10 معلومات قد لا تعرفها عن قوات الباسيج الإيرانية

إيران

10 معلومات قد لا تعرفها عن قوات الباسيج الإيرانية


28/04/2019

مثّلت قوات الباسيج الإيرانية، أحد الروافد العسكرية المسلحة، المنوط بها عدة أدوار؛ محلية وخارجية، تتصل بحماية النظام، وتوطيد أركانه، ودعم الجمهورية الإسلامية في طهران، كما ينصّ على ذلك الدستور؛ حيث إنّها تشكل جيشاً موازياً إلى جانب القوات النظامية، بيد أنّها تتجاوزها، من حيث موارده المالية والنفوذ، وتتكون من متطوعين مدنيين، يشملون الذكور والإناث.

سبقت الباسيج قوات الحرس الثوري الإيراني في تصنيفها على قائمة الإرهاب من قبل واشنطن قبل عام

جاء تدشين قوات التعبئة الشعبية، المعروفة بـ "الباسيج"، إبان نجاح الثورة الإيرانية، تحديداً نهاية عام 1979، حينما أطلق الإمام الخميني دعوته بإطلاق جيش من "عشرين مليون رجل"، بغية الدفاع عن الثورة والنظام، وأهدافهما السياسية والدينية والأيديولوجية، وتتميز تلك القوات بارتباطها العضوي بالمجموعات المسلحة التي تكونت جميعها من مجموعة من المؤيدين لنظام ولاية الفقيه؛ إذ تشكلت من قاعدته المنتمية له، فكرياً وسياسياً، وبرز من بينهم: قوات الحرس الثوري الإيراني، وكتائب الحرس الثوري الإسلامية.

سبقت قوات الباسيج قوات الحرس الثوري الإيراني في تصنيفها على قائمة الإرهاب، من قبل واشنطن، قبل عام، كما فُرضت عليها عقوبات من وزارة الخزانة الأمريكية، ما ترتب عليها استهداف مؤسساتها الاقتصادية، وتعقب نشاطاتها المالية المختلفة، سواء من خلال المؤسسات الصناعية أو المصرفية؛ حيث اتهمتها بتجنيد أطفال ومراهقين من المناطق الريفية لطهران، وعناصر أجنبية من أفغانستان، للانخراط في الحروب الخارجية، وتحديداً سوريا.

ترصد "حفريات" في هذا التقرير عشر معلومات عن قوات الباسيج الإيرانية:

الشعار الرسمي لقوات الباسيج

أولاً: تُعرف قوات الباسيج بأنها "منظمة تعبئة المستضعفين"، وهي ترجمة للاسم الفارسي "سازمان بسيج مستضعفين"، والتي جرى الموافقة عليها رسمياً عام 1980، وتخضع للمرشد الأعلى للثورة، في كلّ مراحلها، منذ لحظة التأسيس وحتى اليوم؛ إذ يتولى المرشد فقط مسؤولية اختيار وتعيين قائدها، والمسؤولين التنظيميين للميلشيات التابعة لها، والتي تنظم هياكلها، وذلك عبر ترشيحات يقدمها قائد الحرس الثوري، وتتكون قوات الباسيج من جناحين رئيسين؛ "كتائب الزهراء"، وتضم الأعضاء الإناث، و"كتائب عاشوراء" تضمّ الأعضاء الذكور.

اقرأ أيضاً: هجوم مسلح يستهدف قوات الباسيج .. تفاصيل

ثانياً: تعتمد قوات الباسيج، على المستوى التنظيمي، ثلاثة مستويات للالتحاق بقواتها وميلشياتها، تتفاوت فيها العضوية بين المستوى "العادي" و"الخاص" والشرفي"؛ ويتوزع جميع الأعضاء على أساس مناطقي، لتغطية كافة المدن الإيرانية، وذلك فيما يعرف بـ "نطاقات المقاومة"، التي تشمل المساجد والمؤسسات الحكومية والتعليمية، كالمداراس والجامعات؛ حيث تعدّ بمثابة قواعد للتدريب، وتأهيل الكوادر، من عدة نواحٍ؛ سياسية وعقائدية وعسكرية.

ثالثاً: يتلقى الباسيج رواتب ثابتة، تخصصها ميزانية الدولة الإيرانية، وذلك منذ أقرّ بذلك البرلمان الإيراني، في 13 تشرين الأول (أكتوبر) عام 1991، ويحصلون عليها من مخصصات فيلق "الحرس الثوري الإسلامي"، على وجه التحديد، وتطورت قوات وميلشيا الباسيج، فتعددت تسمياتها التنظيمية، بحسب التخصصات والأهداف التي تؤديها، في عدة مجالات حيوية، وليس فقط من الناحية المناطقية؛ حيث يوجد "الباسيج" العمالي، الذي يعمل وسط العمال، وكذا "الباسيج" الطلابي، وغيرهما.

 تتفاوت فيها العضوية بين المستوى "العادي" و"الخاص" والشرفي"

رابعاً: بحسب منظمة "مجاهدي خلق"، المعارضة للنظام الإيراني؛ فإنها تستهدف معظم عناصر ميلشيا الباسيج من أبناء الريف، وشرائح الطبقات الفقيرة في تلك المناطق، للاحتماء بالامتيازات التي يوفرها لهم، عبر الحصول على دخل ثابت، والانتساب إلى الجامعة بسهولة فائقة، كما توضح أنّ نسبة تصل لنحو 65% من الموظفين في الدولة الإيرانية، يشكلون عضوية بارزة في قوات الباسيج، لنفس الأسباب والعوامل؛ حيث هناك قانون رسمي يخصص نسبة 40% من المقاعد الجامعية لأعضاء الباسيج.

اقرأ أيضاً: إيران.. الباسيج يقمع التظاهرات الطلابية

خامساً: تجري عملية الإعداد والتأهيل داخل قوات الباسيج، بإشراف من رجال الدين، الموجودين في المدن والمقاطعات والأحياء، بالإضافة إلى مؤسسات الجمعية الشرعية؛ حيث تكون التقييمات التي يحصل عليها الأفراد المرشحون من خلال أئمة المساجد والجمعيات، في مناطقهم المحلية، بمثابة ورقة القبول وبوابة المرور، التي يدلف منها الأعضاء الجدد إلى المنظمة الأمنية شبه العسكرية "الباسيج".

اقرأ أيضاً: هل ستتوقف ميليشيا الباسيج الإيرانية عن تجنيد الأطفال؟

سادساً: تنقسم قوات الباسيج إلى "مجموعات مقاومة" في الضواحي الكبيرة، والمدن الرئيسة، فضلاً عن "خلايا فرعية"، في الريف والمدن والأحياء الصغيرة؛ ففي طهران مثلاً، تستحوذ قوات الباسيج على أربع مناطق (منطقة شمال غرب القدس، ومنطقة جنوب غرب أبوزار، ومنطقة شمال شرق شهيد بهشتي، ومنطقة "الباسيج" للطلاب في وسط طهران، بحسب موقعهم الرسمي.

سابعاً: يمكن اعتبار الحرب العراقية الإيرانية، عام 1980، بمثابة الميلاد والتأسيس الثاني لقوات الباسيج؛ ففي خضم الحرب تطورت الميلشيات التابعة لهم، من حيث أعداد المتطوعين، الذين جرى تجنيدهم وضمهم لجبهات القتال، فضلاً عن تطور قدراتهم القتالية والعسكرية، فانضمّ ما يربو إلى مئة ألف متطوع جديد، وجرت تعبئة نحو مليوني شخص أثناء الحرب، وذلك بحسب معهد واشنطن؛ حيث أسندت للقوات مهمة اقتحام حقول الألغام لتمهيد الطريق للقوات النظامية التي تتعقب آثارهم.

تتمركز قوات الباسيج، في عدة مناطق بالشرق الأوسط، لحماية المصالح الإيرانية

ثامناً: لعبت قوات الباسيج الإيراني، دوراً مؤثراً لقمع الحراك الاجتماعي والسياسي في طهران، والتصدي لحركات التمرد والمظاهرات الحقوقية والسياسية ضد الملالي، وذلك في كلّ مرّة تندلع احتجاجات إثر أحداث سياسية أو قرارات، تتخذها الدولة؛ ومن بين تلك الأحداث التي تصدت لها قوات الباسيج، الأحداث التي أعقبت إعادة انتخاب أحمدي نجاد للرئاسة، عندما فاز أمام خصمه السياسي، حسين موسوي، عام 2009، وهي الانتخابات التي وجهت انتقادات جمة ضدّ الباسيج، ليس لقمعها الاحتجاجات والمظاهرات، التي شهدتها مدن وشوارع طهران، لكن تورطها في تزوير الانتخابات.

اقرأ أيضاً: إيران.. خراب البصرة واستنساخ الباسيج

تاسعاً: على المستوى الخارجي؛ تتمركز قوات الباسيج، في عدة مناطق بالشرق الأوسط، لحماية المصالح الإيرانية بذريعة "حماية الأماكن المقدسة"، كما هو الحال في العراق، بينما انخرطت في تدريب قوات الحشد الشعبي الشيعية، أثناء قتالها في معركة الفلوجة، عام 2016؛ وهي المعركة التي قتل فيها القائد السابق لـ "كتائب عاشوراء"، التابعة للباسيج، علي رضا باباي، كما قاموا أيضاً باقتحام السفارة والقنصلية السعودية، في مدينتي طهران ومشهد، عقب إعدام رجل الدين الشيعي، نمر النمر، في العام نفسه.

عاشراً: تتواجد قوات الباسيج، بصورة لافتة، في سوريا، وتقاتل كقوة أساسية في المعارك الدائرة، مع المجموعات الأخرى التابعة لطهران، كحزب الله، بيد أنه تنضوي تحتها عدة فيالق أخرى، مثل: فيلق "فاطميون"، وفيلق "زينبيون"، برعاية الحرس الثوري؛ وقد صرح حسين همداني، أحد قادة الحرس الثوري السابقين، بأنّ إيران تدافع عن مصالح ثورتها بالحرب في سوريا، لذلك؛ فإنّ هناك 130 ألف عنصر من ميليشيا الباسيج متواجدين في سوريا،  وأشار إلى تشكيل جديد يسمى "حزب الله السوري"، الذي قال عنه: "بعون الله، استطاع الإيرانيون تكوين حزب الله الثاني في سوريا".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية