10 محطات رافقت تلحين وغناء القرآن الكريم في مصر

القرآن الكريم

10 محطات رافقت تلحين وغناء القرآن الكريم في مصر


23/07/2018

وسط تجمّع شعبي في إحدى المحافظات المصرية، أنشد شيخ يرتدي زياً أزهرياً سورة الفاتحة على أنغام الموسيقى. أثار مقطع الفيديو الذي سجل الواقعة جدلاً بعد نشره على موقع "يوتيوب"، واعتبر الجميع أنّ ذلك كفر بواح، وتلقفت الفضائيات المصرية القصة وطرحت الأسئلة على شيوخ الأزهر، الذين أبدوا بدورهم استياء كبيراً من المسألة.

قبل ذلك المقطع المصور ببضعة شهور، منعت وزارة الأوقاف المصرية، 22 أيلول (سبتمبر) 2017، الشيخ الأزهري إيهاب يونس، من الخطابة والإمامة والدروس الدينية، بعدما أدى أغنية "لسه فاكر" لأم كلثوم مرتدياً الزي الأزهري على إحدى الفضائيات المصرية، وأحالته للتحقيق.

أول من سجل القرآن الكريم على أسطوانات هم المغنون وكانت أول إمرأة سجلت القرآن على أسطوانة ودودة المنيلاوية

وأفادت الوزارة في بيان: "نظراً لما صدر عنه من أعمال تتنافى مع طبيعة عمل الإمام ومقتضيات واجبه الوظيفي، قرر الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني ورئيس لجنة القيم بوزارة الأوقاف منع السيد إيهاب عبده يونس عبدالرحيم من الخطابة والإمامة والدروس الدينية، مع إلحاقه كباحث دعوة بالإدارة التابع لها لحين انتهاء التحقيقات معه بمعرفة النيابة الإدارية."

الشيخ الأزهري إيهاب يونس

غير أنّ المتابع لتاريخ صعود "دولة التلاوة في مصر" سوف يكتشف أنّ أهل المغنى والموسيقى من الرجال والنساء هم من تصدروا ذلك العالم، كان أشهرهم الشيخ علي محمود، مؤسس دولة التلاوة المصرية، قالوا عنه من عظم إلمامه بالموسيقى، كان يؤذن يوم الجمعة في مسجد الحسين بالقاهرة القديمة كل أسبوع أذاناً على مقام موسيقي لا يكرره إلا بعد عام، وتعلم على يديه الملحن الشيخ زكريا أحمد، والموسيقار محمد عبد الوهاب، وسيدة الغناء العربي أم كلثوم، وكذلك المطربة اللبنانية أسمهان.

 المطربة اللبنانية أسمهان

وفي دراسة أعدها الباحث الفني والصحفي بمجلة "الكواكب" محمد دياب، أشار إلى عدة محطات غير معروفة عن تاريخ حفظ وتسجيل نوادر تلاوة القرآن الكريم في مصر، من أبرزها:

(1) مع ظهور عصر الأسطوانة التجارية الحجرية 78 لفة، تخوف المقرئون الرجال من تسجيل القرآن الكريم بأصواتهم على أسطوانات في البداية، فقد كانوا يعتقدون أنّ ذلك أمر محرم.

اقرأ أيضاً: الشيخة أم السعد أشهر امرأة في عالم قراءات القرآن الكريم

(2) أول من سجل القرآن الكريم على أسطوانات من الرجال، هم المغنون، ومن النساء العوالم. وأن لفظة عالمة كانت تطلق على كل الموسيقيات المحترفات في القرن التاسع عشر، وأنّ هذه التسمية تشمل أيضاً ما يعرف بالمطربة.

المطرب محمد سليم أول من سجل القرآن الكريم على أسطوانة عام 1906 واضطر إلى فعل ذلك تحت جنح الليل

(3) يُنقل عن الباحث الفرنسي فريدريك لاغرنج المتخصص في شؤون الغناء المصري، أنّ المطرب محمد سليم، أول من سجل القرآن الكريم على أسطوانة لحساب شركة أوديون عام 1906، وأنه اضطر إلى تسجيله تحت جنح الليل في أحد المنازل النائية على أطراف المدينة. وتبعه الشيخ حسن خضر علي الفلاح وكلاهما شيخان مقرئان اتجها للغناء.

النساء المقرئات

(4) منذ عهد الخديوي إسماعيل وحتى الربع الأول من القرن العشرين، سجل عدد من العوالم القرآن الكريم على أسطوانات، لكن دياب يوضح أنّ العالمة هنا، تختلف عن العوالم اللائي ظهرن في أفلام حسن الإمام.

(5) عدد المقرئات اللائي وهبن أصواتهن للتلاوة فقط قليل جداً، فحتى أشهرهن على الإطلاق كريمة العدلية ومنيرة عبده وسكينة حسن، جميعهن قدمن الغناء بجانب التلاوة، فسكينة حسن، قدمت الإنشاد الديني والغناء العاطفي جنباً إلى جنب مع تلاوتها وتسجيلها القرآن الكريم على أسطوانات وفي الإذاعة الأهلية.

المقرئة سكينة حسن

(6) منيرة عبده، التي كانت أول امرأة ترتل القرآن في الإذاعة المصرية الحكومية عام 1936، بعد شهور من افتتاحها، وسمحت لها الإذاعة بتقديم وصلة غناء عاطفي، بعد ثلاثة أيام من تقديمها تلاوتها الأولى، في العاشرة من صباح يوم الخامس من أبريل 1936، وكذلك كريمة العدلية التي كانت الإذاعة تبث لها إلى جانب التلاوات القرآنية قوالب أعمال غنائية في قالب الدور والموال والطقطوقة والقصيد.

(7) أول امرأة سجلت القرآن على أسطوانة هي ودودة المنيلاوية، تبعت ودودة في تسجيل القرآن العالمة أمينة العراقية.

واقعة طريفة

(8) هناك واقعة طريفة، جرت خلال الترويج للمحاولة الأولى لتسجيل القرآن، التي قامت بها ودودة المنيلاوي، وكانت في الأصل عالمة، حيث كتبت شركة "ماركوني" على الملصق الخاص بالأسطوانة، أنّ التلاوة تأتي بمصاحبة كمان سامي الشوا، غير أنّ التسجيل خلا من أية موسيقى، إذ إنّ الشركة أرادت بهذه الحيلة استثمار نجاح التعاون بين المنشد علي محمود وعازف الكمان سامي الشوا اللذين كان الإنشاد الديني قبلهما يؤدى من دون موسيقى، وهما كسرا تلك القاعدة.

اقرأ أيضاً: رحلة المنع والحصار لقارئات القرآن الكريم في مصر

(9) الملحن الشيخ زكريا أحمد كان يعتبر التجويد الذي لقنه لأم كلثوم لتلاوة بعض الآيات من سورة إبراهيم، التي قدمتها في فيلم "سلامة" (1945)، بمثابة لحن أعدّه لتلك الآيات، وكذلك رأى محمد عبدالوهاب الأمر نفسه في تلقينه المطربة وردة الجزائرية بعض الآيات من سورة آل عمران، قدمتها في فيلم "ألمظ وعبده الحامولي" (1962).

المطربة وردة الجزائرية

(10) هناك تجربة أخرى لتلحين القرآن الكريم باعتماد المقامات الغنائية في تلاوته وليس تلحينه موسيقياً، كانت ستتم بين رياض السنباطي وأم كلثوم، ذكرها الأول في أحد الحوارات الصحفية، إلا أنها أحبطت لتخوفهما من اعتراض الأزهر.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية