 

ومنذ اتهامها بالسرقة للمرة الأولى من جانب كوراسوف، الذي قال في تموز (يوليو) العام الماضي إنّ والي استخدمت لوحاته الخاصة دون إذنه في تصميمات بإحدى جداريات مترو الأنفاق بالقاهرة، خرجت والي منذ أيام بعد توجيه اتهام ثانٍ لها من جانب الفنان نفسه، لتوضح موقفها تجاه هذه الاتهامات، لكن على عكس المتوقع كان الظهور صادماً إلى حد كبير؛ لأنّ جملة التصريحات التي أدلت بها والي أكدت العديد من الاتهامات، على حدّ تقدير المختصين والجمهور على حد سواء. 

من هي غادة والي؟ وما قصتها؟ 

تُقدّم غادة والي نفسها بأنّها مصممة جرافيك رائدة في مصر، ولدت عام 1990، وكان لاسمها نصيب كبير من شهرتها؛ إذ ارتبطت منذ ظهورها الإعلامي باسم الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن المصرية آنذاك، والتي تشغل في الوقت الراهن منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة ومدير مقر المنظمة الدولية في فيينا، لكن لا تربطهما أيّ صلة قرابة، حسبما أكدتا مراراً، وهو مجرد تشابه بالأسماء. 

بدأت شهرة والي قبل (7) أعوام،  وتحديداً عام 2017، حينما كانت المسؤولة عن حملة الدعاية لفيلم "الأصليين" الذي شهد مشاركة العديد من النجوم مثل منة شلبي وماجد الكدواني وخالد الصاوي، لكنّ شهرتها الحقيقية كانت بالتزامن مع اختيار مجلة (فوربس) لها في العام ذاته، ضمن أفضل (30) مصمماً في أوروبا، تحت سن الـ (30). 

وبعد تصنيف (فوربس) حلت والي ممثلة عن المرأة المصرية في منتدى شباب العالم الذي عُقد في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 في مدينة شرم الشيخ، وألقت وقتها كلمة عن "التواصل" أمام الحضور بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

قدّمت مع شقيقتها ياسمين مشروعاً يحمل اسم "الهوية البصرية لمصر"، والذي لاقى استحساناً كبيراً من جانب المسؤولين في مصر، في مقدمتهم رئيس الدولة الذي كلف بمتابعة تنفيذه من جانب الجهات المختصة، لكن تبين فيما بعد أنّ المشروع خاص بمجموعة من طلاب الجامعة الألمانية بالقاهرة، ومن بينهم والي، وتم إنتاجه تحت إشراف الجامعة وليس مجهوداً شخصياً. 

اتهامها بالسرقة

بدأت أزمة مصممة الجرافيك غادة والي مع الفنان الروسي جورج كوراسوف مطلع تموز (يوليو) العام الماضي، بعد أن اتهمها بسرقة لوحاته لتنفيذ جدارية إحدى محطات  مترو الأنفاق بمصر، ونشر عبر حسابه على "فيسبوك": "لقد تم استخدام لوحاتي في مترو أنفاق القاهرة بدون إذني وحتى ذكر اسمي".

بدأت أزمة مصممة الجرافيك غادة والي مع الفنان الروسي جورج كوراسوف مطلع تموز  الماضي، بعد أن اتهمها بسرقة لوحاته لتنفيذ جدارية إحدى محطات  مترو الأنفاق بمصر

وكشف الرسام الروسي عن انتظاره ردّاً رسمياً بشأن ما حدث في اللوحات، وربما جاء الرد ضمنياً من جانب السلطات المصرية التي أزالت الرسومات من محطة المترو، وقد التزمت والي الصمت تجاه الأمر، وبررت ذلك لاحقاً بانشغالها بسبب إنجاب مولودها الأول. 

الأمر تجدد بعد توجيه اتهام ثانٍ لها من الفنان التشكيلي الروسي قبل أيام، وقال: إنّها "استخدمت إحدى لوحاته في حملة دعائية لصالح إحدى شركات المشروبات الغازية".

كيف ردّت والي؟ 

بعد عام كامل من الصمت، تحدثت والي عن الأمر مع الإعلامي المصري عمرو أديب ببرنامجه "الحكاية"، إلى جانب بيان رسمي تداولته الصحف المصرية، حاولت والي من خلاله توضيح موقفها. 

وفي البيان، وصفت والي اتهامات الفنان الروسي بـ "الكاذبة"، معتبرة أنّه يسعى "لركوب الترند واكتساب الشهرة عبر اتهامها زوراً من حين إلى آخر دون تقديم إثباتات".

وخلال اللقاء حاولت والي التركيز على نفي الاتهامات، وقالت إنّ الأمر لا يتخطى مجرد الاقتباس أو التأثر، وإنّها والفنان الروسي نقلا عن الفنان التشكيلي العالمي بيكاسو. 

وقالت والي: "لوحتي تشبه لوحة الفنان الروسي، لكن الاتنين من الفن الفرعوني، موضحة: ممكن أكون شفت لوحات، وأشارت إلى أنّ "الفنان الروسي يزعم أنّ مصدره الفن الروماني، إلا أنّ اللوحة مستوحاة من معبد هابو في الأقصر، خاصة في وضعية رفع الأيدي، موضحة: شغلي بيقف عند التصميم، التنفيذ الإنتاج مسؤول عنه".

 الفنان التشكيلي والمصمم المصري حسين نوح: الأعمال الفنية لوالي (قص ولصق)، فقد نقلت أسلوب عمل الفنان الروسي والخطوط نفسها التي يستخدمها

وكان من بين أبرز التصريحات المثيرة للجدل لوالي خلال اللقاء، وصفها للإله في العقيدة المصرية القديمة حورس بأنّه عصفورة، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي المنصات الإعلامية أيضاً، وتسبب في اتهام والي بالجهل بحضارة بلادها. 

وحول موضوع مترو الأنفاق قالت والي: "وصلتني دعوة من الشركة الفرنسية التي تدير الخط الثالث لمترو الأنفاق لتقديم اقتراح تقني إبداعي بشأن حملة ترويجية لمحطة مترو كلية البنات والهوية البصرية لعدد (5) محطات؛ وهي باب الشعرية، العباسية، هليوبلس، كلية البنات، الألف مسكن".

وتابعت: "شركتي فازت بالعقد رغم المنافسة القوية مع العديد من الشركات، مشيرة إلى أنّ إجمالي القيمة المالية للعقد هي (75) ألف جنيه، بواقع (12) ألف جنيه لكل محطة، وليست (370) مليون جنيه كما تردد على السوشيال ميديا".

كوراسوف متمسك بالرد القانوني

من جانبه، أكد الفنان الروسي أنّه سيتخذ كافة الإجراءات القانونية ضد الشركة وغادة والي، مع المطالبة بدفع غرامة مالية، بالإضافة إلى اعتذار رسمي من قبل الشركة.

وأوضح في تصريحات لموقع "القاهرة 24" أنّ "المصرية غادة والي لم تجد أيّ حجج للدفاع عمّا فعلته، لذا زعمت بمحاولة تسويقي لتصاميم داخل مصر، الفنانة تعاني من الهيستيريا بعد اتهاماتها بسرقة تصميماتي، ولم تجد أيّ حجج منطقية للدفاع عن نفسها، وما صرحت به ما هو إلا هراء".

سرقة أم اقتباس؟ مختصون يوضحون الموقف 

يقول رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق أستاذ التصميم الزخرفي خالد سرور، في حديث لـ "سكاي نيوز": إنّ ما حدث يُعتبر "سرقة فنية متكاملة الأركان".

ويستدل على ذلك بمقارنة بين الأعمال الفنية لوالي والفنان الروسي، قائلاً: "هناك نقل واضح لوالي من أعمال كوراسوف، يصل إلى حدّ التطابق، أيضاً فيما يخص الخطوط والاتجاهات في العمل الفني، يوجد تشابه إلى حدّ النسخ".

أعلنت نقابة الفنانين التشكيليين بمصر أنّها تتبرّأ من أفعال الفنانة التشكيلية غادة والي، ونشرت الصفحة الرسمية للنقابة بياناً قالت فيه: تؤكد نقابة الفنانين التشكيليين أنّ السيدة غادة والي ليست عضواً لديها، وتُسأل وحدها عمّا ينسب إليها من أفعال

ويتفق مع سرور الفنان التشكيلي والمصمم المصري حسين نوح، الذي يقول لشبكة "سكاي نيوز": إنّ الأعمال الفنية لوالي (قص ولصق)، فقد نقلت أسلوب عمل الفنان الروسي والخطوط نفسها التي يستخدمها"، ويؤكد أنّ مصممة الجرافيك استخدمت طريقة تعبير الفنان الروسي نفسها، وهذا واضح في طريقة التصميم ورسم العيون".

وفي أحدث تطورات الأزمة أعلنت نقابة الفنانين التشكيليين بمصر أنّها تتبرّأ من أفعال الفنانة التشكيلية غادة والي، ونشرت الصفحة الرسمية للنقابة بياناً قالت فيه:" تؤكد نقابة الفنانين التشكيليين أنّ السيدة غادة والي ليست عضواً لديها، وتُسأل وحدها عمّا ينسب إليها من أفعال".